تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين الجزء الثاني و الأخير


حور العين
04-08-2016, 02:54 PM
من:الأخت / الملكة نــور
نداءات المؤمنين
الجزء الثاني و الأخير

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }

[ البقرة : 172 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

على كل إنسان أن يأكُل طعاماً طيباً
و أن يسمي الله عز وجل قبل أن يأكل :
المحرم محرم ، عليه طلب ، لا يوجد عليه طلب ،
أرباحه كبيرة ، صغيرة ،
هناك أخ سمع شريطاً لمحاضرة في حفل افتتاح جمعية مكافحة التدخين
والمواد الضارة ، وحضرها لفيف كبير من العلماء ،
هذا سمع الشريط وهو يبيع الدخان فأخذ قراراً بإلغاء بيع الدخان
لكن معه شريك ،
الشريك رفض و قال له
تعال نحسب أرباح المحل من الدخان ،

الأرباح كانت خمسة وعشرين ألفاً

قال له :
أنا أدفع لك نصفها
واتفقوا ، جاء الموزع الذي يوزع لمئتين وخمسين محلاً في دمشق
كم تريدون ؟
قال
نريد أن تأخذ الذي عندنا نحن تبنا على الله ،
ما السبب ؟
قال له
هذا الشريط
فسمعه الموزع فحَوّل شركته من شركة توزيع دخان
إلى شركة توزيع أغذية ،
نشر هذا المقال في إحدى مجلات دمشق .
أي كُلْ طعاماً طيباً وسمِّ الله عز وجل قبل أن تأكل كي تتذكر
أن هذا الذي تأكله نعمة من نعم الله وكُل وفق منهج الله عز وجل .

على كل إنسان أن يشكر الله عزّ وجل
على نعمه التي أنعم عليه بها :

أيها الأخوة ، الآية الدقيقة :

{ وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا
فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ
وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ
وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ }
[ يس : 33 - 35 ]

إذاً الله عز وجل يريدنا أن نشكره :
( يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم ،
فإن النفوس جبلت على حبّ من أحسن إليها ،
وبغض من أساء إليها ) .
حديث قدسي رواه البيهقي عن عمير بن وهب

الآن اسمعوا :

( أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا ،
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ )

فَقَالَ تعالي :
{ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }
[ المؤمنون : 51 ]

وقَالَ تعالي :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }
[ البقرة : 172 ]

الآن دقق

ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ،
يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ،
وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ؟ )
أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة
[ يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ]
الترغيب والترهيب عن ابن عباس


أي اجعل طعامك طيباً ، ولا يكون الطعام طيباً إلا إذا كان مباحاً ،
واشتري بمال حلال ، إذا كان مباحاً واشتري بمال حلال .

( إن الله عز وجل ، ليرضى عن العبد
أن يأكل الأكلة فيحمده عليها
أو يشرب الشربة فيحمده عليها )
أخرجه مسلم عن أنس بن مالك

وهناك حديث آخر :
( الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر )
أخرجه أحمد عن أبي هريرة

الطعام الطيب حسب رأي العلماء :

الآن ماذا قال العلماء عن شرح الطعام الطيب ؟
قال :
ما أخلصناه لكم من الشبهات , هناك طعام فيه شبهات ،
يعني أحياناً هناك حلويات رجراجة هذه مستوردة أساسها عظام
يا ترى هذا عظم غنم أم عظم خنزير ؟
فيه شبهة هذا الطعام دعك من هذه الشبهة ،

أنواع اللحوم تأتي معجونتها مستوردة تغلف في بلادنا
يا ترى المعجونة حلال أم حرام ؟
يجب أن تتحرى الحلال ، الكلام دقيق ،
قال الطعام الذي سماه الله طيباً هو ما أخلصناه لكم من الشبهة ،
وكل طعام فيه شبهة دعك منه ، هناك معلبات لا تعرف كيف جمعت ،
هناك لحوم الكيلو بخمسين ليرة ،
أريد سندويشة همبرغر الكيلو بخمسين
ما هذا اللحم ؟
الطعام الذي فيه شبهة ابتعد عنه ،

أحياناً الإنسان يسافر يأكل بيضاً ما فيه إشكال ،
إذا في إشكال على اللحم يأكل سمكاً ، طعاماً بحرياً يتحرى الحلال .

ولا تتعرضوا لما فيه دنس كما أحله غير المؤمنين .
واشكروا لله الذي رزقكم هذه النعم إن كنتم إياه تعبدون ،
نحن عندنا ثلاث وجبات في اليوم بالإفطار طبعاً والآن صاروا في الليل
ما تغيروا يجب أن نشكر الله على هذه النعم ،

أحياناً إنسان يكون ممنوعاً من الأكل يعطوه سيروم يشتهي
أن يأكل أكلة رخيصة يشتهيها وهو من أغنى الأغنياء ،
أحياناً الله عز وجل يحرم الإنسان ما أباحه لبقية الناس .

إباحة الطيبات وتحريم الخبائث على المتقين
ليستعينوا بها على عبادة الله عز وجل :

قال بعض العلماء :
الطيبات التي أباحها الله هي المطاعم النافعة للعقول والأخلاق ،
والخبائث هي الضارة للعقول والأخلاق ، فالخمر أم الخبائث ،
أباح الله الطيبات للمتقين كي يستعينوا بها على عبادة الله ،
وحرم عليهم الخبائث التي تضرهم
لذلك هناك أشياء محرمة بالنص كيف ؟
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[المائدة : 90 ]

هناك أشياء محرمة بالدليل العام :
{ يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }
[ الأعراف : 157 ]

أي شيء ثبت أنه خبيث ينبغي أن يغطى بهذا الحكم .

أنواع الشكر :

أيها الأخوة ، بقي أنواع الشكر ،
أنت حينما تعزو النعمة إلى الله فقد شكرتها ،
حينما تأكل يجب أن يمتلئ قلبك حباً لله ، سمح لك أن تأكل ،
هناك أمراض تحول بينك وبين أن تأكل ،

حينما تشرب الكليتان تعملان بانتظام ، لو أن هناك فشل كلوي
لا تستطيع أن تشرب ،

لا يعرف نعم الله عز وجل إلا من فقدها
فلذلك يجب أن تشكر أي أن تعزو النعمة إلى الله أولاً،
والشكر الثاني أن يمتلئ القلب محبة لله ،
والشكر الثالث أن تعمل صالحاً وهذا من أعلى أنواع الشكر

لقول الله عز وجل :
{ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
[ سبأ : 13 ]
والحمد لله رب العالمين