المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تغامر بثمرة فؤادك 02


vip_vip
03-07-2011, 01:10 PM
لا تغامر بثمرة فؤادك


محمود الزاهد


الجزء الثانى



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f459732%5fAOgNw0MAAGdqTXQEbgvNqAMO c5E&pid=8&fid=Inbox&inline=1


كثيرٌ من الآباء لا يستطيع توجيه أبنائِه بشكل علميٍّ، اللهم إلاَّ ما اقتضتْه الفِطْرة، وعُرِف بالسَّليقة.


ويكون ذلك في الغالب لقِلَّةٍ في العلم، فهم لَم يتدارسوا الكتاب والسُّنة بطريقةٍ يُمكن تدريسها للآخَرين. أو لضعْفٍ في الْمُمارسة الإيمانيَّة، فيكون سلوك الآباء ومُمارساتُهم ليست مبنيَّةً على دليل شرعيٍّ واضح، وموقفٍ إيمانِيٍّ صريح، بل تربية عفويَّة على عاداتٍ موروثة، وسلوكيَّات منقولة، تشتمل على الْحَسَن والقبيح، وبعضِ الإيجابيات، وكثيرٍ من السَّلبيات، مِمَّا ينعكس أثَرُه على الأبناء، فيَضْعف التأصيل الإيمانِيُّ والقِيَميُّ في نَفْسِ الطفل، ويسهل اهتزازه أمام التيَّارات الجامِحَة والفِتَن العاتية.


ولأنَّ "فاقِدَ الشَّيء لا يعطيه"، "وكلُّ إناء ينضح بِما فيه"؛ فإنَّ للقلب غذاءً، لا يُمْكن أن يعيش بغيْر غِذائه، وأصل ذلك في تلقِّي الوَحْيَيْن، وفَهْم معاني الشَّريعة، والعمل بذلك، كما كان أصحاب النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَذْكرون ويَنصّتُون، فلا يُمْكن للآباء النُّهوضُ والرقيُّ بالأبناء إيمانيًّا دون التمسُّك بِحَبْل الكتاب والسُّنة في نَفْس الأبوَيْن ابتداءً، ثُم تلقينهما للأبناء في مُختلف مراحلهم العمريَّة، وعلى مدار نُموِّهم الإدراكي والنَّفسي.


وهذه المهمَّة تَحتاج إلى إرادةٍ وقَصْد، فمُمارسةٍ وسلوك، وأخيرًا إلى وسائلِ وأدواتٍ، وكلٌّ بِحسَب استطاعته وطاقتِه، ومَن عنده فاقة يسعى إلى سدِّ فاقته أو الصَّبْر عليها، غيْرَ أنَّ الفاقة في الدِّين لا صبْر للإنسان عليها، ولا غِنَى له بدون تَدارُكِها، وموضوعنا الذي نتناوله من أهمِّ مقاصد الدِّين؛ إذْ هو يتعلَّق بالْجِدِّية في تلقِّي الدِّين وطلَبِه، والإقبال عليه، ولزومِ ذلك واستمراريَّته، وبالتالي التبصير به وتعبيد الناس لِخَالقهم ومولاهُم - جلَّ وعلا.


وإن كُنَّا قد ألْمَحْنا في الفقرات السابقة عن حاجة الأبوَيْن للعلم الشَّرعي والتلَقِّي المستمرِّ لِنُصوص الوحيَيْن - الكتاب والسُّنة - حتَّى يتسنَّى لَهُما تلقينُهما للأبناء؛ فإننا نَهْمس هنا، ونضيف إلى ما قدَّمناه ضرورة التأهُّب التَّربوي والنفسي لاستيعاب الدَّور الذي سيقوم به المربِّي النَّاصح، وما يتطلَّبه هذا الدَّور من مهامَّ تربويَّة، وخططٍ تنمويَّة، تتعاطى مع أنْماطِ سلوك الأبناء وقدراتِهم الإبداعية.


وسواءٌ تَمَّ التأهيل لِهذه المهامِّ عن طريق التأهيل الأكاديمي، أو بتلقِّي الخبرات وتناقُلِ التجارب، أو بالاستقراء والاستنباط، أو غيرها من الطُّرق، فالْمهمُّ في بداية الطَّريق أن يعرف المربِّي أهَمِّية ذلك، ويسعى لتحصيله جدِّيًّا قدْرَ استطاعته وإمكاناته، وأن يَبْحث جاهِدًا، ويُكْثر من السُّؤال والتحرِّي في جوانب التَّربية، وأساليب تأصيل القِيَم والمعاني الإيمانيَّة، وطرق إخراج الشخصيَّة الْمُسلمة؛ لتحصيل هذا العلم الضَّروري المبنِيِّ على أصولٍ علميَّة منهجية، وليس متروكًا للتجارب والْمُغامرة، فليس لكلِّ أبٍ الحقُّ في أن ينشئ تجاربه فيما يتعلق بأبنائه من البداية دون أن يَسْتبصر بِما انتهى إليه الآخرون، ودونَ أن يستفيد من خبْراتِهم أو يعتَبِر بنتائجهم، فهذا لا يقوله عاقل.


ولسْنَا بصدد أن نَذْكر أثر هذه التَّربية المنهجيَّة في التكوين النَّفْسي والبِنَاء العَقْلي الرَّصين، وكذلك في غرس معاني العقيدة وروح العِلْم، والانتماء إلى الحقِّ، وغير ذلك مِمَّا يحتاج إلى جهد وبَحْث طويل.


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f459732%5fAOgNw0MAAGdqTXQEbgvNqAMO c5E&pid=9&fid=Inbox&inline=1


وللحديث بقية إن شاء الله



http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f459732%5fAOgNw0MAAGdqTXQEbgvNqAMO c5E&pid=10&fid=Inbox&inline=1