المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد المنتقاة - جزء أول


حور العين
04-12-2016, 10:11 AM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
الفوائد المنتقاة - جزء أول

الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد

للشيخ بن عثيمين رحمه الله

الفائدة الأولى :

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :

١. توحيد الربوبية

٢. توحيد الألوهية .

٣. توحيد الأسماء والصفات .

وقد اجتمعت في قوله تعالى :

{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ

وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }

[ مريم : 65 ]

* القسم الأول : توحيد الربوبية :

هو إفراد الله عز وجل بالخلق ،

والملك ، والتدبير .

فإفراده بالخلق :

أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله

قال تعالى :

{ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْر }

[ الأعراف : ٥٤ ]

وأما إفراد الله بالملك :

فأن نعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم ،

كما قال تعالى :

{ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض }

[ آل عمران : 198 ]

القسم الثاني: توحيد الألوهية :

وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة .

فالمستحق للعبادة هو الله تعالى ،

قال تعالى :

{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِل }

[ لقمان : 30 ]

والعبادة تطلق على شيئين :

الأول : التعبد بمعنى التذلل لله عز وجل

بفعل أوامره واجتناب نواهيه

محبة وتعظيما .

الثاني : المتعبد به ;

فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال

والأعمال الظاهرة والباطنة .

القسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات :

وهو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات .

وهذا يتضمن شيئين :

الأول : الإثبات، وذلك بأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه

وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه

صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

الثاني : نفي المماثلة ، وذلك بأن لا نجعل لله مثيلا

في أسمائه وصفاته ،

كما قال تعالى :

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ُ}

[ الشورى : 11 ]

فدلت هذه الآية على أن جميع صفاته لا يماثله فيها أحد

من المخلوقين ; فهي وإن اشتركت في أصل المعنى ،

لكن تختلف في حقيقة الحال ، فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه ;

فهو معطل ، وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون ،

ومن أثبتها مع التشبيه ؛ صار مشابها للمشركين الذين عبدوا

مع الله غيره ، ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين

إنّ لله تعالى يدين حقيقتين على ما يليق بجلاله وعظمته ،

لا تماثلان أيدي المخلوقين ، وله وعين ووجه كما أن له ذاتاً لا تماثل

ذوات المخلوقين ؛

لأن الله تعالى يقول :

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

[ الشورى: 11 ]

ولهذا يجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال

ب " لم " و " كيف " فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته .

وكذا يمنع نفسه من التفكير بالكيفية.

وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيرا،

وهذه حال السلف رحمهم الله

ولهذا لما جاء رجل إلى

الإمام مالك بن أنس رحمه الله قال :

يا أبا عبد الله !

{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }

[ طه : ٥ ]

كيف استوى ؟

فأطرق برأسه وقال :

[ الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ،

والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ،

وما أراك إلا مبتدعا ].