المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة


حور العين
04-12-2016, 10:18 AM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

في ربيع الأول منها

وقع حريق عظيم بالكرخ‏.‏

وفيها‏:‏

سرق شيء نفيس لعضد الدولة فتعجب الناس من جرأة من سرقه مع شدة
هيبة عضد الدولة، ثم مع هذا اجتهدوا كل الاجتهاد فلم يعرفوا من أخذ‏.‏

ويقال‏:‏ إن صاحب مصر بعث من فعل ذلك فالله أعلم‏.‏

وممن توفي من الأعيان‏:‏

الإسماعيلي

أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني
الحافظ الكبير الرحال الجوال، سمع الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد
وأجاد، وأحسن الانتقاد و الاعتقاد، صنف كتاباً على صحيح البخاري فيه
فوائد كثيرة، وعلوم غزيرة‏.‏

قال الدارقطني‏:‏ كنت عزمت غير مرة على الرحلة إليه فلم أرزق‏.‏

وكانت وفاته يوم السبت عاشر رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة،
وهو ابن أربع وسبعين سنة رحمه الله‏.‏ ‏

الحسن بن صالح

أبو محمد السبيعي، سمع ابن جرر وقاسماً المطرز وغيرهما، وعنه
الدارقطني والبرقاني، وكان ثقة حافظاً مكثراً، وكان عسر الرواية‏.‏

الحسن بن علي بن الحسن

ابن الهيثم بن طهمان أبو عبد الله الشاهد، المعروف بالبادي، سمع
الحديث وكان ثقة، عاش سبعاً وتسعين سنة، منها خمس عشرة سنة
مقيداً أعمى‏.‏

عبد الله بن الحسين

ابن إسماعيل بن محمد أبو بكر الضبي، ولي الحكم ببغداد، وكان
عفيفاً نزهاً ديناً‏.‏

عبد العزيز بن الحارث

ابن أسد بن الليث أبو الحسن التميمي الفقيه الحنبلي، له كلام ومصنف
في الخلاف، وسمع الحديث وروى عن غير واحد‏.‏

وقد ذكر الخطيب البغدادي‏:‏ أنه وضع حديثاً‏.‏

وأنكر ذلك ابن الجوزي وقال‏:‏ ما زال هذا دأب الخطيب في أصحاب
أحمد بن حنبل‏.‏

قال‏:‏ وشيخ الخطيب الذي حكى عنه هذا هو أبو القاسم عبد الواحد بن أسد
العكبري لا يعتمد على قوله، فإنه كان معتزلياً وليس من أهل الحديث،
وكان يقول‏:‏ بأن الكفار لا يخلدون في النار‏.‏

قلت‏:‏ وهذا غريب فإن المعتزلة يقولون‏:‏ بأن الكفار يخلدون في النار،
بل يقولون بتخليد أصحاب الكبائر‏.‏

قال‏:‏ وعنه حكى الكلام عن ابن بطة أيضاً‏.‏

علي بن إبراهيم

أبو الحسن الحصري الصوفي الواعظ شيخ المتصوفة ببغداد، أصله من
البصرة صحب الشبلي وغيره، وكان يعظ الناس بالجامع، ثم لما كبرت
سنه بني له الرباط المقابل لجامع المنصور، ثم عرف بصاحبه المروزي،
وكان لا يخرج إلا من الجمعة إلى الجمعة، وله كلام جيد في التصوف
على طريقتهم‏.‏

ومما نقله ابن الجوزي عنه أنه قال‏:‏ ما على مني‏؟‏وأي شيء لي في‏؟‏
حتى أخاف وأرجو، وإن رحم رحم ماله، وإن عذب عذب ماله‏.‏

توفي في ذي الحجة وقد نيف على الثمانين، ودفن بمقبرة دار حرب
من بغداد‏.‏

علي بن محمد الأحدب المزور

كان قوي الخط، له ملكة على التزوير لا يشاء يكتب على أحد كتابة
إلا فعل، فلا يشك ذلك المزور عليه أنه خطه، وحصل للناس به بلاء
عظيم، وختم السلطان على يده مراراً فلم يقدر، وكان يزور، ثم كانت
وفاته في هذه السنة‏.‏

الشيخ أبو زيد المروزي الشافعي

محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد أبو زيد المروزي شيخ الشافعية في
زمانه، وإمام أهل عصره في الفقه والزهد والعبادة والورع، سمع الحديث
ودخل بغداد وحدث بها فسمع منه الدارقطني وغيره‏.‏

قال أبو بكر البزار‏:‏ عادلت الشيخ أبا زيد في طريق الحج، فما أعلم
أن الملائكة كتبت عليه خطيئة‏.‏

وقد ذكرت ترجمته بكمالها في طبقات الشافعية‏.‏

قال الشيخ أبو نعيم‏:‏ توفي بمرو يوم الجمعة الثالث عشر من رجب
من هذه السنة‏.‏

محمد بن خفيف

أبو عبد الله الشيرازي أحد مشاهير الصوفية، صحب الجريري
وابن عطاء وغيرهما‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وقد ذكرت في كتابي المسمى ‏(‏بتلبيس إبليس‏)‏ عنه
حكايات تدل على أنه كان يذهب مذهب الإباحية‏.‏