المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد المنتقاة‎ - جزء ثاني


حور العين
04-13-2016, 03:21 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
الفوائد المنتقاة‎ - جزء ثاني

الفوائد المنتقاة من شرح كتاب التوحيد

للشيخ بن عثيمين رحمه الله

الفائدة الثالثة

الظلم أنواع :

١. أظلم الظلم :

وهو الشرك في حق الله.وهو أظلم الظلم

٢. ظلم الإنسان نفسه :

فلا يعطيها حقها ، مثل أن يصوم فلا يفطر ، ويقوم فلا ينام .

ومنها : أن فعل المعاصي ظلم للنفس فهو يشمل الصغائر والكبائر،

فلا يقول الإنسان : أنا حر أفعل ما أشاء ، وأصبر على العذاب ؛

هذا خطأ ؛ فأنت لا يحل لك أن تظلم نفسك ؛ فظلم الغير عدوان ،

وحرام ؛ وظلم النفس أيضاً عدوان ، وحرام ؛

وفي الحديث :

( وإنّ لنفسك عليك حقاً )

٣. ظلم الإنسان غيره :

مثل أن يتعدى على شخص بالضرب ، أو القتل ،

أو أخذ مال ، أو ما أشبه ذلك .

الفائدة الرابعة

الدعاء قسمان هما:

١- دعاء العبادة :

وصرفه لغير الله شرك أكبر

فكل من تعبد لمخلوق فقد أشرك شركا أكبر

٢-دعاء المسألة

وهو ثلاثة أقسام :

أ- دعاء الله تعالى وهو العبادة

ب- سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلّا المسئول ،

كأن يطلب من ميت أن يطعمه ،

أو أن يطلب من شخص أن يشفي مرضه ، فهذا شرك أكبر

ج- سؤال غير الله فينا يقدر عليه المسئول

كأن يطلب من حي أن يطعمه فهذا جائز

ولكن ما حكم سؤال الناس

فيما يقدرون عليه من غير حاجة ؟

فيه أحاديث في بيان الوعيد لمن سأل الناس أموالهم بغير ضرورة .

ففي حديث أبي هريرة

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من سأل الناس أموالهم تكثراً،

فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر )

يعني من سأل الناس أموالهم ليكثر بها ماله ، فإنما يسأل جمراً

فليستقل أو ليستكثر ، إن استكثر زاد الجمر عليه ،

وإن استقل قلَّ الجمر عليه ، وإن ترك سلم من الجمر ففي هذا دليلٌ

على أن سؤال الناس بلا حاجة من كبائر الذنوب.

و قال تعالى :

{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ }

[ البقرة : ٢٧٣ ]

يعني : من التعفف عن سؤال الناس ، بحيث لا يسأل الإنسان أحد شيئا ،

لأن السؤال مذلة ، والسائل يده دنيا ، سفلى، والمعطي يده عليا ،

فلا يجوز أن تسأل أحدا إلا ما لابد منه ، كما لو كان الإنسان مضطرا

أو محتاجا حاجة شبه ضرورية ، فحينئذ لا باس أن يسأل .

أما بدون حاجة ملحة أو ضرورة فإن السؤال محرم ، وقد وردت أحاديث

في التحذير منه ، حتى أخبر النبي عليه الصلاة والسلام

أن السائل يأتي يوم القيامة وما في وجهه مزعة لحم والعياذ بالله

قد ظهر منه العظم أمام الناس في هذا المقام العظيم المشهود .

ثم إن الصحابة رضي الله عنهم بايعوا النبي صلي الله عليه وسلم

على أن لا يسألوا الناس شيئا ، حتى كان سوط أحدهم يسقط من على راحلته

ولا يقول لأحد : ناولني السوط ، بل ينزل ويأخذ السوط .

والإنسان الذي أكرمه الله بالغنى والتعفف لا يعرف قدر السؤال

إلا إذا ذل أمام المخلوق ، كيف تمد يدك إلى مخلوق

وتقول له أعطني وأنت مثله ؟

( وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ) .