حور العين
04-15-2016, 02:18 PM
من: الأخت / الملكة نــور
الأمثال في القرآن
جزء تاسع
الأمثال في القرآن
للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
قال تعالى :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ }
[ الروم : 28 ]
الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً
إنما أوجدها بشر ضعاف العقول :
لا زلنا أيها الأخوة في آيات الأمثال ،
والآية اليوم :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ
كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
[ الروم : 28 ]
أيها الأخوة ، في حياة الناس ، في حياة المجتمعات ، في حياة الإنسان ،
في أي مكان ، هناك موظف ، وهناك شريك ،
والفرق بينهما كبير جداً ،
الموظف ينبغي أن يأتمر بما أمرت ،
وأن ينتهي عما عنه نهيت ،
الموظف بإمكانك أن تبقيه ، أو أن تفصله ،
الموظف بإمكانك أن ترفع أجرته ، أو ألا تستجيب له ،
لكن هذا الموظف لا يستطيع بيع الشركة ، ولا رصد صفقة ،
ولا عقد شراكة ، هذا موظف
لكن الشريك يحاسبك ،
الشريك يطلب الحسابات ،
الشريك مخير أن يفصلك أو ينهي هذه الشركة ،
أنت وازن بين موظف وبين شريك ، المسافة كبيرة جداً بينهما ،
فهل يعقل أن تعزو لله شركاء يتصرفون في ملكه كما يشاؤون ؟
هل ترضى هذا لنفسك ؟.
الله عز وجل يقول :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ }
[ الروم : 28 ]
من حياتكم اليومية ، من مجتمعاتكم ، من عاداتكم وتقاليدكم ،
من طبيعة حياتكم ، الشريك يخاف شريكه ، لأن الشريك يحاسب ،
يطالبك بالحسابات ، يطالبك بالوثائق ، يطالبك بالدوام ، يطالبك بأشياء كثيرة ،
أما الموظف فليس له الحق أن يلغي صفقة ، ولا أن يعقد صفقة ،
ولا أن يبيع محل الشركة اى مقرها التجاري
هذا مقرها التجاري ، هل يعقل لموظف أن تعطيه صلاحية إدارة الشركة
أو عقد صفقات أو رفض صفقات أو بيع المقر ؟
مستحيل .
فكيف ترضون أنتم يا عبادي أن تنسبوا لشركاء توهمتم أنتم وجودهم ،
هم ليسوا موجودين ، وتعطونهم صلاحية الرزق ، والخير ، والشر ،
هذا الذي فعله الإنسان ، فعله أنه عبد آلهة من دون الله .
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر : 3 ]
لذلك الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً ،
إنما أوجدها بشر ضعاف العقول ، توهموها آلهة وهي ليست كذلك .
الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده
إلا بعد أن طمأنه :
لذلك الآية :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ
هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ }
[ الروم : 28 ]
يعني هذا المثل ، وهذه آية المثل تعني شيئاً واحداً أنه لا إله إلا الله ،
لا متصرف في الكون إلا الله ، لا معطي إلا الله ، لا مانع إلا الله ،
لا معز إلا الله ، لا مذل إلا الله ، لا رافع إلا الله ، لا خافض إلا الله ،
هذا هو الدين ، الدين كله توحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
أنت حينما تتوهم أن الله أسلمك إلى جهة أرضية ،
كيف تعبده؟
أسلمك إلى طاغية أو إلى قوي ، أسلمك إليه ،
وهذا الطاغية لا يعرف الله أبداً ، أمرك بمعصية الله ،
فإذا توهمت أن مصيرك بيد هذا الطاغية أو هذا القوي
أنت نقضت إيمانك كله .
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ }
[ هود : 123 ]
ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك ، أنت حينما تؤمن بدءاً من صحتك ؛
عمل القلب ، الشريان التاجي ، عمل الكليتين ، فشل كلوي ، مرض عضال ،
يجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، والله الأمراض العضالة
شهد الله معظم الناس يتمنون الموت لأنها تحيل حياة الإنسان
جحيماً لا يطاق .
بطولة الإنسان أن يوحد لأن الدين هو التوحيد :
لذلك حينما تعزو ما أنت فيه إليك وتنسى الله ، وقعت في الشرك الخفي
إذا كنت تدعي أنك مؤمن ، لكن البطولة أن توحد ، لأن الدين هو التوحيد ،
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، ألا ترى مع الله أحداً ،
ألا ترى يداً تعمل وحدها ، ألا ترى أن الأقوياء بيدهم الأمر ،
الأمر ليس بيدهم ،
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ }
{ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
[ هود : 123 ]
ولكن من هم الأقوياء ؟
هنا السؤال ، الأقوياء هم عصي بيد الله ،
سيدنا هود ذكر هذا المعنى بدقة بالغة ،
أو ذُكر في القرآن على لسان سيدنا هود ، قال :
{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ
رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ هود : 55 , 56 ]
شأنك أيها الإنسان كشأن إنسان ضعيف أمام وحوش كاسرة ،
إلا أن هذه الوحوش كلها مربوطة بأزمة متينة لا تنقطع ،
بيد جهة عليمة ، حكيمة ، رحيمة ، عادلة ،
فأنت أيها الإنسان الضعيف
علاقتك مع هذه الوحوش أو علاقتك مع من يملك ناصيتها ؟
ضعاف الإيمان علاقتهم مع الوحوش ،
المؤمنون علاقتهم مع من يملكون الوحوش .
{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ
رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ هود : 55 , 56 ]
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، أنت حينما ترى أن حياتك ،
وصحتك ، ورزقك ، وأهلك ، وأولادك ، وعلاقاتك ،
بيد الله عليك أن تعبده .
سيدنا النبي الكريم، أردف معاذ بن جبل وراءه ، قال :
( يا معاذ ما حق الله على عباده ؟
ـ كان متأدباً ـ قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ،
ثم أجابه ، قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ،
وألا يشركوا به شيئاً )
ثم سأله : يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟
قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ، ثم أجابه ،
والآن دققوا في هذا الجواب قال: يا معاذ حق العباد على الله
إذا هم عبدوه ألا يعذبهم .
هذا الكلام لنا جميعاً ، يجب أن تطمئن ، يجب أن يمتلئ قلبك رضاً ،
وأمناً ، أنه مادمت على حق ، لا تخف
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
[ هود : 123 ]
من يعمل عملاً يبتغي به وجه إنسان وينسى الواحد الديان
فقد وقع في الشرك :
لذلك أيها الأخوة ، الإنسان حينما يؤله غير الله لا يقول أن هذا إله ،
لا ، لا أحد يقولها ، أما حينما يتوهم أن مصيره بيده ، حياته بيده ،
رزقه بيده ، هذا الوهم شرك خفي
من هنا قال عليه الصلاة والسلام :
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي ، أما إني لست أقول
إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ،
وأعمالاً لغير الله )
البزار عن عبد الرحمن بن غنم
حينما تعمل عملاً صالحاً تبتغي به إنساناً وتنسى الواحد الديان ،
وقعت في الشرك .
أيها الأخوة ، ما في مرض يسري في المؤمنين من دون أن يشعروا
كالشرك الخفي ، الدليل :
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }
[ يوسف : 106 ]
أنت حينما ترضي زوجتك وتعصي ربك مشرك
الأمثال في القرآن
جزء تاسع
الأمثال في القرآن
للدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
قال تعالى :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ }
[ الروم : 28 ]
الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً
إنما أوجدها بشر ضعاف العقول :
لا زلنا أيها الأخوة في آيات الأمثال ،
والآية اليوم :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ
كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
[ الروم : 28 ]
أيها الأخوة ، في حياة الناس ، في حياة المجتمعات ، في حياة الإنسان ،
في أي مكان ، هناك موظف ، وهناك شريك ،
والفرق بينهما كبير جداً ،
الموظف ينبغي أن يأتمر بما أمرت ،
وأن ينتهي عما عنه نهيت ،
الموظف بإمكانك أن تبقيه ، أو أن تفصله ،
الموظف بإمكانك أن ترفع أجرته ، أو ألا تستجيب له ،
لكن هذا الموظف لا يستطيع بيع الشركة ، ولا رصد صفقة ،
ولا عقد شراكة ، هذا موظف
لكن الشريك يحاسبك ،
الشريك يطلب الحسابات ،
الشريك مخير أن يفصلك أو ينهي هذه الشركة ،
أنت وازن بين موظف وبين شريك ، المسافة كبيرة جداً بينهما ،
فهل يعقل أن تعزو لله شركاء يتصرفون في ملكه كما يشاؤون ؟
هل ترضى هذا لنفسك ؟.
الله عز وجل يقول :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ }
[ الروم : 28 ]
من حياتكم اليومية ، من مجتمعاتكم ، من عاداتكم وتقاليدكم ،
من طبيعة حياتكم ، الشريك يخاف شريكه ، لأن الشريك يحاسب ،
يطالبك بالحسابات ، يطالبك بالوثائق ، يطالبك بالدوام ، يطالبك بأشياء كثيرة ،
أما الموظف فليس له الحق أن يلغي صفقة ، ولا أن يعقد صفقة ،
ولا أن يبيع محل الشركة اى مقرها التجاري
هذا مقرها التجاري ، هل يعقل لموظف أن تعطيه صلاحية إدارة الشركة
أو عقد صفقات أو رفض صفقات أو بيع المقر ؟
مستحيل .
فكيف ترضون أنتم يا عبادي أن تنسبوا لشركاء توهمتم أنتم وجودهم ،
هم ليسوا موجودين ، وتعطونهم صلاحية الرزق ، والخير ، والشر ،
هذا الذي فعله الإنسان ، فعله أنه عبد آلهة من دون الله .
{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }
[ الزمر : 3 ]
لذلك الآلهة التي عُبدت من قبل آلهة لا وجود لها أصلاً ،
إنما أوجدها بشر ضعاف العقول ، توهموها آلهة وهي ليست كذلك .
الله عز وجل ما أمر الإنسان أن يعبده
إلا بعد أن طمأنه :
لذلك الآية :
{ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ
هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ }
[ الروم : 28 ]
يعني هذا المثل ، وهذه آية المثل تعني شيئاً واحداً أنه لا إله إلا الله ،
لا متصرف في الكون إلا الله ، لا معطي إلا الله ، لا مانع إلا الله ،
لا معز إلا الله ، لا مذل إلا الله ، لا رافع إلا الله ، لا خافض إلا الله ،
هذا هو الدين ، الدين كله توحيد ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
أنت حينما تتوهم أن الله أسلمك إلى جهة أرضية ،
كيف تعبده؟
أسلمك إلى طاغية أو إلى قوي ، أسلمك إليه ،
وهذا الطاغية لا يعرف الله أبداً ، أمرك بمعصية الله ،
فإذا توهمت أن مصيرك بيد هذا الطاغية أو هذا القوي
أنت نقضت إيمانك كله .
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ }
[ هود : 123 ]
ما أمرك أن تعبده إلا بعد أن طمأنك ، أنت حينما تؤمن بدءاً من صحتك ؛
عمل القلب ، الشريان التاجي ، عمل الكليتين ، فشل كلوي ، مرض عضال ،
يجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق ، والله الأمراض العضالة
شهد الله معظم الناس يتمنون الموت لأنها تحيل حياة الإنسان
جحيماً لا يطاق .
بطولة الإنسان أن يوحد لأن الدين هو التوحيد :
لذلك حينما تعزو ما أنت فيه إليك وتنسى الله ، وقعت في الشرك الخفي
إذا كنت تدعي أنك مؤمن ، لكن البطولة أن توحد ، لأن الدين هو التوحيد ،
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، ألا ترى مع الله أحداً ،
ألا ترى يداً تعمل وحدها ، ألا ترى أن الأقوياء بيدهم الأمر ،
الأمر ليس بيدهم ،
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ }
{ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
[ هود : 123 ]
ولكن من هم الأقوياء ؟
هنا السؤال ، الأقوياء هم عصي بيد الله ،
سيدنا هود ذكر هذا المعنى بدقة بالغة ،
أو ذُكر في القرآن على لسان سيدنا هود ، قال :
{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ
رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ هود : 55 , 56 ]
شأنك أيها الإنسان كشأن إنسان ضعيف أمام وحوش كاسرة ،
إلا أن هذه الوحوش كلها مربوطة بأزمة متينة لا تنقطع ،
بيد جهة عليمة ، حكيمة ، رحيمة ، عادلة ،
فأنت أيها الإنسان الضعيف
علاقتك مع هذه الوحوش أو علاقتك مع من يملك ناصيتها ؟
ضعاف الإيمان علاقتهم مع الوحوش ،
المؤمنون علاقتهم مع من يملكون الوحوش .
{ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ
رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ هود : 55 , 56 ]
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، أنت حينما ترى أن حياتك ،
وصحتك ، ورزقك ، وأهلك ، وأولادك ، وعلاقاتك ،
بيد الله عليك أن تعبده .
سيدنا النبي الكريم، أردف معاذ بن جبل وراءه ، قال :
( يا معاذ ما حق الله على عباده ؟
ـ كان متأدباً ـ قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ،
ثم أجابه ، قال : يا معاذ حق الله على عباده أن يعبدوه ،
وألا يشركوا به شيئاً )
ثم سأله : يا معاذ ما حق العباد على الله إذا هم عبدوه ؟
قال : الله ورسوله أعلم ، سأله ثانية وثالثة ، ثم أجابه ،
والآن دققوا في هذا الجواب قال: يا معاذ حق العباد على الله
إذا هم عبدوه ألا يعذبهم .
هذا الكلام لنا جميعاً ، يجب أن تطمئن ، يجب أن يمتلئ قلبك رضاً ،
وأمناً ، أنه مادمت على حق ، لا تخف
{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
[ هود : 123 ]
من يعمل عملاً يبتغي به وجه إنسان وينسى الواحد الديان
فقد وقع في الشرك :
لذلك أيها الأخوة ، الإنسان حينما يؤله غير الله لا يقول أن هذا إله ،
لا ، لا أحد يقولها ، أما حينما يتوهم أن مصيره بيده ، حياته بيده ،
رزقه بيده ، هذا الوهم شرك خفي
من هنا قال عليه الصلاة والسلام :
( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي ، أما إني لست أقول
إنكم تعبدون صنماً ولا حجراً ، ولكن شهوة خفية ،
وأعمالاً لغير الله )
البزار عن عبد الرحمن بن غنم
حينما تعمل عملاً صالحاً تبتغي به إنساناً وتنسى الواحد الديان ،
وقعت في الشرك .
أيها الأخوة ، ما في مرض يسري في المؤمنين من دون أن يشعروا
كالشرك الخفي ، الدليل :
{ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }
[ يوسف : 106 ]
أنت حينما ترضي زوجتك وتعصي ربك مشرك