المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة


حور العين
04-17-2016, 01:24 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏

جرى الصلح بين صمصامة وبين عمه فخر الدولة، فأرسل الخليفة
لفخر الدولة خلعاً وتحفاً‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وفي رجب منها عمل عرس في درب رياح فسقطت
الدار على من فيها فهلك أكثر النساء بها، ونبش من تحت الردم فكانت
المصيبة عامة‏.‏

وفيها كانت وفاة‏:‏

الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسن

ابن أحمد بن الحسين الأزدي الموصلي المصنف في الجرح والتعديل، وقد
سمع الحديث من أبي يعلى وطبقته، وضعفه كثير من الحفاظ من أهل
زمانه، واتهمه بعضهم بوضع حديث رواه لابن بويه، حين قدم عليه
بغداد، فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة والعجب إن كان هذا صحيحاً كيف
راج على أحد ممن له أدنى فهم وعقل‏؟‏

وقد أرخ ابن الجوزي وفاته في هذه السنة، وقد قيل‏:‏

إنه توفي سنة تسع وستين‏.‏

وفيها توفي‏:‏

الخطيب بن نباته الحذاء

في بطن من قضاعة، وقيل‏:‏ إياد الفارقي، خطيب حلب في أيام سيف
الدولة بن حمدان، ولهذا أكثر ديوانه الخطب الجهادية، ولم يسبق إلى مثل
ديوانه هذا، ولا يلحق إلا أن يشاء الله شيئاً، لأنه كان فصيحاً بليغاً
ديناً ورعاً‏.‏

روى الشيخ تاج الدين الكندي عنه‏:‏ أنه خطب يوم جمعة بخطبة المنام ثم
رأى ليلة السبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه
بين المقابر، فلما أقبل عليه قال له‏:‏ مرحباً بخطيب الخطباء، ثم أومأ إلى
قبور هناك فقال لابن نباتة‏:‏ كأنهم لم يكونوا للعيون قرة، ولم يعدوا في
الأحياء مرة، أبادهم الذي خلقهم، وأسكتهم الذي أنطقهم، وسيجدُّهم كما
أخلقهم، ويجمعهم كما فرقهم، فتم الكلام ابن نباتة حتى انتهى إلى قوله‏:‏

‏{ ‏لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ‏ }

‏ وأشار إلى الصحابة الذين مع الرسول

‏{ ‏وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً‏ }‏
[‏البقرة‏:‏ 143‏]‏

وأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

فقال‏:‏ أحسنت أحسنت أدنه أدنه، فقبّل وجهه وتفل في فيه، وقال‏:‏
وفقك الله‏.‏

فاستيقظ وبه من السرور أمر كبير، وعلى وجهه بهاء ونور، ولم يعش
بعد ذلك إلا سبعة عشر يوماً لم يستطعم بطعام، وكان يوجد منه مثل رائحة
المسك حتى مات رحمه الله‏.‏

قال ابن الأزرق الفارقي‏:‏ ولد ابن نباتة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة،
وتوفي في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة‏.‏
حكاه ابن خلكان‏.‏