المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 15.07.1437


حور العين
04-22-2016, 01:00 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ التبرك المشروع
3- المشروع من التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم ]

نماذج من تبرك الصحابة
بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته:

.....نماذج مما نقل إلينا نقلاً صحيحاً من الأخبار والآثار عن تبرك جماعة
من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء
حياته، بذاته الكريمة، أو بآثاره الشريفة صلى الله عليه وسلم،
على النحو التالي:

أ- تبرك الصحابة رضي الله عنهم بأعضاء جسده صلى الله عليه وسلم.
مما يدل على بركة أعضاء جسده الشريف صلى الله عليه وسلم ما روته
عائشة رضي الله عنها:

( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه
بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه
بيده رجاء بركتها ).

ومما ورد عن تبرك الصحابة رضي الله تعالى عنهم بيده الشريفة صلى
الله عليه وسلم ما ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:

( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جاء خدم
المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها،
فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها ).

وما ثبت عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال:

( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء
فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ) وفيه ( وقام
الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ) قال:
( فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج،
وأطيب رائحة من المسك ).

وكان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون
على تقبيل يده صلى الله عليه وسلم.

كما أنهم أيضاً يحرصون على مس أي موضع من جسده
صلى الله عليه وسلم وتقبيله كلما أمكن ذلك للتبرك وغيره.

ومن هذا ما روى أبو داود في سننه أن أسيد بن حضير رضي الله عنه
بينما هو يحث القوم – وكان فيه مزاح – طعنه النبي صلى الله عليه وسلم
في خاصرته بعود، فقال: أصبرني، قال:

( اصطبر ) قال: إن عليك قميصاً وليس علي قميص، فرفع النبي
صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه، وأخذ يقبل كشحه،
قال: ( إنما أردت هذا يا رسول الله ).

ب- تبركهم بما انفصل منه صلى الله عليه وسلم:
1- التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم.
ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بشعر النبي صلى الله
عليه وسلم، وأنه قد أقرهم على ذلك، بل إنه صلى الله عليه وسلم
وزعه عليهم.

ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه:

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى، فأتى الجمرة
فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر، ثم قال للحلاق (خذ)
وأشار إلى جانبه الأيمن، ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس ).

وفي رواية: ( فبدأ بالشق الأيمن، فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس،
ثم قال بالأيسر فصنع به مثل ذلك، ثم قال: هاهنا أبو طلحة فدفعه
إلى أبي طلحة ).

قال النووي رحمه الله تعالى: (من فوائد الحديث التبرك
بشعره صلى الله عليه وسلم، وجواز اقتنائه للتبرك).

وكان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون على اقتناء شعره
الشريف عليه الصلاة والسلام.

ففي صحيح مسلم أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال:

( لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه،
وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل )

وقد ذكر النووي من أحكام هذا الحديث: تبرك الصحابة بشعر الرسول
صلى الله عليه وسلم الكريم، وإكرامهم إياه أن يقع منه
إلا في يد رجل سبق إليه .

ولعل حرص الصحابة رضي الله عنهم على ذلك في حجة الوداع لإظهار
مدى حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم له على مرأى
جموع الحجاج.

2- التبرك بريق النبي صلى الله عليه وسلم.
في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها هاجرت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حبلى بعبد الله بن الزبير. قالت:

( فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، ثم دعا بتمرة فمضغها،
ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله
صلى الله عليه وسلم... ثم حنكه بالتمرة ) الحديث .

وجاء في صحيح البخاري في حديث صلح الحديبية أن عروة بن مسعود
الثقفي رضي الله عنه قال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

( فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة
إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده... ) .

قال ابن حجر رحمه الله معلقاً على فعل الصحابة رضي الله عنهم ونحوه
في هذه الغزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
(ولعل الصحابة فعلوا ذلك بحضرة عروة، وبالغوا في ذلك،، إشارة منهم
إلى الرد على ما خشيه من فرارهم، وكأنهم قالوا بلسان الحال: من يحب
إمامه هذه المحبة، ويعظمه هذا التعظيم، كيف يظن به أن يفر عنه
ويسلمه لعدوه؟ بل هم أشد اغتباطاً به وبدينه وبنصره من القبائل
التي يراعي بعضها بعضاً بمجرد الرحم).

3- التبرك بعرق النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه،
قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأُتيت فقيل لها: هذا النبي صلى الله
عليه وسلم نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق، واستنقع
عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدتها، فجعلت تنشف ذلك
العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

( وما تصنعين يا أم سليم؟ فقالت: يا رسول الله نرجو
بركته لصبياننا، قال: أصبت ).

ج- تبركهم بما لبسه أو لمسه أو فضل منه صلى الله عليه وسلم:

- التبرك بثياب النبي صلى الله عليه وسلم:
جاء في صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:

( جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل
للقوم: أتدرون ما البردة؟ فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة، فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله أكسوك هذه،
فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فلبسها، فرآها
عليه رجل من الصحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه،
فاكسنيها، فقال: نعم فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لامه
أصحابه فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً
فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم
لعلي أكفن فيها ) .

وثبت في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى
اللاتي يغسلن ابنته إزاره وقال:

( أشعرنها إياه ) .

قال النووي رحمه الله تعالى: معنى

( أشعرنها إياه ) .

اجعلنه شعاراً لها، وهو الثوب الذي يلي الجسد، سمي شعراً لأنه يلي
شعر الجسد، ثم قال: (والحكمة في إشعارها به تبريكها).

- التبرك بمواضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم.
جاء في صحيح مسلم في حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه

( فكان يصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً، فإذا جيء به إليه
سأل عن موضع أصابعه، فيتتبع موضع أصابعه )

- التبرك بفضل شرب النبي صلى الله عليه وسلم.
في الصحيحين عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه:

( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب، فشرب منه،
وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن
أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحداً.
قال: فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ).

- التبرك بماء وضوئه صلى الله عليه وسلم.
جاء في الصحيحين عن أبي جحيفة رضي الله عنه أنه قال:

( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فأتي
بوضوء فتوضأ، فجعل الناس يأخذون من فضل
وضوئه فيتمسحون به ) .

وأما المقصود بفضل وضوئه صلى الله عليه وسلم فقد قال ابن حجر
رحمه الله تعالى: (كأنهم اقتسموا الماء الذي فضل عنه، ويحتمل أن
يكونوا تناولوا ما سال من أعضاء وضوئه صلى الله عليه وسلم). وجاء
في صحيح البخاري في حديث صلح الحديبية أن عروة ابن مسعود الثقفي
رضي الله عنه قال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

( وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ) .

بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه رضي الله عنهم أحياناً
إلى شيء من هذا، وساعدهم عليه.

ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال:

( دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء، فغسل يديه
ووجهه فيه، ومج فيه، ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما
ونحوركما، وأبشرا فأخذا القدح، ففعلا ما أمرهما به رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فنادتهما أم سلمة من وراء الستر: أفضلا
لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا لها منه طائفة ).

وفيهما أيضاً عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

( جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض
لا أعقل، فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت )
الحديث

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين