المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثلاثمائة


حور العين
04-23-2016, 03:31 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏
كانت وفاة شرف الدولة بن عضد الدولة بن بويه الديلمي، وكان قد انتقل
إلى قصر معز الدولة عن إشارة الأطباء لصحة الهواء، وذلك لشدة ما كان
يجده من الداء، فلما كان في جمادى الأولى تزايد به ومات في هذا الشهر،
وقد عهد إلى ابنه أبي نصر، وجاء الخليفة في طيارة لتعزيته في والده،
فتلقاه أبو نصر والترك بين يديه والديلم، فقبل الأرض بين يدي الخليفة،
وكذلك بقية العسكر والخليفة في الطيارة وهم يقبلون الأرض إلى ناحيته‏.‏

وجاء الرئيس أبو الحسين علي بن عبد العزيز من عند الخليفة إلى
أبي نصر فبلغه تعزيته له في والده، فقبل الأرض أيضاً ثانية، وعاد
الرسول أيضاً إلى الخليفة فبلغه شكر الأمير، ثم عاد من جهة الخليفة
لتوديع أبي نصر فقبل الأرض ثالثاً، ورجع الخليفة‏.‏

فلما كان يوم السبت عاشر هذا الشهر، ركب الأمير أبو نصر إلى حضرة
الخليفة الطائع لله ومعه الأشراف والأعيان والقضاة والأمراء، وجلس
الخليفة في الرواق، فلما وصل الأمير أبو نصر خلع عليه الخليفة سبع
خلع أعلاهن السواد وعمامة سوداء، وفي عنقه طوق وفي يده سواران،
ومشى الحجاب بين يديه بالسيوف والمناطق، فقبل الأرض ثانية ووضع
له كرسي فجلس عليه، وقرأ الرئيس أبو الحسن عهده، وقدم إلى الطائع
لواء فعقده بيده ولقبه بهاء الدولة وضياء الملة، ثم خرج من بين يديه
والعسكر معه حتى عاد إلى دار المملكة، وأقر الوزير أبا منصور بن صالح
على الوزارة، وخلع عليه‏.‏ ‏

وفيها‏:
‏ بنى جامع القطيعة - قطيعة أم جعفر - بالجانب الغربي من بغداد، وكان
أصل بناء هذا المسجد أن امرأة رأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي في مكانه، ووضع يده في جدار هناك، فلما أصبحت فذكرت ذلك
فوجدوا أثر الكف في ذلك الموضع، فبني مسجداً ثم توفيت تلك المرأة
في ذلك اليوم‏.‏

ثم إن الشريف أبا أحمد الموسوي جدده وجعله جامعاً، وصلى الناس
فيه في هذه السنة‏.‏