المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين الجزء الثاني


حور العين
04-27-2016, 02:41 PM
من:الأخت / الملكة نــور
نداءات المؤمنين
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم
( الجزء الثاني و الأخير )

ثمن الآخرة العمل الصالح

والإنفاق على رأس العمل الصالح :

أيها الأخوة ، يا من آمنتم بالآخرة ، يا من آمنتم أن الدنيا من أجل الآخرة ،
يا من آمنتم أن الدنيا فرصة ذهبية أتيت إليها كي تدفع ثمن الآخرة ،
ثمن الآخرة العمل الصالح ، يقع على رأس العمل الصالح الإنفاق ،
بصراحة يقول بعض الأخوة الكرام لا نحس بشيء في الصلاة ،
صح ، لأنك مستقيم فقط لا تحس بشيء ، مالك حلال ، عملك صحيح ،
أديت الأمانات كلها، أنت مرتاح، أنت في سلامة،
أما السعادة لا تحتاج إلى امتناع عن المعاصي تحتاج إلى بذل ،
إلى عطاء ، تحتاج إلى تقديم شيء ،
أنت ماذا تركت في المجتمع ؟
تركت أثراً ؟
هل زدت على الحياة شيئاً ؟
إن لم تزد على الحياة شيئاً فأنت زائد عليها، مليارات أتوا إلى الدنيا
ولدوا ، وتعلموا ، وكبروا ، وتزوجوا ، وأنجبوا ، وزوجوا بناتهم
وأولادهم ، وماتوا ، مليارات ، لا أحد يذكرهم ، هذا الرقم السهل ،
أنت ماذا أضفت إلى الدنيا ؟
يا أخوان سؤال خطير ،
اسأل نفسك أنا إذا وقفت بين يدي الله
يوم القيامة ماذا فعلت ؟
قال لي أخ والله كلامك مؤثر لكن ماذا نفعل ؟

قلت له كل نشاطاتنا ومعظم الناس وقد أكون أنا منهم تنصب
في مصلحتنا ، تسافر ، تأخذ وكالة ، تبيع، تشتري ،
طبعاً هذا بالنهاية أرباح لك ،
هل قدمت لله عملاً ليس لك منه نصيب إطلاقاً ؟
هذا الذي يريده الله منك عمل صالح

الدنيا ممر و ليست مقراً
أعظم ما فيها العمل الصالح :

تحضرني قصة أخ حاجب في مدرسة ، يعني أقل مرتبة في وظائف
الدولة أن تكون مستخدماً لتنظيف الغرف، عنده ثمانية أولاد ،
معاشه أربعة آلاف ، ساكن في بيت أجرة غرفة واحدة ، يعني بظرف
استثنائي ورث أرضاً قيمتها أربعة ملايين عرضها للبيع ،
جاء من يشتريها ليجعلها مسجداً ، فاتفق على ثلاثة ونصف مليون ،
جاء المحسن الكبير أعجبته الأرض وقع شيكاً باثنين مليون
قال له
متى التتمة ؟
قال
عند التنازل
قال
أي تنازل ؟
قال
تذهب إلى الأوقاف
وتقدم تنازلاً عن هذه الأرض كي تصبح مسجداً
قال له
أنا أبيع أرضاً لتصبح مسجداً
قال :
نعم
قال :
والله أستحي من الله
أنا أولى منك أن أقدمها لله
يقول هذا المحسن الكبير
بحياتي ما صغرت أمام إنسان
كما صغرت أمام هذا الإنسان .

لك عمل صالح ، لك خدمات ، حليت مشكلة ، أطعمت فقيراً ،
دللت إنساناً تائهاً ، رعيت يتيماً ، ربيت أولادك ، أنفقت مالك ،
ساهمت بمسجد ، خدمت بمسجد ، لك عمل ترقى به عند الله

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }
[ البقرة : 254 ]
يا من آمنتم بالدار الآخرة ، يا من آمنتم أن هذه الدنيا ممر وليست مقراً ،
يا من آمنتم أن هذه الدنيا أعظم ما فيها العمل الصالح

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا }
[ البقرة : 254 ]

ما دمت في الدنيا كل شيء يحل بالتوبة :

إياك أن تقول أنا فقير ، أنا دخلي محدود لا يكفي مصروفي ،
الإنفاق هنا واسع
قال تعالى :
{ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ }
[ البقرة : 254 ]
الله رزقك علماً ، حضرت درساً تأثرت به في يوم الجمعة
اكتب بعض النقاط ، دعتك أختك إلى طعام الإفطار ،
أثناء الطعام تتكلم لهم عنه ، هذا إنفاق، لك جار التقيت معه
تكلمت معه كم نقطة ، لك شريك بالعمل التجاري تكلمت كم نقطة ،
أنفقت من علمك ، أنفقت من وقتك، أنفقت من خبرتك ،
أنفقت من جاهك ، أنفقت من مالك ، أنفق :

{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ }
[ البقرة : 254 ]

ما دمت في الدنيا كل شيء يحل بالتوبة ،
تحل جميع المشكلات جاء رمضان :

( من صام رمضان إيمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه )
متفق عليه عن أبي هريرة

( من قام رمضان إيمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه )
متفق عليه عن أبي هريرة

على كل إنسان أن يعمل عملاً لا يبتغي به سمعة ولا شهرة
بل يبتغي به وجه الله تعالى :

لكن إذا ما قدمت شيئاً يقول لك لا أحس بشيء في الصلاة معك حق ،
لا أحس بشيء وأنا أقرأ القرآن معك حق ليس لك عمل صالح ،
أنت مجند صغير غر التحقت بالخدمة الإلزامية ،
التحقت بفرقة ثلاثة ألوية على رأسها لواء أركان حرب لا أدري كم نجمة ،
هل تستطيع أن تقابله رأساً ؟
هل تستطيع أن تدخل إلى عنده من دون إذن ؟
بكل جيوش العالم هذه ممنوعة ، عندك تسلسل من عريف أو عريف أول ،
مساعد أو مساعد أول ، ملازم أو ملازم أول ، ثم نجمة وتاج ،
ثلاث نجمات وتاج ، تاج وسيفين ، أما إذا رأيت ابن هذا اللواء
أركان حرب يسبح وكان على وشك الغرق فأنقذته تدخل إلى مكتبه
من دون استئذان ، يرحب بك أشد الترحيب، يدعوك إلى أن تجلس
إلى جانبه يقدم لك الضيافة وهو لواء أركان حرب وأنت جندي غر

{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا
وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[ الكهف : 110 ]

اعمل عملاً لله لا تبتغي به سمعة ، ولا شهرة ،
ولا جاهاً ، ولا علواً في الأرض

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ }
[ البقرة : 254 ]

العاقل من قدّم شيئاً لله
قبل أن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ :

أنت قارئ قرآن علّم القرآن ، إن تتقن الحديث الشريف
علّم الحديث الشريف ، تتقن شراء الحاجيات لك قريب على وشك
الزواج ما عنده خبرة بالشراء إطلاقاً اذهب معه إلى السوق ،
خذ له غرفة نوم جيدة ، خذ له حاجات أساسية بسعر معقول ،
قدم شيئاً ، اخدم الأمة

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ }
[ البقرة : 254 ]

لحقوا حالكم ، البدوي الذي كان ساكناً بجدة، عندما توسعت جدة ،
واقتربت من أرضه ، والأرض أصبح سعرها مرتفعاً جداً ،
نزل وباع الأرض لمكتب عقاري خبيث جداً سارق بمبلغ أقلّ من ثمنها
بأربعة أمثاله ، فالمكتب اشترى الأرض ، وعمّرها بناية من اثني عشر طابقاً ،
وهم ثلاثة شركاء ، أول شريك سقط من أعلى طابق فنزل ميتاً ،
والثاني دهسته سيارة ، انتبه الثالث، بحث عن صاحب الأرض ستة أشهر
حتى عثر عليه ، ونقده ثلاثة أمثال حصته لينجو مما جرى لشريكيه ،
قال له البدوي : ترى أنت لحقت حالك.

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ }
[ البقرة : 254 ]

الظالمون هم الكافرون بالإنفاق وبالعمل الصالح :
دقق :
{ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ }
[ البقرة : 254 ]

هنا الكفر له معنى متعلق بالآية ، والكافر الذي كفر بهذا الأمر لم يعبأ به ،
الكفر أن تنكر أمراً معيناً هذا كفر دون كفر ، والكافرون بالإنفاق ،
بالعمل الصالح ، بتقديم خدمات للناس ، هم الظالمون .

والحمد لله رب العالمين