المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين


حور العين
04-28-2016, 02:34 PM
من:الأخت / الملكة نــور
نداءات المؤمنين
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
( الجزء الأول )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .


توهم المسلمين أن الجنة لهم وحدهم :

قال الله تعالي :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }
[ البقرة : 208 ]

الآيات التي تتحدث عن السلم والسلام تقترب من مئة وسبعين آية ،
من هذه الآيات :

{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى
تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ }
[ البقرة : 111 ]

ويتوهم المسلمون وهم على تقصير في أداء العبادات ،
وتقصير في طاعة النبي عليه الصلاة والسلام
يتوهمون أن الجنة لهم وحدهم .

الجنة لمن انصاع لأمر الله و استسلم له :
الرد الإلهي على كل من يدّعي أنه سيدخل الجنة
دون أن يدفع ثمنها :

{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ }
[ البقرة : 111 ]

من هو الذي يدخل الجنة ؟

{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ }
[ البقرة : 112 ]

خضع لله ، استسلم لله ، انصاع لأمر الله
من أدق تعريف العبادة أنها :
غاية الحب ، وغاية الخضوع لله عز وجل ،
فالخضوع لله في كل ما أمر ، وفي ترك كل ما نهى هو حقيقة الإسلام ،
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ الأولون دعوة :
كل يدعي وصلاً بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكا
أما الذي يستحق الجنة
{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ }
يعني طبق منهج الله .

الانتماء الشكلي للأديان انتماء فارغ لا قيمة له :
الآن عمله في إحسان :
{ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ البقرة : 112 ]

آية تشبه هذه الآية أنا أراها مهمة جداً دققوا :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ البقرة : 62 ]
الذين آمنوا يعني المسلمون ، الذين هادوا اليهود ، والنصارى ،
والصابئين ، بأدق المعاني من لا دين له ، المصطلح هذا العلمانيون
الذين لا ينتمون إلى دين إطلاقاً ، هناك معنى دقيق بهذه الآية ضمني ،
يعني الانتماء الشكلي لهذه الأديان دون أن يكون في العلم
ما يؤكد هذا الانتماء
هذا انتماء فارغ ولا قيمة له ، وهؤلاء الأربع سيان ، والآن الأرض
تعج بالحروب لا يوجد انتماء هناك فقط تعصب ، هذا التعصب
من دون انتماء أو انتماء شكلي من دون تطبيق هذا التعصب
سبب ما تعانيه البشرية :

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ }
[ البقرة : 62 ]

سواء انتماء شكلي ليس هناك تطبيق ، ليس هناك التزام ،
ليس هناك خضوع ، ليس هناك استسلام ، دينهم دين الشهوات
لا عبادة رب الأرض والسماوات .

من آمن بالله إيماناً يحمله على طاعته
نجا من عذاب الله يوم القيامة :
دقق الآن:
{ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ }
[ البقرة : 62 ]

يعني من آمن بالله إيماناً يحمله على طاعته :
{ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ }
[ البقرة : 62 ]
وآمن باليوم الآخر إيماناً يمنعه أن يؤذي مخلوقاً :
{ وَعَمِلَ صَالِحًا }

[ البقرة : 62 ]

أدى واجباته بالتمام والكمال ، إذا كان طبيباً نصح المرضى ،
إن كان محامياً نصح الموكلين ، إن كان موظفاً سهّل مصالح المواطنين ،
إذا كان تاجراً باع بضاعة جيدة بسعر معتدل بمعاملة طيبة :

{ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ البقرة : 62 ]

هؤلاء الذين ينجون يوم القيامة .

الانتماء الشكلي إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر
ولا وزن له عند الله عز وجل :

آية ثانية :
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
[ البقرة : 62 ]

معنى ذلك أن حقيقة الدين ليس أن تقول أنا مسلم ،
ليس أن تضع لوحة في البيت فيها آية الكرسي فقط ، البيت كله معاصي
وآثام ، ليس أن تضع مصحفاً على السيارة والعيون تبحلق في محاسن
النساء ، ليس أن تفتح محلاً تجارياً وتكتب إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً
والبضاعة كلها محرمة والبيع فيه شبهات وفيه مخالفات ،
المشكلة هذا الانتماء الشكلي إلى الدين لا يقدم ولا يؤخر ، ولا وزن له ،
ولا قيمة له ، والمسلمون يعدون مليار وخمسمئة مليون وليس كلمتهم
هي العليا وليس أمرهم بيدهم وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل .

لن نقطف ثمار هذا الدين إلا إذا طُبق من قبل جميع الناس :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً }
[ البقرة : 208 ]

اخضعوا ، أما كلمة كافة ، أنت مثلاً لو ذهبت إلى العمرة ورأيت النساء
في مكة والمدينة محجبات تلمس بيدك عظمة الحجاب ، أما تتحجب
إنسانة بين مئة إنسانة سافرة أنت طبقت الحجاب ، أهلك محجبات
وأنت تغض البصر عن محاسن النساء جيد جداً لكن ثمرة هذا الأمر
لم نحصل عليها ، لأن الأمر غير مطبق بشكل جماعي انظر الآية :

{ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً }

لتوضح الفكرة أنت معك هاتف محمول ولك خمسون صديقاً
ما معهم هذا الهاتف لا قيمة لهاتفك ، لو كل من حولك معه هذا الهاتف
تشعر بقيمة هذا الهاتف ، فأحياناً يطبق المنهج فئة قليلة الأكثرية
غير مطبقة ، لذلك لا نقطف ثمار الدين ، كل شخص ذهب إلى العمرة
هناك الحجاب إلزامي يشعر أنه يعيش بصفاء يمضي عشرين يوماً
لا يحس بأي خاطر نسائي ، لأن النساء محجبات ، إذاً قد لا نقطف ثمار
هذا الدين إلا إذا طبقناه جميعاً ، لو طبق الدين من قبل جميع الناس
تحس براحة نفسية ، تعيش بين أناس منصفين صادقين
لا يأكلون المال الحرام :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً }
[ البقرة : 208 ]

منهج الله عز وجل منهج يصلح لكل عصر و زمان :

الآن هناك ملمح ثالث :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا }
[ النساء : 136 ]

معنى الإيمان درجات قد يكون الإيمان بدرجة لا تكفي لسلامتك
وسعادتك ، فكلما ارتقيت إلى مستوى في الإيمان
هناك مستوى أعلى منه

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً }
[ البقرة : 208 ]

إذاً السلم هنا الانصياع لمنهجه ، الخضوع لأمر الله ،
هناك من يقول هذا النظام الإسلامي لا يصلح لهذا العصر ،
تحريم الربا لا يتناسب مع الاقتصاد والتنمية مثلاً ، حجاب المرأة
يعطل نصف المجتمع ، هناك من يقول هذا ، لم يرَ أن هذا منهج
خالق السماوات والأرض ، لم يرَ أن هذا المنهج منهج الخبير ،
منهج العليم ، منهج من خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض ،
توهم أن هذا الشيء يعيق الحياة العصرية ، فأي إنسان يرفض
حكم شرعي ثابت بالقرآن والسنة لم يدخل في السلم ، الذي يعترض
على قطع يد السارق لم يدخل في السلم كافة ، هذا ليس من عند البشر
من عند خالق البشر ، يعني كل ثلاثين ثانية ترتكب في بعض البلاد
الغربية جريمة قتل أو اغتصاب أو سرقة ، الآن صار في قناعة
إن لم تكن هناك عقوبات عالية جداً ، صدر قانون السير الجديد