المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين ( الجزء الثاني - 03 )


حور العين
05-29-2016, 12:25 PM
من:الأخت / الملكة نــور
نداءات المؤمنين
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
( الجزء الثاني - 03)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات

التفكر في مخلوقات الله
و آياته الكونية والتكوينية أساس معرفته :

لكن كيف نتقي الله إن لم نعرفه ؟
كيف نتقي أن نعصيه إن لم نعرف ماذا مع المعصية ؟
وكيف نطيعه ونصبر على طاعته وعن معصيته
إن لم نعلم ماذا ينتظرنا ؟
إذا كنا من أوليائه :

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ }
[ المائدة :57 ]

يا رب كيف نؤمن بك ؟
قال تعالى :

{ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ }
[يونس : 6 ]

طريق معرفته التفكر في مخلوقاته ،
طريق معرفته التفكر في الكون ، التفكر في آياته الكونية
وآياته التكوينية

{ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
[ الزمر : 28 ]

وأن تقرأ كلامه في تسلسل، لأنه خلقنا ينبغي أن نتقيه،
لأن أمرنا بيده ينبغي أن نتقيه، لأنه أهل التقوى وأهل المغفرة
ينبغي أن نتقيه، لكن لن نتقيه إلا إذا عرفناه
كيف نعرفه ؟

{ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ }
[يونس : 6 ]

نعرفه من خلقه، ونعرفه من كلامه :

{ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
[ الزمر : 28 ]

المصائب رسائل من الله عز وجل للإنسان
يرجعه من خلالها إلى الطريق المستقيم :
كيف لا نتقي ربنا وهو يعلّمنا كل يوم ؟
يعلمنا بالوحي القرآن، يعلمنا بالأنبياء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام،
يعلمنا بالدعاة إلى الله عز وجل، يعلمنا بالتربية المباشرة،
يعلمنا بالحالة النفسية، يعلمنا بالمعالجة، يعلمنا بالمصائب،
المصائب رسائل :

{ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ
فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ
وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
[ القصص : 47 ]

المصيبة رسالة من الله .

معاشرة الصادقين أحد حصون التقوى :
من أسباب التقوى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
[ الأحزاب : 70 ]

لا تكذب ، الصدق يهديك إلى التقوى :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ }
[ آل عمران : 102 ]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
[ الأحزاب : 70 ]

صادقاً :

{ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
[ الأحزاب : 71 ]

كيف تتقي الله ؟
عرفته، تفكرت في كونه، قرأت كلامه،
أما البيئة الاجتماعية سيئة جداً تغريك بالمعصية،

قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة : 119 ]

أنت بحاجة إلى بيئة إيمانية، إلى جو إيماني، إلى أصدقاء مؤمنين،
إلى أسرة متعاونة، إلى عمل شريف، إلى زملاء في العمل يخافون الله،
لذلك أخطر شيء في حياة الإنسان أن يعيش في بيئة تناقض الإيمان
هذه البيئة تغري، والإنسان كما تعلمون إذا جلس بين التجار
وسمع عن أرباحهم يتمنى أن يكون تاجراً، وإذا جلس لا سمح الله
ولا قدر مع المنحرفين وحدثوه عن مغامراتهم ربما هذه القصص
تغريه أن يسقط معهم، فلذلك أحد حصون التقوى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[ التوبة : 119 ]

العمل الصالح وسيلة الإنسان للوصول إلى التقوى :
أنت الآن مع الصادق لكن هل هناك شيء مسرع ؟

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
[ المائدة : 35 ]

العمل الصالح وسيلة :

{ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
[ فاطر : 10 ]

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
[ المائدة : 35 ]

صحبة الصالحين هي الوسيلة، الأصدقاء المؤمنون،
الأعمال الصالحة، إنفاق المال هذه كلها وسائل:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ }
[ المائدة : 35 ]

الإيمان نصفه صبر:
لكن وطن نفسك على أن طريق الإيمان ليس طريقاً محفوفاً بالورود
والرياحين هناك أشواك

حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات لذلك :

{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ }
[ يوسف : 90 ]

الإيمان نصفه صبر، هناك أشياء مغرية كثيرة، أشياء محببة للنفس،
المال يغري، المرأة تفتن، الدنيا خضرة نضرة سمها في دسمها فلذلك :

{ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
[ يوسف : 90 ]

التعامل مع الله عز وجل
يُكفّر عن الإنسان سيئاته و يُعظم له الأجر:

ثم يقول الله عز وجل يحث الهمم :

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }
[ التغابن : 16 ]

ابذلوا كل الوقت وكل الجهد، إلا أن التعامل مع الله يتميز بشيء رائع،
أنت مع بني البشر إن لم تنجز لا تستحق الأجر،
لكن مع الله حينما تبدأ بخطوة نحوه ويأتي الموت يكتب لك كل الخير
وكأنك وصلت إلى نهاية الطريق،

لذلك قال تعالى :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }
[ الطلاق : 5 ]

تيسير أمور المؤمن بتوفيق الله عز وجل له :
هل هناك من شيء أحب إلينا جميعاً من التيسير؟

{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى *
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْن * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى *
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى }
[ الليل : 5 - 11 ]

لذلك :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
[ الطلاق : 4 ]

زواجه ميسر، يرزقه الله زوجة صالحة تسره إذا نظر إليها،
تحفظه إن غاب عنها، تطيعه إن أمرها، يرزقه الله أولاداً أبراراً،
يرزقه الله صحة، يرزقه سمعة

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
[ الطلاق : 4 ]

والله أيها الأخوة ، ما من شيء أحب إلى الإنسان من التيسير ،
أمر ميسر ، سفر ميسر ، دراسة ميسرة ، زواج ميسر، ولادة ميسرة،
أحياناً لسبب تافه تموت المرأة عند الولادة ،
لذلك المؤمن من خصائصه أن أموره ميسرة .

إلى اللقاء مع الجزء الثالث والأخير إن شاء الله