vip_vip
03-22-2011, 12:33 PM
حديث اليوم الأربعاء 15.02.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ في السجود
على الجبهة و الأنف )
حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌحَدَّثَنَاأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ
حَدَّثَنَافُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَحَدَّثَنِيعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ
عَنْأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ كَانَ
( إِذَا سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَ جَبْهَتَهُ مِنْ الْأَرْضِ
وَ نَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَ وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ )
*********************
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي حُمَيْدٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَ أَنْفِهِ فَإِنْ سَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ دُونَ أَنْفِهِ فَقَدْ
قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُجْزِئُهُ وَ قَالَ غَيْرُهُمْ لَا يُجْزِئُهُ حَتَّى يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَ الْأَنْفِ
*********************
الشـــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( حدثَنَاأَبُو عَامِرٍ)الْعَقَدِيُّ .
قَوْلُهُ : ( كَانَ إِذَا سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَ جَبْهَتَهُ الْأَرْضَ )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : مَكَّنْتُهُ مِنَ الشَّيْءِ أَوْ أَمْكَنْتُهُ مِنْهُ فَتَمَكَّنَ وَ اسْتَمْكَنَ ،
وَ قَالَ فِي الصُّرَاحِ تَمْكِينُ باي برجا كردن ، وَ كَذَا الْإِمْكَانُ ،
يُقَالُ مَكَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْءِ وَ أَمْكَنَهُ مِنْهُ بِمَعْنًى ، انْتَهَى ،
وَ فِيهِ أَنْ يَضَعَ الْمُصَلِّي جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي السُّجُودِ عَلَى الْأَرْضِ ( وَنَحَّى يَدَيْهِ ) أَيْ أَبْعَدَهُمَا ،
مِنْ نَحَّى يُنَحِّي تَنْحِيَةً ( وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ) فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ
وَضْعِ الْيَدَيْنِ فِي السُّجُودِ حَذْوَ الْمَنْكِبَيْنِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِابْنِ عَبَّاسٍوَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍوَ أَبِي سَعِيدٍ)
أَمَّا حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ لَفْظُهُ : أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ وَ لَا يَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا : الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ .
وَفِي لَفْظٍ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ :
عَلَى الْجَبْهَةِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ ، وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ .
وَفِي رِوَايَةٍأُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ وَلَا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلَا الثِّيَابَ :
الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِرَوَاهُمُسْلِمٌوَالنَّسَائِيُّكَذَا فِي الْمُنْتَقَى :
وَأَمَّا حَدِيثُوَائِلِ بْنِ حُجْرٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ لَفْظُهُ :
قَالَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ
وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ . وَأَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
وَفِيهِفَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ
عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْنَبَتِهِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي حُمَيْدٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ، وَأَخْرَجَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ أَيْضًاابْنُ خُزَيْمَةَفِي صَحِيحِهِ كَذَا فِي النَّيْلِ .
قَوْلُهُ : (
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَ أَنْفِهِ ،
فَإِنْ سَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ دُونَ أَنْفِهِ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُجْزِئُهُ إِلَخْ )
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فَوَائِدُ : مِنْهَا أَنَّ أَعْضَاءَ السُّجُودِ سَبْعَةٌ
وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلسَّاجِدِ أَنْ يَسْجُدَ عَلَيْهَا كُلِّهَا وَأَنْ يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ جَمِيعًا ،
فَأَمَّا الْجَبْهَةُ فَيَجِبُ وَضْعُهَا مَكْشُوفَةً عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَكْفِي بَعْضُهَا ، وَالْأَنْفُ مُسْتَحَبٌّ ،
فَلَوْ تَرَكَهُ جَازَ وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ وَتَرَكَ الْجَبْهَةَ لَمْ يَجُزْ ، هَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ ،
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ الْقَاسِمِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ : لَهُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَيِّهِمَا شَاءَ .
وَقَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَابْنُ حَبِيبٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ : يَجِبُ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ
جَمِيعًا لِظَاهِرِ الْحَدِيثِ : قَالَ الْأَكْثَرُونَ : بَلْ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّهُمَا فِي حُكْمِ عُضْوٍ وَاحِدٍ ;
لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيثِ سَبْعَةٌ ، فَإِنْ جُعِلَا عُضْوَيْنِ صَارَتْ ثَمَانِيَةً ،
وَذَكَرَ الْأَنْفَ اسْتِحْبَابًا ، انْتَهَى .
قُلْتُ : ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى وُجُوبِ السَّجْدَةِ عَلَى الْجَبْهَةِ دُونَ الْأَنْفِ .
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : إِنَّهُ يُجْزِئُ السُّجُودُ عَلَى الْأَنْفِ وَحْدَهَا .
وَذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَغَيْرُهُمْ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَجْمَعَهُمَا وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ .
وَاسْتَدَلَّ الْجُمْهُورُ بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي رَوَاهَا الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا بِلَفْظِ :
أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ وَلَا يَكُفُّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا :
الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ . وَاسْتَدَلَّ أَبُو حَنِيفَةَ بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ
الَّتِي رَوَاهَا الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ :
عَلَى الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ عَلَى أَنْفِهِ إِلَخْ ، وَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَكَرَ الْجَبْهَةَ وَأَشَارَ إِلَى الْأَنْفِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ الْمُرَادُ ، وَرَدَّهُ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ ،
فَقَالَ : إِنَّ الْإِشَارَةَ لَا تُعَارِضُ التَّصْرِيحَ بِالْجَبْهَةِ ،
لِأَنَّهَا قَدْ تُعَيِّنُ الْمُشَارَ إِلَيْهِ بِخِلَافِ الْعِبَارَةِ فَإِنَّهَا مُعَيِّنَةٌ .
وَاسْتَدَلَّ الْقَائِلُونَ بِوُجُوبِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ بِلَفْظِ :
أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ وَلَا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلَا الثِّيَابَ :
الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ;
لِأَنَّهُ جَعَلَهُمَا كَعُضْوٍ وَاحِدٍ وَلَوْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُضْوًا مُسْتَقِلًّا
لَلَزِمَ أَنْ تَكُونَ الْأَعْضَاءُ ثَمَانِيَةً .
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكْتَفِيَ بِالسُّجُودِ عَلَى الْأَنْفِ وَحْدَهَا ،
وَالْجَبْهَةِ وَحْدَهَا فَيَكُونُ دَلِيلًا لِأَبِي حَنِيفَةَ ; لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَعْضُ الْعُضْوِ ،
وَهُوَ يَكْفِي كَمَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الْأَعْضَاءِ ، وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ الْمَشْيَ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمُتَحَتِّمُ ،
وَالْمُنَاقَشَةُ بِالْمَجَازِ بِدُونِ مُوجِبٍ لِلْمَصِيرِ إِلَيْهِ غَيْرُ ضَائِرَةٍ ،
وَلَا شَكَّ أَنَّ الْجَبْهَةَ وَالْأَنْفَ حَقِيقَةٌ فِي الْمَجْمُوعِ ،
وَلَا خِلَافَ أَنَّ السُّجُودَ عَلَى مَجْمُوعِ الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ مُسْتَحَبٌّ ،
وَقَدْ أَخْرَجَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ وَائِلٍ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ .
وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصِيبُ أَنْفَهُ مِنَ الْأَرْضِ مَا يُصِيبُ الْجَبِينَ .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : الصَّوَابُ عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا .
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِسَمُّوَيْهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِذَلِكَ .
فَهَذَا تَلْخِيصُ مَا فِي النَّيْلِ .
قُلْتُ : الرَّاجِحُ عِنْدِي هُوَ وُجُوبُ السُّجُودِ عَلَى مَجْمُوعِ الْجَبْهَةِ وَ الْأَنْفِ وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ في السجود
على الجبهة و الأنف )
حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌحَدَّثَنَاأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ
حَدَّثَنَافُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَحَدَّثَنِيعَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ
عَنْأَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ كَانَ
( إِذَا سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَ جَبْهَتَهُ مِنْ الْأَرْضِ
وَ نَحَّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَ وَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ )
*********************
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُأَبِي حُمَيْدٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَ أَنْفِهِ فَإِنْ سَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ دُونَ أَنْفِهِ فَقَدْ
قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُجْزِئُهُ وَ قَالَ غَيْرُهُمْ لَا يُجْزِئُهُ حَتَّى يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَ الْأَنْفِ
*********************
الشـــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( حدثَنَاأَبُو عَامِرٍ)الْعَقَدِيُّ .
قَوْلُهُ : ( كَانَ إِذَا سَجَدَ أَمْكَنَ أَنْفَهُ وَ جَبْهَتَهُ الْأَرْضَ )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : مَكَّنْتُهُ مِنَ الشَّيْءِ أَوْ أَمْكَنْتُهُ مِنْهُ فَتَمَكَّنَ وَ اسْتَمْكَنَ ،
وَ قَالَ فِي الصُّرَاحِ تَمْكِينُ باي برجا كردن ، وَ كَذَا الْإِمْكَانُ ،
يُقَالُ مَكَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْءِ وَ أَمْكَنَهُ مِنْهُ بِمَعْنًى ، انْتَهَى ،
وَ فِيهِ أَنْ يَضَعَ الْمُصَلِّي جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي السُّجُودِ عَلَى الْأَرْضِ ( وَنَحَّى يَدَيْهِ ) أَيْ أَبْعَدَهُمَا ،
مِنْ نَحَّى يُنَحِّي تَنْحِيَةً ( وَوَضَعَ كَفَّيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ) فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ
وَضْعِ الْيَدَيْنِ فِي السُّجُودِ حَذْوَ الْمَنْكِبَيْنِ .
قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنِابْنِ عَبَّاسٍوَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍوَ أَبِي سَعِيدٍ)
أَمَّا حَدِيثُابْنِ عَبَّاسٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ لَفْظُهُ : أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ وَ لَا يَكُفَّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا : الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ .
وَفِي لَفْظٍ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ :
عَلَى الْجَبْهَةِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ ، وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ .
وَفِي رِوَايَةٍأُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ وَلَا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلَا الثِّيَابَ :
الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِرَوَاهُمُسْلِمٌوَالنَّسَائِيُّكَذَا فِي الْمُنْتَقَى :
وَأَمَّا حَدِيثُوَائِلِ بْنِ حُجْرٍفَأَخْرَجَهُأَحْمَدُوَ لَفْظُهُ :
قَالَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ
وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ . وَأَمَّا حَدِيثُأَبِي سَعِيدٍفَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
وَفِيهِفَصَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ وَالْمَاءِ
عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْنَبَتِهِ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُأَبِي حُمَيْدٍحَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُأَبُو دَاوُدَ، وَأَخْرَجَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ أَيْضًاابْنُ خُزَيْمَةَفِي صَحِيحِهِ كَذَا فِي النَّيْلِ .
قَوْلُهُ : (
وَ الْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَ أَنْفِهِ ،
فَإِنْ سَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ دُونَ أَنْفِهِ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُجْزِئُهُ إِلَخْ )
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ فَوَائِدُ : مِنْهَا أَنَّ أَعْضَاءَ السُّجُودِ سَبْعَةٌ
وَأَنَّهُ يَنْبَغِي لِلسَّاجِدِ أَنْ يَسْجُدَ عَلَيْهَا كُلِّهَا وَأَنْ يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ جَمِيعًا ،
فَأَمَّا الْجَبْهَةُ فَيَجِبُ وَضْعُهَا مَكْشُوفَةً عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَكْفِي بَعْضُهَا ، وَالْأَنْفُ مُسْتَحَبٌّ ،
فَلَوْ تَرَكَهُ جَازَ وَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَيْهِ وَتَرَكَ الْجَبْهَةَ لَمْ يَجُزْ ، هَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ ،
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ الْقَاسِمِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ : لَهُ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَيِّهِمَا شَاءَ .
وَقَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَابْنُ حَبِيبٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ : يَجِبُ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ
جَمِيعًا لِظَاهِرِ الْحَدِيثِ : قَالَ الْأَكْثَرُونَ : بَلْ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّهُمَا فِي حُكْمِ عُضْوٍ وَاحِدٍ ;
لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيثِ سَبْعَةٌ ، فَإِنْ جُعِلَا عُضْوَيْنِ صَارَتْ ثَمَانِيَةً ،
وَذَكَرَ الْأَنْفَ اسْتِحْبَابًا ، انْتَهَى .
قُلْتُ : ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى وُجُوبِ السَّجْدَةِ عَلَى الْجَبْهَةِ دُونَ الْأَنْفِ .
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : إِنَّهُ يُجْزِئُ السُّجُودُ عَلَى الْأَنْفِ وَحْدَهَا .
وَذَهَبَ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَغَيْرُهُمْ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَجْمَعَهُمَا وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ .
وَاسْتَدَلَّ الْجُمْهُورُ بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي رَوَاهَا الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا بِلَفْظِ :
أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ وَلَا يَكُفُّ شَعَرًا وَلَا ثَوْبًا :
الْجَبْهَةِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ . وَاسْتَدَلَّ أَبُو حَنِيفَةَ بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ
الَّتِي رَوَاهَا الشَّيْخَانِ بِلَفْظِ : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ :
عَلَى الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ عَلَى أَنْفِهِ إِلَخْ ، وَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَكَرَ الْجَبْهَةَ وَأَشَارَ إِلَى الْأَنْفِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ الْمُرَادُ ، وَرَدَّهُ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ ،
فَقَالَ : إِنَّ الْإِشَارَةَ لَا تُعَارِضُ التَّصْرِيحَ بِالْجَبْهَةِ ،
لِأَنَّهَا قَدْ تُعَيِّنُ الْمُشَارَ إِلَيْهِ بِخِلَافِ الْعِبَارَةِ فَإِنَّهَا مُعَيِّنَةٌ .
وَاسْتَدَلَّ الْقَائِلُونَ بِوُجُوبِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي رَوَاهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ بِلَفْظِ :
أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ وَلَا أَكْفِتَ الشَّعْرَ وَلَا الثِّيَابَ :
الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ ;
لِأَنَّهُ جَعَلَهُمَا كَعُضْوٍ وَاحِدٍ وَلَوْ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عُضْوًا مُسْتَقِلًّا
لَلَزِمَ أَنْ تَكُونَ الْأَعْضَاءُ ثَمَانِيَةً .
وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكْتَفِيَ بِالسُّجُودِ عَلَى الْأَنْفِ وَحْدَهَا ،
وَالْجَبْهَةِ وَحْدَهَا فَيَكُونُ دَلِيلًا لِأَبِي حَنِيفَةَ ; لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَعْضُ الْعُضْوِ ،
وَهُوَ يَكْفِي كَمَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الْأَعْضَاءِ ، وَأَنْتَ خَبِيرٌ بِأَنَّ الْمَشْيَ عَلَى الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمُتَحَتِّمُ ،
وَالْمُنَاقَشَةُ بِالْمَجَازِ بِدُونِ مُوجِبٍ لِلْمَصِيرِ إِلَيْهِ غَيْرُ ضَائِرَةٍ ،
وَلَا شَكَّ أَنَّ الْجَبْهَةَ وَالْأَنْفَ حَقِيقَةٌ فِي الْمَجْمُوعِ ،
وَلَا خِلَافَ أَنَّ السُّجُودَ عَلَى مَجْمُوعِ الْجَبْهَةِ وَالْأَنْفِ مُسْتَحَبٌّ ،
وَقَدْ أَخْرَجَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ وَائِلٍ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعًا جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ فِي سُجُودِهِ .
وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا يُصِيبُ أَنْفَهُ مِنَ الْأَرْضِ مَا يُصِيبُ الْجَبِينَ .
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : الصَّوَابُ عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا .
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِسَمُّوَيْهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ أَنْفَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِذَلِكَ .
فَهَذَا تَلْخِيصُ مَا فِي النَّيْلِ .
قُلْتُ : الرَّاجِحُ عِنْدِي هُوَ وُجُوبُ السُّجُودِ عَلَى مَجْمُوعِ الْجَبْهَةِ وَ الْأَنْفِ وَ اللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .