المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداءات المؤمنين ( الجزء الثالث والأخير )


حور العين
05-30-2016, 01:47 PM
من:الأخت / الملكة نــور
نداءات المؤمنين
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
( الجزء الثالث والأخير )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً :
لكن الآية التي يكتب عنها مجلدات
والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله
من ألا تحقق هذه الآية :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }
[ الطلاق : 2 ]

حدثني أحد العلماء في الشام الأجلاء
جاءه شاب قال له :
أنا دخلي لا يكفي نفقتي ، وأنا في مقتبل العمر ،
ليس عندي بيت ، وليس هناك أمل في أن أتزوج
ماذا أفعل ؟

هذا العالم الجليل قال له
اتقِ الله

قال
هذه أين تصرف ؟

كأنه استهزأ به ،
هذا الشاب تأمل في كلام هذا العالم اتق الله هو موظف في محل ،
ما معنى موظف مؤمن ؟
ضبط دوامه، عامل الزبائن وكأن المحل له، وكأن الأرباح كلها له،
بالغ في خدمة الزبائن، بالغ في نصحهم، بالغ في دوامه، شيء يلفت النظر،
هذا صاحب المحل أضمر في نفسه شيئاً، أضمر أن يزوجه ابنته،
وهو رجل ميسور يحب أن يشتري له بيتاً ولئلا يعلمه عن ذلك

قال له
أنا أريد أن تعينني في شراء بيت،
هذا البيت لا يعجبني

إلى أن قال
هذا البيت جيد

فاشتراه له ، ثم عرض عليه ابنته وكانت بنتاً رائعة ،
وتزوج

وجاء إلى هذا العالم الجليل قال له :
والله يا سيدي سامحني لما قلت لي اتقِ الله استهزأت بكلامك
لكنني بعد حين أيقنت أن هذا كلام الله :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }
[ الطلاق : 2 ]

والذي حصل معي كذا وكذا، أنا عندي بيت، الآن متزوج،
اتقى الله، أقسم لكم بالله زوال الكون أهون على الله من أن تخلص في تقواك،
من أن تعامله، من أن تستقيم على أمره، من أن تخطب وده، من أن تطيعه،
ثم لا تجد النتائج الباهرة المدهشة :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً }
[ الطلاق : 2 ]

من يتقِ الله في أموره
يجعل الله له مخرجاً من كل شيء:
أيها الأخوة ،
* ومن يتقِ الله في اختيار زوجته يختارها ذات دين بالدرجة الأولى،
والجمال مطلوب لكن لا يختار جميلة بلا دين فعليك بذات الدين،
* الذي يتقِ الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي
* والذي يتقِ الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم
* والذي يتقِ الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجاً من تلف المال
ومصادرة المال
* ومن يتقِ الله في التوحيد يجعل الله له مخرجاً من الشرك
لكن الله عز وجل يقول آية اليوم :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ }
[ آل عمران : 102 ]

أن تطيعه فلا تعصيه ، وأن تشكره فلا تكفره،
وأن تذكره فلا تنساه.

اتصال نِعم الدنيا عند المؤمن بنعم الآخرة :

لكن أروع ما في الإيمان هذه الآية :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ }
[ الحديد : 28 ]

كفالة في الدنيا وكفالة في الآخرة أي :

{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }
[ الرحمن : 46 ]

جنة في الدنيا وجنة في الآخرة، لذلك يتمتع المؤمن بحالة عجيبة،
نِعم الدنيا عند المؤمن متصلة بنعم الآخرة،
وا كربتاه يا أبتِ، قال :
لا كرب على أبيك بعد اليوم غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.

والله الذي لا إله إلا هو قرأت ودرست سبعين صحابياً شيء يلفت النظر
أنه ما منهم واحد إلا وقد كان في أسعد لحظات حياته عند الموت،
الموت تحفة المؤمن، الموت عرس المؤمن :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ }
[ الحديد : 28 ]

الإنسان المؤمن حينما يتقي الله عز وجل ينال :
1 ـ تكريم الله عز وجل له :

لذلك إذا كنت متقياً لله فأنت أكرم الخلق والدليل :

{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }
[ الحجرات : 13 ]

قال له : يا سعد لا يغرنك أنه قد قيل: خال رسول الله،
فالخلق كلهم عند الله سواسية، ليس بينه وبينهم قرابة إلا طاعته.
أكرم إنسان عند الله أن يتقي أن يعصيه، أي في شؤون الدنيا يوجد مناصب
لن تصل إليها ما في أمل ولا بالمليار واحد أن تصل إليها،
يوجد ثروات لن تملكها، يوجد عمر مديد قد لا تصل إليه،
لكن الإنسان المؤمن حينما يتقي الله يصبح أكرم الناس عند الله .

2 ـ حب الله له :
وهناك شيء غير التكريم، أحياناً تكرم إنساناً لكنك لا تحبه ،

قال تعالى :

{ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }
[ آل عمران : 76 ]

يعني شيء سهل أن يحبك الله ؟
شيء سهل أن يحبك خالق السماوات والأرض :

{ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }
[ آل عمران : 76 ]
إذاً هو يكرمك ويحبك.

3 ـ تولي الله أموره و تيسيرها :
هناك شيء ثالث ويتولاك

{ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ }
[ الجاثية : 19 ]
يتولاك هو وليك، هو يدافع عنك، هو يسيرك لمصلحتك.

4 ـ هو معه أينما كان :
وهناك شيء رابع هو معك

{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا }
[ النحل : 128 ]

قال معك بالتأييد، ومعك بالحفظ، ومعك بالنصر، ومعك بالتمكين،
الفلاح كل الفلاح، والنجاح كل النجاح، والفوز كل الفوز،
والتفوق كل التفوق، والذكاء كل الذكاء، والعقل كل العقل أن تتقي الله :

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[ البقرة : 189 ]

تقوى الله عز وجل أكبر أنواع الشكر له :
حينما سخر لك الله ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه
تسخير تكريم وتعريف، فالتكريم ينبغي أن تشكره
لذلك قال تعالى :

{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ }
[ النساء : 174 ]

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[ البقرة : 189 ]

إنك إن اتقيت الله فهذا أكبر أنواع الشكر له ،

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران : 102 ]

أي لا يأتينكم الموت إلا وأنتم على أحسن حال.

تم بحمد الله رب العالمين