المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استعد لرمضان بزيادة الإيمان - الدرس رقم 16 و 17


حور العين
05-30-2016, 01:51 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
أستعد لرمضان بزيادة الإيمان
الدرس السادس عشر

نأتي للخطوة الثانية :
من أجل المحافظة على الإيمان لابد من محاربة مرض عظيم
يصاب به الخلق وهو مرض العُجب، العُجب من مهلكات الأعمال.
كيف نحفظ إيماننا ؟
ندفع عن قلوبنا خواطر الإعجاب بالعمل، وخواطر الإعجاب بالعمل
ممكن أن تتحول إلى كلام، ممكن تتحول إلى تفاخر،
وممكن تكون مجرد مشاعر، فالعُجب قد يكون كلامًا،
يعني أنا معجب بعملي وأتكلم

مثال :
امرأة وفقها الله ـ عز وجل ـ لحفظ سورة من طوال السوار،
فطيلة الوقت تثني على نفسها،
وكيف أنها فعلت هذا الفعل في مدة زمنية مع انشغالها بأولادها،

وأي أحد يقول لها لا أستطيع أن أحفظ
تقول له :
انظر إلي كيف أنني فعلت وفعلت وفعلت!

هذا عُجب منطوق، وصل من قوته في القلب أن نطق به،

أنتم ستقولون لي :
يمكن ما كان قصدها ؟

نقول :
نعم صح هناك ناس يقولون مثل هذا الكلام
جزمًا يقينًا ما يكون قصدهم، والله عز وجل يحاسب العبد على ما في قلبه،
ولا نقول أن كل من يقول هذا الكلام شرط أن يكون معجباً بعمله،
لكن أنت حافظ على إيمانك، ولا تعرض نفسك لكلام يمكن مع الأيام
أن يسبّب لك العجب في نفسك وأنت لا تشعر

الكلام على ما قام في القلب، العجب مرض يبدأ من عند القلب
وليس من عند اللسان،

أحيانًا جارتي أريد أن أشجعها أقول كلمة من دقائق
فعلي هي الصحيح ألا تقولها،
لكن أنا قصدي التشجيع وليس قصدي العجب،

نقول :
هذا الكلام صحيح،
لكن بقدر ما تستطيع لا تعرض نفسك لأن يضيع إيمانك،

نقول لك :
هذا خطر، طيب نريد أن نشجع الناس!

سير السلف كافية للتشجيع أطلع أنت من الموضوع
وإذا مرة قل:
عندنا أخت في التحفيظ حفظت مثلك، هناك لا تقول أنا!
حفظ الإيمان أمر صعب لابد أن يكون الواحد دقيقاً لا يضيع إيمانه،
لأن الشيطان يريد منك هذه الفلتات ليدخل إلى قلبك الغرور،
وبناء على هذا أرتب مسألة بعيدة

يقول بعض السلف :
لازال الشيطان في حُزن ما دام الإنسان يقول:
لا أدري بما يختم لي.

يعني يكون إنسان صالح وتقي وكل علامات الإيمان فيه
ومع ذلك طول الليل والنهار خائف من خاتمته،
كلما خاف العبد من خاتمته كلما حزن الشيطان،
وقع الحزن في قلب الشيطان لماذا ؟
كأنه أغلق عليه باب العجب،
وهو يعلم الشيطان أنه لو أدخل عليك العجب أذهب بك أنهاك أذهب عملك
وأذهب كل ما قمت به ذهب عملك الذي أعجبت به،
أما لو أعجبت بحالك فستكون مثل ذاك الرجل الذي عمل وعمل
وبسبب ما معه من العُجب دخل النار

العجب مرض خطير،
المهم من أجل أن نحفظ إيماننا لابد أن نبعد قلوبنا عن هذا المرض،
وطبعاً هذه النقطة الثانية مبنية على الأولى.

وأنت مهما عملت ما عملت وباقي في قلبك قبلت أو لم أقبل لا أدري،
لن تأتي لك اللحظة التي تعتقد نفسك أنك ذاك الذي قبل ولك مكانة،
بل أنت تقول مثلي المفروض يفعل أكثر من ذلك،
لأن العبد يحاسب على قدر ما أعطاه الله فلو أعطاك الله عز وجل
شباباً صحة المفروض يكون عملك أكثر من عمل الرجل الضعيف،
ولو أعطالك مالاً المفروض عملك يكون أكثر من الفقير،
ولو أعطاك ذكاء وفطنة وفهماً المفروض جهدك واجتهادك
وتعلمك أكثر من ضعيف العقل، ولو أعطاك لساناً طلقاً المفروض
دعوتك إلى ربك تكون أكثر من العي الذي لا يستطيع أن يفصح
عما في نفسه

أنت فقط عدّ ما عليك من النعم وسترى عجبًا،
وكيف أن فضل الله عليك كان كبيرًا، والواجب عليك أن تزيد ،
ولا ترى أن ما قدمت فيه الكفاية،
والله مهما عمل العبد لو ما قبله الله لا شيء،
ومهما عمل لو قارنه بنعمة الله ـ عز وجل ـ سيكون لا شيء،
لكن أقبل على ربك وأنت في حالين :
أولا : حال من التوبة المستمرة
وهذه رقم ثلاثة من أسباب المحافظة على الإيمان،
لأن كل عمل لابد يتخلله تقصير،
فأنت بعد ما تعمل تتوب وتستغفر

أسألكم بهذه المناسبة، ونحن في النقطة الثالثة :
المجالس لما نجلسها ما دعاء ختمها ؟
( سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
أتعرف أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما ورد في الحديث
أنه أمر أن تـُختم كل المجالس حتى لو كانت قراءة قرآن بهذا الدعاء،
ولذلك أخرج النسائي في سننه باب ما يختم به قراءة القرآن
وأخرج هذا الحديث

نحن متى نستعمل هذا الحديث ؟

عندما نجلس مجلسًا يُخاف من اللغو فيه.
تصور أنت جلست وقرأت القرآن بعد أن انتهيت من هذا المجلس،
يعني أنت والقرآن تقول هذا الدعاء وحتى وأنت لوحدك،
لأن أي مجلس يقال في ختامه هذا الدعاء يختم إن كان على خير
فعلى خير، المقصود الآن أنك تقول دعاء مثل هذا
معناه أنت تستغفر الله بعد العمل الصالح،
ومثله وأوضح منه خروجك من الصلاة واستغفارك ثلاثاً،
واضح أنك كنت بعبادة

فأنت تخرج بهذين الأمرين :

↓↓↓↓↓↓

1. التوبة وهي أحد أسباب المحافظة على الإيمان

2. بالذل وبالرجاء أن يُختم لنا بخير،
نقبل عليه ونحن راجين أن يختم لنا بخير.

ونحن نتكلم عن النقطة الثانية دخلنا إلى النقطة الثالثة،
وقلت :
وأنت تسير إلى ربك اطرد عنك مرض العجب،
أنت تسير إلى ربك وأنت سائر في قلبك أمرين مهمين :

• طيلة الوقت تجدد التوبة والاستغفار وما يلحقها.
• ومن جهة أخرى ينظر الله إلى قلبك وأنت تحمل هم خاتمتك،
بماذا ألقى الله؟

فالنقطة الثالثة :
حتى نحافظ على أعمالنا نكثر من التوبة،
كلما تبت واستغفرت كان هذا سبباً لحفظ العمل.
يعني حتى سؤال الله حسن الختام هذا ليس سؤالا باللسان فقط،
يعني هذه حال يمر بها القلب لا تنفك عنه،
فطيلة الوقت وأنت قلبك يحمل هم اللقاء،
كيف سألقاه ؟
كيف يكون حالي وقتما ألقاه ؟
وهذا هم ليس محزنًا ولا مخيفًا دائمًا، بل تمتزج فيه المشاعر
بين الفرح والحزن والخوف، مثلما الخلق يواعدون عظماء،
فأحدهم يقال له عندك موعد مع الملك
ماذا يحصل في قلبه ؟
كله مع بعضه مشاعر مختلطة، فهذه المشاعر المختلطة
من فرح وحزن وخوف، هذا ما يجب أن يكون في قلبك
لأنك ستلقى العليّ العظيم سبحانه وتعالى الملك القدوس
السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، فلمّا تفكر في لقائه،
وطيلة الوقت وأنت تفكر كيف تلقاه لما ينظر الله ـ عز وجل
إلى قلب اعتنى بالتوبة المتكررة،

وأصبح همّه كيف سألقى الله؟

هذا هو طريق السلامة مع الله،
وليس طريق السلامة أن تكثر أعمالاً وتظن نفسك قد أصبت،
هذا يؤدي بك إلى العجب.

أستعد لرمضان بزيادة الإيمان
الدرس السابع عشر

مرة أخرى أقول النقاط الثلاثة :

نحن نناقش الاستعداد لرمضان بالإيمان،
وقلنا أن هناك أسباب لزيادة الإيمان، وله أسباب نقص ،
فعن اليمين أسباب زيادة الإيمان وعن الشمال أسباب نقص الإيمان،
فانتبه وأنت مقبل على هذا الشهر الكريم أن تكون أخذت حظك
من أسباب النقص، وإذا أكثرت من أسباب النقص سيأتي رمضان
وتجد نفسك هلكت، لابد أن تأخذ أسباب زيادة الإيمان
من أجل أن تقبل على هذا الشهر وأنت في أحسن حال

في الوسط بين أسباب زيادة الإيمان وبين أسباب نقص الإيمان
هناك عمل يجب أن تعمله حتى لا تتحول من الزيادة إلى
وهو المحافظة على الإيمان. يعني كلما كسبت إيماناً من أعمالك الصالحة
التي تقوم بها كلما تراها ثروة تحتاج إلى محافظة،
وقلنا هذا الكلام سنقوله في الهامش.

كيف أحافظ على إيماني ؟

ذكرنا إلى الآن ثلاثة طرق:
أول طريقة: أنه أول ما تنتهي من العمل الصالح كان دقيقاً أو عظيماً،
طرقت باب جارتك وسألت عن حالها وانتهى هذا النقاش
وأنت في قلبك أصلاً لم تفعل هذا الفعل إلا

( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ )

هذا نوع من أبواب زيادة الإيمان أن تكرم هذا الجار،
انتهينا وكلمت هذا الجار وأحسنت إليها في الكلام هذا العمل
يزيد الإيمان
ماذا تفعل بعد ما انتهى هذا النقاش البسيط ؟
أن تسأل الله أن يقبل لك هذه الخمس دقائق
التي فعلت فيها فعلاً يحبه الله

أنت الآن تخرج من بيتك إلى هنا وتخرجي من هنا،
وأنت قادمة مهم جداً أن تحرر لماذا تأتي؟
وأنت خارجة انتهى الموضوع الآن ماذا ستفعلين؟
تسألي الله أن يقبل منك حبس نفسك ثلاثة أو أربعة ساعات من أجله،
حبست نفسك عن محابك وجلست في مجلس تعلمين أنه مجلس يحبه الله،

لماذا يحبه الله ؟

لأن فيه ذكره، وأنت لم تخرج إلا لأجل أن تذكره،
وتحيط بك الملائكة ويذكره الله في من عنده،
فتسألي أن يقبل منك هذا العمل فأحفظ إيماني بأني كل ما قمت بعمل
اسأل الله القبول، ولا تسأل عن قلب غافل عن هذه المسألة،
لأن هذه الغفلة لا دليل على أني لا أحفظ إيماني

أنا أكلمك وأقول لك:

لا تجعل الإيمان عمل من المعتاد القيام به أعمال الإيمان فقط
عمل ونقوم به وانتهى ونرميه وراءنا لا يصح،
لابد أن أشعر أن التوفيق الذي حصل لي أن أقوم بعمل صالح شكره
أن أتذلل أن يقبلني الله عز وجل، اعتني بالعمل الصالح في ابتدائه
واعتني به في نهايته،

وكل مرة اسأل الله القبول بعدما أنتهي من العمل الصالح،
وكلما سألت الله القبول كلما فتح لك أبواب
وشرح صدرك للأعمال الصالحة
كلما قوي ذكرك له سبحانه تعالى

ممكن مع كثرة الأعمال الصالحة يحصل في النفس العُجب،
فنقول:

من أسباب المحافظة على الإيمان محاربة أمراض القلب عمومًا
وعلى الخصوص مرض العجب،
فلو تبرع العبد بمثل جبل أحد ذهبًا وهو يريد الناس كان هذا عليه عذاب،
طيب لو تبرع من أجل الله ثم وجد نفسه فخورًا بما فعل كما يعبرون،
ويرى نفسه أنه أنجز إنجازاً ما أنجزه غيره،
هذا يسبب أن هذا الجبل الذي مثل جبل أحد
يصبح ولا مثل الحصى في ميزانه!!

ذهب بل وهو آثم، فانظر كيف يُذهب الإنسان عمله الصالح
يُذهب إيمانه بمثل هذا المرض، إذاً تذلل لله واطلب منه القبول،
وإذا شرح صدرك للأعمال الصالحة فكن حذراً من العجب،
والذي يسهل عليك أن تكون حذر من العجب أنك تنسى الأعمال الصالحة
لا تعمل لك قائمة أنا ذكرت أنا سبحت اليوم مئة مرة وذهبت
وبنيت مسجد أنا فعلت لا تعمل قائمة لا تحصي على الله،
إذا أردت أن تحصي أحصي ذنوبك أما أعمالك الصالحة
كن على يقين أنها لا تضيع

ونسيان العمل الصالح هذا أحد أدلة الذُّل لله،
فلما تنسى ما مضى من الأعمال الصالحة أنك فعلت وفعلت ،
تنساها نسيان تفاخر يعني كلما نسيت كلما دل على ذُلِّك لله ـ عز وجل ـ
انسي الماضي،
لا تحسبي ما شاء الله لي خمس سنين أتصدق على فلانة
لا نريد الذي في الوراء انسيه، والذي في الأمام فكري نفسك
أني أخر الشهر لا أنسى أني افعل كذا هذا في المستقبل،
لكن على الماضي ما تحسبي كم سنة وأنت تتصدقي مثلاً،
النسيان المقصود على ما مضى

الأمر الثالث من طرق الوصول إلى
المحافظة على الإيمان :

التوبة
أكثِر من التوبة، كل ما تبت وصدقت توبتك
حتى سيئاتك تتحول إلى حسنات!!
فيزيد إيمانك

على كل حال تـُعد إلى عشرة أسباب للمحافظة على الإيمان،
لكن يكفينا هذه الثلاثة في هذه العجالة

الكتب التي تتكلم عن زيادة الإيمان ستتكلم عن المحافظة على الإيمان،
مثل كتاب الشيخ عبد الرزاق البدر الذي يتكلم فيه عن أسباب زيادة الإيمان
وفي ضمنه كلام عن المحافظة على الإيمان.
انتهينا من المحافظة على الإيمان

نعود إلى أصل موضوعنا،
ذكرنا أسباب زيادة الإيمان على وجه الإجمال
وتوقفنا عند أول سبب وقلنا أنه أهم سبب وهو العلم النافع،

وذكرنا أن العلم النافع له رأسان لا ثالث لهما :
• أن تنكب على كتاب الله
• وأن تعتني بسنة النبي صلى الله عليه وسلم

واتفقنا أنه في المقدمة سنعتني بكتاب الله،
خصوصاً أن قيام رمضان وأوقات رمضان
لابد أن تكون عامرة بقراءة كتاب الله،

ولا زلنا نقول :

تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،
الذي ستجمعه في الرخاء من فهوم ستتبين لك وبسرعة
وأنت في وقت الشدة

يعني بدل ما تكون في رمضان
تبحث ما معنى هذه الكلمة ؟

اجعل هذا العمل في الرخاء،
عندما تأتي الشدة ستجد هذا الأمر له أثر عليك.

واتفقنا على آخر كلام نظر وهو كلام قتادة رحمه الله،

قال قتادة رحمه الله :

ما جالس أحد كتاب الله
إلا قام عنه إما بزيادة أو نقصان

متى تأتي الزيادة من كتاب الله ؟

عندما تكون شديد الملاحظة،
عندما تفهم أن هذا القرآن يخاطبك لا يخاطب الناس،
عندما تسمع مثلاً عن بني إسرائيل وما تعتقد أنك تسمع تاريخاً،
أنت تسمع عن بني إسرائيل من أجل أن تحذر
أن تكون فيك صفة من صفاتهم السيئة،
أو تسمع عن بني إسرائيل في أول الأمر
وترى كيف أن الله فعل بهم وأعطاهم وإلى أخره

أنت تسمع عن الأقوام ليس من أجل أن تقرأ تاريخًا مجردًا!
أنت تعرف الله هنا، وهذا أهم ما في القرآن من أوله إلى أخره
القرآن من أجل أن تعرف الله الذي أنت له عبد،

ألا يجب على العبيد أن يعرفوا سيدهم ومالكهم؟!

يجب عليهم من أجل أن تستمتع بعبوديتك،
ترى أنت في العبودية عبد، لكنك لابد أن تعتز بعبوديتك له

عبودية الخلق للخلق
عبودية مصّ دماء يعني لو واحد عبد لواحد يمص دمه،
لكن عندما تكون عبد للملك العظيم إنما هي عبودية تستمتع فيها

يقال لك :

أي هم ضعه عند بابه، أي حاجة اسأله،
أي أمر تريده في نفسك أو في أبنائك
اسأل الملك الذي يملك كل شيء ويعطيك

يقال لك :
فقط قل ⇦ حسبي الله وكفى،
يعني هو كافيني وحسبي ومرادي عنده

فهذه عبودية شرفـ أن يقال لك:

لا تحمل هم أي شيء،
فقط أنت فقط أطعه وسترى آثار طاعته أنه يغنيك
ويشرح صدرك وييسر لك أمرك ويبعدك عن الضلال
ويوصلك إلى الهداية، بركات تنزل

{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }

لماذا هذه الآية بعد هذه الآية ؟

لماذا الخبر الذي أتانا أننا خلقنا ليعلم الله أينا أحسن عملاً
بعد أن أخبرنا بأنه له ثلاثة صفات:
• أنه تبارك ينزل البركات .
• وأن له ملك كل شيء
• وأنه على كل شيء قدير

يعني يقال لك :

أن هذا الملك العظيم الذي وصفه أنه على كل شيء قدير
والذي ينزل البركات اختبرك

هل تتعلق به وتطلب البركات منه
أم يتشتت قلبك ؟

واختبرك بأن هذا الأمر غيب
لكنك ترى آثار كمال صفاته

الإنسان بدون القرآن يرى آثار الكمال في كل شيء
لكن لا يعرف يترجمها،

بالقرآن سيترجم الإنسان ما يشعر
ويرى ويتيقن من آثار الكمال في كل شيء هناك كمال :

• في أفعاله فيّ كشخص
• في أفعاله في الكون
• في خلقه سبحانه تعالى

كل شيء فيه كمال، أنت لا تعرف تترجمه
إلا إذا عرفت الله من كلام الله

بمعنى مثلاً :
واحد متخصص في التشريح
وعندما يشرح جسم الإنسان يرى عجبًا من دقة الصنع،

لو لم يكن يعرف ربنا ينظر له ويقول :

أكيد الذي صنع هذا الصنع له صفات كاملة أنه كذا وكذا وكذا،
هذه الصفات التي رأى أثرها في المصنوع
لو فتح كتاب الله سيجدها بينة واضحة وصف الله بها نفسه

فماذا يجب أن نفعل ؟

عندنا نقطتين :

1. أتعلم العلم النافع أولاً
2. ثم أرى في الكون

لماذا ؟

لأن كلما أخذت وتعلمت من كتاب الله
كلما بدأت أفسر صحيح كل الأفعال وأعرف انسبها إلى الله،
وهذه عندنا مشكلة عظيمة في نسبة الأفعال

ما موقفي أولاً من أجل أن أقوم عن القرآن بزيادة ؟

لابد أن أنظر للقرآن على أنه كتاب خوطبت به،
وأن المطلوب أن أعرف الله من كتابه،
والله عز وجل عرفني بنفسه وهذا أول مبحث وأهمه كما اتفقنا،
أن أول مبحث وأهم موضوع نهتم به
ما ورد عن الله عز وجل من أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى

من المواضيع المهمة :

أن الله عز وجل بعد ما أخبرني عن صفاته :
• أراني آثارها في القوم الذين مضوا،
• أراني كيف يعامل المؤمن ويعامل من كفر،
• يعامل من استغاث به ويعامل من أعرض عنه،

إذاً ستجدين في قصص القرآن آثار صفات الله عز وجل
يعني القرآن هذا كتاب تعرف الله به تعرفه بأسمائه وصفاته وأفعاله،
• تظهر لك في ثنايا القصص كيف أنه يعامل خلقه،
• يظهر لك أيضاً في ثنايا الأمثال وترى علمًا عظيمًا،
• ويظهر لك في ثنايا الأوصاف التي وصف بها أهل الإيمان
أو وصف بها أهل الكفر أو وصف بها الناس على وجه العموم

النقطة التي سنهتم بها ما هي ؟

• أسماء الله ـ عز وجل ـ وصفاته
• ثم ثانياً بالقصص في القرآن

أنا الآن أريد أن أصل إلى أن يكون القرآن سبباً لزيادة الإيمان،
فماذا أفعل؟

أول شيء، هناك عبادة اسمها عبادة التدبر،
ويجب أن تفهمها جيدا حتى لا تصبح هي بنفسها مشكلة علي،

لأن نحن الآن نقول:

يجب علينا أن نتدبر القرآن

‏ سلسله دروس
الأستاذة أناهيد السميري

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد ﷺ
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً