المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استعد لرمضان بزيادة الإيمان - الدرس رقم 20 و 21 /


حور العين
06-01-2016, 01:54 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
أستعد لرمضان بزيادة الإيمان
الدرس العشرون

التوحيد أنواع سأبدأ بتوحيد الربوبية :

الأمثلة التي نضربها الآن تحرير لتوحيد الربوبية،
أحرره من الأوراق والأقلام أخرجه يعني توحيد الربوبية
أصبح مسجونًا في تعريفه: إفراد الله بأفعاله ،

ما معناه؟

خالق ومالك، أنا أريد منك وأنت تمارس إفراد الله بأفعاله
تأتي لأفعال الله وتقول ما فعله إلا الله،
كن واضحًا مع نفسك ما ألقى في قلوب الأزواج المودة والرحمة
إلا الله ما عُمِّرت البيوت إلا بأمر الله ،
ما اختلفت ألسنة الناس إلا أن الله كان من فعله أنه جعلها مختلفة
ما تغيرت الألوان إلا أن الله أعطى لكل واحد من الناس لون،
وكل هذا سيصلح حال الناس

الاستهزاء بالناس، الاستهزاء بألوانهم،
ما سببه ؟

سببه كلمة واحدة أنهم غير عارفين انه خلق الله فعل الله،
وأنك لا تعرف أنه آية من آيات الله يجعلك تتعدى على فعله،
وهذا تعدي على الفاعل، وتصور ماذا يحدث في البيوت
والناس في صمت لا يتكلمون، والناس لا تدافع
عن حرمة التعدي على فعل الله،
والسبب الإيمان الإجمالي أن الله الخالق الرازق المالك
وتفصيلًا غايب عنا

لدرجة أنني عندما أشرح لابنتي في درس العلوم أو الجغرافيا
ظاهرة مثل ظاهرة سير السفن في البحر،
هذه الظاهرة نتكلم فيها عن قوة دفع الماء
وعن قوة ثقل السفينة وغير ذلك،
وبعد ذلك نضع لها كم حرف ونقول لها هذه المعادلة
احفظيها وستنجح في الاختبار

جريان السفن من أفعال الله وآية من آيات الله، ولم يجريها إلا الله،
ولم يجعل هذه السنة الكونية موجودة في الكون إلا إياه،
موطن عظيم من مواطن الإيمان بالله،
ما نريد أن نخرج نتكلم في الإبحار في الكلام عن الإعجاز العلمي
عن التفاصيل العلمية، كل الذي نريده آية تقرأها في كتاب الله
واضحة لا تحتاج إلى تفسير
بل أنت فاهمة معنى أزواج ومودة والرحمة،
وفاهمة معنى اختلاف الألسنة واختلاف الألوان،
وفاهمة معنى البرق، وفاهمة معنى الماء وإنباته،
فحرر هذا قبل أن تحدثني عن الذي لا تفهمه
كلمني عن الذي تفهمه وحرره وكل مرة تجد هذه الآية
كرر على نفسك والله ما أنزل المطر إلا الله ما أنبت
هذه الأرض الخضراء إلا الله

يعني الآن الذي يطلع جدة مكة
يرى عجباً العشب الأخضر أصبح بطول الناس،
عجيب منظر عجيب ماذا تقول ؟

ما أنبته إلا الله!

وانظر عندما تردد على نفسك ما أنبته إلا الله أي إيمان
هذا الذي سيزيد في القلب؟! كلما وحدت وجمعت كل الظواهر
أن واحدًا فعلها كلما تعلق قلبك بهذا الواحد، صار هو ملجأك،
أصبح وحده مرادك

مثلًا

بنتي متزوجة وأريد مودة ورحمة بينها وبين زوجها
أفعل لها خارطة تفعل وتفعل،ونقول هذا اخذ بالأسباب أول
واهم سبب على الإطلاق أن تطلب من ينزل المودة والرحمة
مَن من آياته المودة والرحمة تسأله أن ينزل المودة والرحمة،

أين هذا ؟

غالبنا نعتقد أن الحياة الزوجية تنجح بقوانا،
وهذا ما شرحناه أمس في مثال بسيط :

كيف يقع منا أن نستغني عن الله بما أعطانا الله؟

يحصل هذا أن العباد يستغنوا عن الله بما أعطاهم الله

كيف ذلك ؟

يعني كم مرة أعطانا الله عز وجل القوة والقدرة
ونحن نتخيل أن قوتنا وقدرتنا تمكنا من القيام بالفعل

الآن أذن المؤذن مثلاً حيى على الصلاة
وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله،
يعني : لا أستطيع أن أقوم إلى عبادتك
يا ربنا إلا إذا أعطيتني الحول والقوة،

كم مرة شعرنا بهذه المشاعر كما ينبغي ؟

نحن لما يكون عندنا شيئًا من الصحة
ماذا يقع في قلبونا ؟

أنني استطيع أن أقوم الليل استطيع أن أصلي
أستطيع أن أصوم عندي وقت استطيع أن أقرأ القرآن،
كل مرة تتكلين فيها على نفسك يقع لك الخذلان،
الحول والقوة من الله لا تستطيع أن تستغني عن الله ولا طرفة عين


لكن الخلق ماذا يفعلون ؟

يعطيهم الله القوة فيظنون أنهم يملكونها،
يعطيهم المال يستغنون عن طلب الله البركة
ويظنون أن المال معهم يغنيهم عن الله

على كل حال أنا لا أريد أن أشتتكم أريد أن نسير على خط واحد،
الآن نحن نتكلم عن مواضيع القرآن
وهذا أول مسلك لك يجب أن تسلكه لا تأتي إلى ما تراه غير مفهوم
تعال إلى المفهوم، وابدأ حتى لو كنت تتعامل بالسور
أو المواضيع فالنتيجة واحدة هناك مواضيع مهمة يجب عليك أن تفهمها،
أهمها وعلى رأسها معرفة الله لآن هذا الكتاب يعلمني عن الله
هذا الكتاب أتى من أجل أن تعرف الله،
كل فعل لله يجب عليك أن تعتني به،

كيف تعتني به ؟

وحِّد الله به

ننتقل إلى الآية التي بعدها

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ
ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ *
وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ }

أنت ترين السماء والأرض
أليس السماء آية من آيات الله ؟

لكن ليس خلقها فقط أيضًا هناك آية عجيبة،
نحن الآن في قانون الخلق أن لا شيء مرتفع إلا بأعمدة
والسماء قائمة بغير عمد آية ما أقامها إلا الله ما أمسكها إلا الله،
وهي آية تكرر في كتاب الله

ماذا تفعلين ؟

توحِّد الله تعالى بها،
تعلم أن الله هو الذي أمسكها أن تقع رفعها بغير عمد،
وهذا أيضاً كما تعلمون في أول سورة الرعد أشير إليه

إلى أن أصل إلى آية 46 في الروم

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ
وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ
وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

لازال نفس الأمثلة

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ }

أنتم سمعتم أمس وأول أمس عن في الرياح في المملكة،
هذه الرياح آية من آياته كلما سمعت عنها تقولين ما أرسلها إلا الله،
تأتيك أخبار كلما تأتى الأخبار هذه يجب أن تحرك وجدانك،
وتذكري آية على الأقل في كل آية من آياته

تذكري موطن من مواطن الخبر عن الله،
وهذا الكلام خصوصًا للحفاظ الناس الذين يحفظون القرآن
لا يصلح أسالك أي موطن ذكر الله فيه إرسال الرياح ؟
لا تعرفين أن تأتي به، المفروض تجمعيه مع بعضه،
لو كنت حافظة تقولين ذكر الله إرسال الرياح في سورة كذا وكذا
وقال في ذلك كذا وكذا، هذا هو المفروض ناتج الحفظ،
فعل من أفعال الله يكون واضح تماماً أين أخبرني الله عنه

لسنا كلنا حفاظ لا بأس،
أحفظ موطن واحد من مواطن هذا الحال الذي أنت تعيشه،
الآن الرياح أليست كل الليل والنهار حولنا؟
كلما رأيت الريح قل ما أرسلها إلا الله
والدليل أن الله قال في سورة الروم كذا وكذا


أستعد لرمضان بزيادة الإيمان
الدرس الحادي والعشرون

نأخذ مثالاً أيضًا لنصل إلى الفلك في آية (46)

ماذا قال الله عز وجل عن الفلك ؟

اللام هذه لام التعليل، تعليل لإرسال هذه الرياح،
يعني هذه الرياح من آثارها أنها مبشرات للمطر
وأنها سبب لإجراء الفلك التي لا تجري إلا بأمره
هل أنت فاهم هذه المسالة

فاهم أن هذه لا تجري إلا بأمره ؟

يعني لو اجتمع أهل الأرض على إجراء سفينة ما أجروها !!
ولو اجتمع أهل الأرض على إنقاذ سفينة من الغرق ما أنقذوها !!
مهما بلغ حالهم من التقنية والاعتناء والاهتمام. !!

المقصد أنه تجري الفلك في البحر بأمره سبحانه وتعالى
وعلى ذلك وجب عليك أن توحده في الإجراء ما أرسل هذه الرياح إلا الله
ولا أجرى السفن في البحر إلا الله

هكذا تبين الكلام حول توحيد الربوبية هو ليس المقصد توحيد الربوبية،
بقدر ما هو المقصد الكلام حول أفعال الله سبحانه وتعالى
وبيانها في قلوبنا توحيد الله بأفعاله سبحانه وتعالى

انتهينا من الأسماء والصفات،
بقي لنا الأفعال وهي مثل ما تمرنا كل ما تمري على أفعال
لا تنتقلي لا تجري القرآن وأنت تعامله لا تجري قفي عند الآية
وعيديها كم مرة وقول كم فعل فيها من أفعال الله

ما المطلوب مني ؟

أن أعتقد أنه لا يرسل الرياح إلا الله
أن اعتقد أنه الفلك لا تجري في البحر إلا بأمره
أن اعتقد أن المودة والرحمة التي بين الأزواج لا ينزلها إلا الله
أن أعتقد... أن أعتقد ...وهكذا

فكم من المواطن ستجد ؟

شيئاً عظيماً،
وهذا هو الذي يسبب زيادة الإيمان بقراءة القرآن،

طيلة الوقت يقال لك :
اقرأ القرآن يزيد الإيمان و نجد نفسنا نقرأ ولا نشعر بالزيادة ،
والسبب انقطاع علاقتنا بأسماء الله عز وجل وصفاته وأفعاله.

في سورة طه وجدت أنه تكرر اسم الرحمن،
في عمل أخر منفصل اذهب وافهم ما معنى اسم الرحمن وافهميه بالتفصيل،
في سورة الحج هناك أسماء كثيرة متعددة،

هل لها علاقة ببعضها أم لا ؟

اجمعها واكتبها وأفهم كل اسم لوحده
ثم اذهب لتفهم هل لها علاقة ببعضها أم لا؟

ثم تصور هل لها علاقة إجمالاً ببعضها
أو ليس لها علاقة ؟

نحن نتكلم عن الأسماء والصفات والأفعال

هذه خطة قصيرة المدى إلى أن نلتقي المرة القادمة ،
لكن سنحدد سوراً بعينها ستكون ملاحظتنا فيها لنتدرب في ذلك،
سأبدأ من المفصل ، يعني سنأخذ سورة الزمر و غافر وفصلت
والشورى سنتدبر في أسماء وصفات وأفعال هذا تمرين
على أنكم تأتون اللقاء القادم ونكون مررنا على هذه المرحلة

بذلك نكون انتهينا من المرحلة الأولى
ننتقل الآن إلى موضوع ثاني :

موضوع القصص القرآني

اتفقنا أمس أن تقرؤوا سورة القصص

هل لاحظتم شيئًا ؟

قصة موسى عليه السلام ـ في ملاحظة مهمة

وأنت تقرئين هل لاحظت شيئًا ؟

أكيد أشياء كثيرة !

قرأتم في السورة كلمة بني إسرائيل؟
في القصص هل توجد كلمة بني إسرائيل؟

انظري جيدًا: يعني عندما يحكي الله ـ عز وجل ـ عن موسى وقومه
وصف قوم موسى بأوصاف

ما هي أوصافهم ؟

أنت عرفت أن الله يتكلم عن من؟ كيف؟

وجدت أن الله ـ عز وجل ـ يصفهم أولاً أنهم طائفة،
وأنهم الذين استضعفوا
أنا أريد اسمهم قبل أن يحصل منهم أي شيء
تحتاجين أن تبحثي جيداً من أجل أن تجيبي،
الآن السورة كلها تتكلم عن قوم مستضعفين منَّ الله عليهم ،
طول السورة نسمع هكذا ونسمع عن شيعته.

انظري أول السورة يتبين لك الأمر جيدًا،
انظري الآية الثالثة ستفهمين المعني

{ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ لِقَوْمٍ } ↩↩ ↩ لام التعليل
هنا يعني هذا النبأ الذي ستقرؤه هنا من نبا موسى وفرعون
إنما هو لقوم يؤمنون
أي الخطاب وجه لقوم مؤمنين لأجل أن ينتفعوا

الآن اذهبوا إلى سورة طه في أول السورة يقول الله لنبيه،
أريد أن نصل إلى القصة الحديث عن موسى، إلى قوله

{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى }

الخطاب للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في طه،
في القصص يقول الله أن هذا الخطاب يخاطب به المؤمنين

انظري القصة نفسها تأتي في سورة طه
كلام للنبي ـ صلى الله عليه وسلم
لأجل ذلك أول حدث أخبر به النبي في قصة طه عن قصة موسى،

أي حدث ؟

وقت الوحي ،

{ إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا... }

في طه يقول الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم

{ وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى }

الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم
ثم القصة تترتب ليس ترتيبًا تاريخيًا
إنما ترتيب على الحدث الذي يهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
من نقطة وحي الله ـ عز وجل ـ إلى موسى ثم يأتي الكلام عن أصل نشأته،
لكن نقطة البداية في القصة عن الوحي، ثم يتكلم الله عن نشأته،

أما في سورة القصص ليس كذلك أتى من أول القصة
ثم لاحظي الكلام عن الاستضعاف انظر في الآية الخامسة

{ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ }

هم بنو إسرائيل في القصة لكن هذه قاعدة عامة
يعني الآن الخطاب للمؤمنين في مكة يقال اسمعوا
يا أيها المؤمنون قصة فرعون وموسى
وانظروا كيف كان قوم موسى مستضعفين كما أنتم مستضعفون
وانظروا كيف الله ـ عز وجل ـ أراد أن يمنَّ على القوم المستضعفين
كما أراد أن يمنَّ عليكم يا مستضعفين،
ثم تأتي القصة بتفاصيلها.

لاحظ القصة تتكلم عن منن الله عز وجل على موسى
وكيف أن الله منَّ عليه ومنّ على أمّه،
كلها بالتفصيل تتكلم عن كيف الله ـ عز وجل ـ إذا أراد أن يمنَّ على قوم
مستضعفين يهيئ لهم من يقودهم للخروج من الاستضعاف،
إذًا هذه القصة هي نفس القصة قصة موسى،
لكن عرضها هنا في القصص غير عرضها في طه،
هنا الكلام عن يا أيها المستضعفين أياً كان ضعفكم
انظر كيف عندما يريد الله أن يمنَّ على المستضعفين ويخرجهم،

ماذا يفعل لهم ؟
يهيئ لهم من يقودهم ويهيئ لهم أسبابًا عجيبة.

بدأت سورة القصص في وصف حال موسى وأمه
في حالة الضعف الشديد الذي كانوا فيه وكيف كان ممكن أن يُقتل،
ومع ذلك كيف نجاه الله ـ عز وجل ـ أعجب نجاة!!
كان الله قادرًا على أن يأتي موسى في السنة التي لا قتل فيها
لكن لتعرف كيف أن الله يمنَّ على الذين استضعفوا
ويخرجهم من مضائق المسائل، وكيف الله ـ عز وجل
يدبر للنبي الذي سيكون سببًا لهلاك لقوم فرعون
يدبر له أن يكون يتربى في بيت فرعون
كل هذا تسمعه في سورة القصص.

‏ سلسله دروس
الأستاذة أناهيد السميري

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد ﷺ
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً