المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طاعة الله


حور العين
06-05-2016, 04:01 PM
من:الأخت / الملكة نــور
طاعة الله

أعد لله عز جل ما يسهل به عليك أهوال تلك المشاهد وكربها ؛
فإنك لو رأيت أهل سخط الله تعالى، وما صاروا إليه من ألوان العذاب،
وشدة نقمته عليهم ، وسمعت زفيرهم في النار وشهيقهم،
مع كلوح وجوههم، وطول غمهم، وتقلبهم في دركاتها على وجوههم،
لا يسمعون ولا يبصرون، ويدعون بالويل والثبور .

وأعظم من ذلك حسرة إعراض الله تعالى عنهم،
وانقطاع رجائهم، وإجابته إياهم بعد طول الغم بقوله :

{ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ }
[ المؤمنون : 108 ]

لم يتعاظمك شيء من الدنيا إن أردت النجاة من ذلك،
ولا أأمنك من هوله،
ولو قدمت في طلب النجاة منه جميع ما ملك أهل الدنيا
كان في معاينتك ذلك صغيرًا .

احجج حجة الإسلام من أطيب مالك وأزكاه عندك ؛
فإن الله تعالى لا يقبل إلا طيبًا،
وبلغني أن قوله تعالى :

{ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ }
[ البقرة : 203 ]

غفر له .

مر بطاعة الله وأحبب عليها ،
وانه عن معاصي الله تعالى، وأبغض عليها

فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر،
قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم )

فإنما هلك من كان قبلكم بتركهم نهيهم عن المعاصي،
ولم ينههم الربانيون والأحبار

( مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر )

من قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم ؛
فإن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر لا يقدم أجلاً ،
ولا يقطع رزقا .

أحسن إلى من خولك الله تعالى ،
واشكر تفضيله إياك عليهم

فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يصلي فانصرف، وقال :

( أطت السماء، وحق لها أن تئط ،
ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه جبهة ملك ساجد ،
فمن كان له خول فليحسن إليه ، ومن كره فليستبدل ،
ولا تعذبوا خلق الله ) .

الزم الأدب من وليت أمره وأدبه ،
ومن يجب عليك النظر في أمره

فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال للفضل بن العباس :

( ولا ترفعْ عصاكَ عن أهلِكَ ، و أخِفْهُم في اللهِ عزَّ وجلَّ ) .

فوائد من كتاب المواعظ الغالية
من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد - الجزء الأول