المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اذا لم يف الاستغفار بتمحيص العبد من الذنوب


حور العين
06-07-2016, 02:15 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
اذا لم يف الاستغفار بتمحيص العبد من الذنوب

سؤال :

اذا لم يف الاستغفار بتمحيص العبد من الذنوب
لكون الاستغفار غير نافع

س : هل هناك استغفار غير نافع ؟
واذا كان كذلك فما شروط قبول الاستغفار ؟
هل هو الكثرة ام حضور القلب ام الندم ؟
وهل لا يقبل من لاستغفار الا ما حضر معه القلب والندم ؟


الجواب

فإن الاستغفار المطلق لتكفير جميع ذنوب العاصي
يكفي إذا توفرت معه شروط التوبة النصوح الواجبة
من جميع الذنوب وهي :

الندم على فعل الذنب ، والإقلاع عنه إن كان متلبسا به
خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له،
والعزم الصادق على عدم العودة إليه، مع رد المظالم إلى أهلها
أو استحلالهم منها، أي: طلب المسامحة منهم ،

لقوله صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ )
رواه مسلم

وحقوق الناس لا بد من أدائها أو التحلل منها،
ولا تكفي فيها التوبة والاستغفار، لما جاء في الحديث :

( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه، أو من شيء،
فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم،
إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته،
وإن لم يكن له حسنات، أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه )
أخرجه البخاري

وإذا لم توفر شروط التوبة من رد المظالم،
فإن الاستغفار المطلق أو قول:
اللهم اغفر لفلان واغفر لفلان لا يكفي ؛

فقد جاء في الحديث :

( الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ ، فَظُلْمٌ لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ ، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ ،
وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ ،

قَالَ اللَّهُ :

{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }
[ لقمان : 13 ]

وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَظُلْمُ الْعِبَادِ لأَنْفُسِهِمْ ،
فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ اللَّهُ
فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَدِينَ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ) .
رواه أحمد وغيره
وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

وإذا كان حق الآدمي من جهة العرض، وخشيت إن أخبرته
أن يحدث ذلك ضررا أكبر، فإنك تكتفي بكثرة الاستغفار والدعاء له
وذكر محاسنه، وخاصة في الأماكن التي اغتبته فيها،
أو نلت من عرضه فيها.

وأما الدعاء للجميع ولمن آذاك وآذيته
فإنه لا يغني عن التوبة، ولا عن أداء حقوق الناس إليهم
كما أشرنا ولكن لك فيه الخير والأجر؛

كما جاء في الحديث :

( مَنِ استغفَر للمؤمنين والمؤمناتِ
كتَب اللهُ له بكلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنةً )
رواه الطبراني
وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده جيد.

والله أعلم .