حور العين
06-16-2016, 06:22 AM
من: الإبنة / هيفاء إلياس
القرآن تدبر وعمل
الدرس الثامن عشر - صفحة رقم 18
سورة البقرة
الوقفات التدبرية
حفظ سورة البقرة - صفحة 18 - نص وصوت
🌿الوقفات التدبرية🌿
( 1 )
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ }
فهم- كما قال الإمام أحمد - :
[ مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب،
مجمعون على مفارقة الكتاب ]
قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه؛
فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء
ابن تيمية: 1/311
السؤال :
جمع اليهود والنصارى وصفي الاختلاف؛ فما هما ؟
( 2 )
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَفِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه؛
فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية؛
كما قال تعالى :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ }
[ التوبة : 18 ]
السعدي: 63.
السؤال :
كلٌ من عمارة المساجد،
أوتخريبها له شأن عظيم عند الله سبحانه, وضِّح ذلك.
( 3 )
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
من أعلام قيام الساعة :
تضييع المساجد؛
لذلك كل أمة وكل طائفة وكل شخص معين تطرق بجُرم في مسجد
يكون فعله سبباً لخلائه فإن الله عز وجل يعاقبه بروعة
ومخافة تناله في الدنيا
البقاعي: 1/225
السؤال :
من علامات قيام الساعة تضييع المساجد،
فكيف يكون تضييعها؟
( 4 )
{ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ }
{ وَسَعَىٰ }؛ أي: اجتهد وبذل وسعه
{ فِى خَرَابِهَآ } : الحسي والمعنوي؛
· فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها،
· والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها.
وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة
السعدي: 63
السؤال :
ما أنواع تخريب المساجد ؟
وأيهما أكثر انتشاراً في الأمة اليوم ؟
( 5 )
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ ۗ }
يطلبون آيات التعنت، لا آيات الاسترشاد،
ولم يكن قصدهم تبيُّن الحق؛
فإن الرسل قد جاؤوا من الآيات بما يؤمن بمثله البشر
السعدي: 64
السؤال :
قد طلب الكفار آياتٍ ولم يستجب الله لهم؛ فلماذا ؟
( 6 )
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ ۗ
كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ }
{ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ }: الضمير للذين لا يعلمون وللذين من قبلهم،
وتشابه قلوبهم في الكفر، أو في طلب ما لا يصح أن يطلب
ابن جزي:1/ 81
السؤال :
في أي شيء تتشابه قلوب { ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
مع قلوب { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } ؟
( 7 )
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ
وَلَا تُسْـَٔلُ عَنْ أَصْحَٰبِ ٱلْجَحِيمِ }
المراد: إنا أرسلناك لأن تبشر من أطاع وتنذر من عصى،
لا لتجبر على الإيمان، فما عليك إن أصروا أو كابروا
الألوسي:1/370.
السؤال :
ماذا يستفيد الداعية من هذه الآية ؟
التوجيهات
1- تضليل الآخرين وتبديعهم لا بد له من أدلة صحيحة،
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ }
2- احذر أن تكون سبباً في منع إقامة طاعةٍ من الطاعات في بيوت الله،
فهذا من أشد الظلم،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ }
3- جاء رسولنا الكريم ﷺ بالبشارة والنذارة؛
فمن اهتم بالبشارات وحدها فقد أخطأ،
ومن اهتم بالنذارات وحدها فقد أخطأ، ومن جمع بينهما فقد أصاب،
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }
العمل بالآيات
1- تعاون مع إخوانك في ترتيب المسجد،
وتهيئة أسباب الترغيب فيه؛ فذلك من تعظيم شعائر الله،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
2- اجلس في المسجد ذاكراً الله تعالى من الصلاة إلى الصلاة،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ }
3- أحيِ السنة،
وصلّ النافلة حيث توجهت السيارة أو الطائرة
أو السفينة التي تركبها،
{ وَلِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ ۚ
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ }
معاني الكلمات
قَانِتُونَ : خَاضِعُونَ، مُنْقَادُونَ
بَدِيعُ : الْخَالِقُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابقٍ
تمت ص 18 ▪
الدرس التاسع عشر - صفحة رقم 19
ســـورة البقرة
الوقفات التدبرية
حفظ سورة البقرة - صفحة 19 - نص وصوت
الوقفات التدبرية
( 1 )
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم،
وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق
ابن كثير: 1/155
السؤال :
إذا كان اليهود والنصارى لن يرضوا عنك،
فما الواجب عليك تجاههم ؟
( 2 )
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا،
بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك،
وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم
القرطبي: 2/345
السؤال :
ما هدف اليهود والنصارى في طلباتهم من المسلمين ؟
( 3 )
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
وتلاوة الكتاب هي اتباعه؛ كما قال ابن مسعود في قوله تعالى :
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦ }
قال :
يحللون حلاله،ويحرمون حرامه،
ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه
ابن تيمية: 1/339
السؤال :
كيف تكون تلاوة الكتاب حق تلاوته ؟
( 4 )
{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ
قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
استدل جماعة من العلماء بهذه الآية
على أن الإمام يكون من أهل العدل والإحسان والفضل مع القوة
على القيام بذلك
فأما أهل الفسوق والجور والظلم فليسوا له بأهل؛
لقوله تعالى :
{ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
القرطبي: 2/370.
السؤال :
ما شرط تولي المناصب القيادية للمسلمين ؟
( 5 )
{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا }
{ مَثَابَةً }؛ أي: مرجعاً يرجعون إليه بكلياتهم؛
كلما تفرقوا عنه اشتاقوا إليه، هم أو غيرهم،
آية على رجوعهم من الدنيا إلى ربهم
البقاعي: 1/239
السؤال :
ما دلالة قوله تعالى : { مَثَابَةً لِّلنَّاسِ }؟
( 6 )
{ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }
{ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } : لأنهما أقرب أحواله إليه تعالى،
وهما الركنان الأعظمان، وكثيرا ما يكنى عن الصلاة بهما
الألوسي: 1/381
السؤال :
للركوع والسجود أهمية على بقية أعمال الصلاة,
كيف عرفت ذلك ؟
( 7 )
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا
وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
تعميم دعاء الرزق، وأن لا يحجر في طلب اللطف؛
وكأن إبراهيم- عليه السلام- قاس الرزق على الإمامة؛
فنبهه سبحانه على أن الرزق رحمة دنيوية
لا تخص المؤمن بخلاف الإمامة
الألوسي: 1/382.
السؤال :
هل رزق الله في الدنيا خاص بالمؤمنين ؟
التوجيهات
1- لا يمكن للمسلم أن يحصل على الرضا التام من غير المسلمين
إلا بأن يدخل في دينهم؛
فليبحث عن رضا الله سبحانه فقط،
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
2- ليس هناك هدىً إلا في كلام الله سبحانه وكلام رسوله ﷺ،
فاجتهد في تأملهما
{ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ }
3- كان إبراهيمُ إماماً للمصلحين والمهتدين
بسبب قيامه بشريعة الله أتم قيام،
فمن أراد أن يكون إماماً فليعمل بعلمه،
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا }
العمل بالآيات
1- اكتب رسالة، أو مقالاً
تبين فيه شدة عداء عموم اليهود والنصارى،
وأن غاية رغبتهم تركنا للدين،
مستدلاً بالآية وشواهد الواقع المعاصر،
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
2- ضع لك طريقة، وحافظ عليها عند تلاوة القرآن الكريم، أو حفظه؛
وهي أن تستخرج عملاً من الآيات، وتطبقه،
{ ٱلَّذِينَ
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ
أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
3- قل :
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
[ الفرقان : 74 ]
{ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
معاني الكلمات
مَثَابَةً : مَرْجِعًا يَأْتُونَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ.
أَضْطَرُّهُ : أُلْجِئُهُ
الْمَصِيرُ : المَرْجِعُ، وَالْمَقَامُ
▪ تمت ص 19
انتظروني غدا باذن الله
هيفاء الياس
القرآن تدبر وعمل
الدرس الثامن عشر - صفحة رقم 18
سورة البقرة
الوقفات التدبرية
حفظ سورة البقرة - صفحة 18 - نص وصوت
🌿الوقفات التدبرية🌿
( 1 )
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ }
فهم- كما قال الإمام أحمد - :
[ مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب،
مجمعون على مفارقة الكتاب ]
قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه؛
فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء
ابن تيمية: 1/311
السؤال :
جمع اليهود والنصارى وصفي الاختلاف؛ فما هما ؟
( 2 )
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَفِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
وإذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه؛
فلا أعظم إيمانا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية؛
كما قال تعالى :
{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ }
[ التوبة : 18 ]
السعدي: 63.
السؤال :
كلٌ من عمارة المساجد،
أوتخريبها له شأن عظيم عند الله سبحانه, وضِّح ذلك.
( 3 )
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
من أعلام قيام الساعة :
تضييع المساجد؛
لذلك كل أمة وكل طائفة وكل شخص معين تطرق بجُرم في مسجد
يكون فعله سبباً لخلائه فإن الله عز وجل يعاقبه بروعة
ومخافة تناله في الدنيا
البقاعي: 1/225
السؤال :
من علامات قيام الساعة تضييع المساجد،
فكيف يكون تضييعها؟
( 4 )
{ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ }
{ وَسَعَىٰ }؛ أي: اجتهد وبذل وسعه
{ فِى خَرَابِهَآ } : الحسي والمعنوي؛
· فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها،
· والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها.
وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة
السعدي: 63
السؤال :
ما أنواع تخريب المساجد ؟
وأيهما أكثر انتشاراً في الأمة اليوم ؟
( 5 )
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ ۗ }
يطلبون آيات التعنت، لا آيات الاسترشاد،
ولم يكن قصدهم تبيُّن الحق؛
فإن الرسل قد جاؤوا من الآيات بما يؤمن بمثله البشر
السعدي: 64
السؤال :
قد طلب الكفار آياتٍ ولم يستجب الله لهم؛ فلماذا ؟
( 6 )
{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ ۗ
كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ۘ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ }
{ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ }: الضمير للذين لا يعلمون وللذين من قبلهم،
وتشابه قلوبهم في الكفر، أو في طلب ما لا يصح أن يطلب
ابن جزي:1/ 81
السؤال :
في أي شيء تتشابه قلوب { ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
مع قلوب { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } ؟
( 7 )
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۖ
وَلَا تُسْـَٔلُ عَنْ أَصْحَٰبِ ٱلْجَحِيمِ }
المراد: إنا أرسلناك لأن تبشر من أطاع وتنذر من عصى،
لا لتجبر على الإيمان، فما عليك إن أصروا أو كابروا
الألوسي:1/370.
السؤال :
ماذا يستفيد الداعية من هذه الآية ؟
التوجيهات
1- تضليل الآخرين وتبديعهم لا بد له من أدلة صحيحة،
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ لَيْسَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَىٰ لَيْسَتِ ٱلْيَهُودُ عَلَىٰ شَىْءٍ
وَهُمْ يَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ }
2- احذر أن تكون سبباً في منع إقامة طاعةٍ من الطاعات في بيوت الله،
فهذا من أشد الظلم،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ }
3- جاء رسولنا الكريم ﷺ بالبشارة والنذارة؛
فمن اهتم بالبشارات وحدها فقد أخطأ،
ومن اهتم بالنذارات وحدها فقد أخطأ، ومن جمع بينهما فقد أصاب،
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }
العمل بالآيات
1- تعاون مع إخوانك في ترتيب المسجد،
وتهيئة أسباب الترغيب فيه؛ فذلك من تعظيم شعائر الله،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ
وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ ۚ }
2- اجلس في المسجد ذاكراً الله تعالى من الصلاة إلى الصلاة،
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ }
3- أحيِ السنة،
وصلّ النافلة حيث توجهت السيارة أو الطائرة
أو السفينة التي تركبها،
{ وَلِلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ ۚ
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا۟ فَثَمَّ وَجْهُ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ }
معاني الكلمات
قَانِتُونَ : خَاضِعُونَ، مُنْقَادُونَ
بَدِيعُ : الْخَالِقُ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَابقٍ
تمت ص 18 ▪
الدرس التاسع عشر - صفحة رقم 19
ســـورة البقرة
الوقفات التدبرية
حفظ سورة البقرة - صفحة 19 - نص وصوت
الوقفات التدبرية
( 1 )
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم،
وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق
ابن كثير: 1/155
السؤال :
إذا كان اليهود والنصارى لن يرضوا عنك،
فما الواجب عليك تجاههم ؟
( 2 )
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
ليس غرضهم يا محمد بما يقترحون من الآيات أن يؤمنوا،
بل لو أتيتهم بكل ما يسألون لم يرضوا عنك،
وإنما يرضيهم ترك ما أنت عليه من الإسلام واتباعهم
القرطبي: 2/345
السؤال :
ما هدف اليهود والنصارى في طلباتهم من المسلمين ؟
( 3 )
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
وتلاوة الكتاب هي اتباعه؛ كما قال ابن مسعود في قوله تعالى :
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦ }
قال :
يحللون حلاله،ويحرمون حرامه،
ويؤمنون بمتشابهه ويعملون بمحكمه
ابن تيمية: 1/339
السؤال :
كيف تكون تلاوة الكتاب حق تلاوته ؟
( 4 )
{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ
قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
استدل جماعة من العلماء بهذه الآية
على أن الإمام يكون من أهل العدل والإحسان والفضل مع القوة
على القيام بذلك
فأما أهل الفسوق والجور والظلم فليسوا له بأهل؛
لقوله تعالى :
{ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
القرطبي: 2/370.
السؤال :
ما شرط تولي المناصب القيادية للمسلمين ؟
( 5 )
{ وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا }
{ مَثَابَةً }؛ أي: مرجعاً يرجعون إليه بكلياتهم؛
كلما تفرقوا عنه اشتاقوا إليه، هم أو غيرهم،
آية على رجوعهم من الدنيا إلى ربهم
البقاعي: 1/239
السؤال :
ما دلالة قوله تعالى : { مَثَابَةً لِّلنَّاسِ }؟
( 6 )
{ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }
{ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } : لأنهما أقرب أحواله إليه تعالى،
وهما الركنان الأعظمان، وكثيرا ما يكنى عن الصلاة بهما
الألوسي: 1/381
السؤال :
للركوع والسجود أهمية على بقية أعمال الصلاة,
كيف عرفت ذلك ؟
( 7 )
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا
وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }
تعميم دعاء الرزق، وأن لا يحجر في طلب اللطف؛
وكأن إبراهيم- عليه السلام- قاس الرزق على الإمامة؛
فنبهه سبحانه على أن الرزق رحمة دنيوية
لا تخص المؤمن بخلاف الإمامة
الألوسي: 1/382.
السؤال :
هل رزق الله في الدنيا خاص بالمؤمنين ؟
التوجيهات
1- لا يمكن للمسلم أن يحصل على الرضا التام من غير المسلمين
إلا بأن يدخل في دينهم؛
فليبحث عن رضا الله سبحانه فقط،
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
2- ليس هناك هدىً إلا في كلام الله سبحانه وكلام رسوله ﷺ،
فاجتهد في تأملهما
{ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ }
3- كان إبراهيمُ إماماً للمصلحين والمهتدين
بسبب قيامه بشريعة الله أتم قيام،
فمن أراد أن يكون إماماً فليعمل بعلمه،
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا }
العمل بالآيات
1- اكتب رسالة، أو مقالاً
تبين فيه شدة عداء عموم اليهود والنصارى،
وأن غاية رغبتهم تركنا للدين،
مستدلاً بالآية وشواهد الواقع المعاصر،
{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }
2- ضع لك طريقة، وحافظ عليها عند تلاوة القرآن الكريم، أو حفظه؛
وهي أن تستخرج عملاً من الآيات، وتطبقه،
{ ٱلَّذِينَ
{ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَتْلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ
أُو۟لَٰٓئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }
3- قل :
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
[ الفرقان : 74 ]
{ قَالَ إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۖ
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِى ٱلظَّٰلِمِينَ }
معاني الكلمات
مَثَابَةً : مَرْجِعًا يَأْتُونَهُ، ثُمَّ يَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ.
أَضْطَرُّهُ : أُلْجِئُهُ
الْمَصِيرُ : المَرْجِعُ، وَالْمَقَامُ
▪ تمت ص 19
انتظروني غدا باذن الله
هيفاء الياس