المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن تدبر وعمل الدرس الرابع و العشرون والخامس والعشرون


حور العين
06-19-2016, 03:42 PM
من: الإبنة / هيفاء إلياس
القرآن تدبر وعمل

الدرس الرابع والعشرون - صفحة رقم 24
سورة البقرة

الوقفات التدبرية

حفظ سورة البقرة - صفحة 24- نص وصوت

الوقفات التدبرية
( 1 )

{ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ *
وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ
بَلْ أَحْيَآءٌوَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ }

إشارة إلى أن كون الله معهم لا يمنع أن يستشهد منهم شهداء,
بل ذلك من ثمرات كون الله معهم؛
حيث يظفر من استشهد منهم بسعادة الأخرى،
ومن بقي بسعادة الدارين.
البقاعي: 1/279.

السؤال :

هل معية الله للمجاهدين الصابرين تمنع من استشهادهم؟


( 2 )

{ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ
بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ }

ومن المعلوم أن المحبوب لا يتركه العاقل إلا لمحبوب أعلى منه وأعظم؛
فأخبر تعالى أن من قتل في سبيله بأن قاتل في سبيل الله
لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه الظاهر، لا لغير ذلك من الأغراض
فإنه لم تفته الحياة المحبوبة، بل حصل له حياة أعظم،
وأكمل مما تظنون وتحسبون
السعدي: 75

السؤال :

متى يترك الإنسان محبوبه ؟


( 3 )

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ }

قيل : إنما ابتلوا بهذا ليكون آية لمن بعدهم؛
فيعلموا أنهم إنما صبروا على هذا حين وضح لهم الحق،
وقيل: أعلمهم بهذا ليكونوا على يقين منه أنه يصيبهم،
فيوطنوا أنفسهم عليه، فيكون أبعد لهم من الجزع،
وفيه تعجيل ثواب الله تعالى على العزم، وتوطين النفس
القرطبي: 2/462

السؤال :

لماذا أعلم الله تعالى عباده بحصول الابتلاء عليهم ؟


( 4 )

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ }

السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها محنة؛
لحصل الاختلاط الذي هو فساد،
وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر.
هذه فائدة المحن، لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان،
ولا ردهم عن دينهم، فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين،
فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده
{ بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ }
من الأعداء

{ وَٱلْجُوعِ }
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله،
أو الجوع، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك
السعدي: 76

السؤال :

لماذا كان الابتلاء بشيء من الخوف والجوع، ولم يكن به كله

( 5 )

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

أي: مملوكون لله، مدبرون تحت أمره وتصريفه؛
فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء،
فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين
بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه.
السعدي: 76.

السؤال :

لماذا كان من المناسب قول من أصابته مصيبة: { إِنَّا لِلَّهِ } ؟


( 6 )

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

{ إِنَّا لِلَّهِ } اللام للملك، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء.
{ رَٰجِعُونَ } : تذكروا الآخرة لتهون عليهم مصائب الدنيا،

وفي الحديث الصحيح :
أن رسول الله ﷺ قال:

( من أصابته مصيبة فقال :
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي،
وأخلف لي خيرا منها أخلف الله له خيرا مما أصابه
قالت أمّ سلمة : فلما مات زوجي أبو سلمة
قلت ذلك فأبدلني الله به رسول الله ﷺ )
ابن جزي: 1/89.

السؤال :

ما الدعاء المستحب قوله عند نزول المصيبة؟

( 7 )

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }

جعل هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب،
وعصمة للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة؛
وذلك توحيد الله، والإقرار له بالعبودية، والبعث من القبور،
واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له،

وقال سعيد بن جبير:

لم يعط هذه الكلمات نبي قبل نبينا،
ولو عرفها يعقوب لما قال :

{ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ }
ابن عطية: 1/228.

السؤال :

ما الحكمة من تقرير هذا الدعاء عند المصائب؟

التوجيهات

1- قد يبتلى المؤمن بالمصائب في النفس والأهل والمال
فيصبر؛ فترتفع درجته، ويعلو مقامه عند ربه،

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ }


2- كتمان العلم والحق عاقبته اللعن
والطرد من رحمة الله تعالى،

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ
مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ
أُو۟لَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ }


3- عالم السوء يلعنه كل اللاعنين،
وعالم الحق يستغفر له كل المستغفرين،

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ
مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ
أُو۟لَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ }


العمل بالآيات

1- اسأل الله تعالى الشهادة صادقاً من قلبك،

{ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ
بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ }


2- . قل عند سماع مصائب المسلمين في نشرات الأخبار:

" إنا لله وإنا إليه راجعون "،

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ }


3- . اسأل الله العافية، ثم احفظ الذكر المستحب عند نزول المصيبة:

( من أصابته مصيبة فقال إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ ,
اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرا منها؛
أخلَف الله له خيرا مما أصابه ).

معاني الكلمات

يَلْعَنُهُمُ : يَطْرُدُهُمْ

▪ تمت ص 24

الدرس الخامس والعشرون - صفحة رقم 25
ســـورة البقرة

الوقفات التدبرية

حفظ سورة البقرة - صفحة 25- نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِى تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ }

ووجه الآية في الفلك : تسخير الله إياها حتى تجري على وجه الماء،
ووقوفها فوقه مع ثقلها
القرطبي: 2/494.

السؤال :

بين وجه الآية بالفلك التي تجري في البحر؟

( 2 )

{ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

{ وتصريف الرياح): إرسالها من جهات مختلفة
وهي الجهات الأربع وما بينها
وبصفات مختلفة:
فمنها ملقحة للشجر، وعقيم، وصر، وللنصر، وللهلاك
ابن جزي: 1/91

السؤال:

بيّن عظمة الله وقدرته في تصريف أنواع الرياح ؟


( 3 )

{ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

قيل : تصريفها أنها تارة تكون لينا، وتارة تكون عاصفا،
وتارة تكون حارة، وتارة تكون باردة،

قال ابن عباس :

أعظم جنود الله الريح والماء
البغوي: 1/132

السؤال :

ما أعظم جنود الله ؟

( 4 )

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ ۖ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ }

واعلم أنّ محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح
من الجدّ في طاعته، والنشاط لخدمته، والحرص على مرضاته،
والتلذذ بمناجاته، والرضا بقضائه، والشوق إلى لقائه،
والأنس بذكره، والاستيحاش من غيره، والفرار من الناس،
والانفراد في الخلوات، وخروج الدنيا من القلب،
ومحبة كل من يحبه الله، وإيثاره على كل من سواه
ابن جزي: 1/92

السؤال :

ما علامة تمكن المحبة من القلب ؟

( 5 )

{ إِذْ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُوا۟ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا۟
وَرَأَوُا۟ ٱلْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ ٱلْأَسْبَابُ }

ظنوا أن لها من الأمر شيئا، وأنها تقربهم إليه، وتوصلهم إليه؛
فخاب ظنهم، وبطل سعيهم، وحق عليهم شدة العذاب،
ولم تدفع عنهم أندادهم شيئا، ولم تغن عنهم مثقال ذرة من النفع،
بل يحصل لهم الضرر منها من حيث ظنوا نفعها,
وتبرأ المتبوعون من التابعين، وتقطعت بينهم الوصل التي كانت في الدنيا؛
لأنها كانت لغير الله، وعلى غير أمر الله
السعدي: 80

السؤال :

ما موقف المتبوعين من الأتباع يوم القيامة ؟

( 6 )

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا۟ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا۟ مِنَّا ۗ
كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَٰلَهُمْ حَسَرَٰتٍ عَلَيْهِمْ ۖ
وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ }

أعمالهم التي يؤملون نفعها وحصول نتيجتها
انقلبت عليهم حسرة وندامة
وحينئذ يتمنى التابعون أن يردوا إلى الدنيا فيتبرأوا من متبوعيهم؛
بأن يتركوا الشرك بالله، ويقبلوا على إخلاص العمل لله
السعدي: 80

السؤال :

متى يقتنع الكفار والمشركون من الأتباع بخطأ أعمالهم؟

( 7 )

{ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَٰلَهُمْ حَسَرَٰتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ }
قال السدي: ترفع لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أطاعوا الله تعالى،
ثم تقسم بين المؤمنين؛ فذلك حين يندمون.
وأضيفت هذه الأعمال إليهم من حيث هم مأمورون بها...
والحسرة أعلى درجات الندامة على شيء فائت. القرطبي: 3/11.
✅السؤال: كيف يبلغ الكفار درجة الحسرة يوم القيامة؟

التوجيهات

1- محبة المخلوقين إن زادت عن حدها قد تصل إلى شرك المحبة؛
فلا تتجاوز الحد في محبتهم مهما كانت منزلتهم

{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ
أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ ٱللَّهِ ۖ }

2- كثرة ذكر المحبوب دليل على شدة حبه؛
فذكر العبد لربه كثيرا يدل على أن حبه لربه كبير،

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ }


3- من أولى خطوات الشيطان: الأكل الحرام؛
كما وقع لأبينا آدم عليه السلام،

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِى ٱلْأَرْضِ حَلَٰلًا طَيِّبًا
وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

العمل بالآيات

1- اختر واحدة من المخلوقات المذكورة في الآية،
ثم استخرج ثلاث فوائد تدل على قدرة الله وحكمته فيها،

{ إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱخْتِلَٰفِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ
وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِى تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ }

2- استخرج من القرآن ثلاثة أعمال يحبها الله سبحانه،
واعمل بها اليوم،

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ }

3- اكتب نوعًا من الأكل أفتى العلماء بتحريمه، وتساهل الناس فيه،
مع فتوى لأحد العلماء، وأرسلها في رسالة لمن تعرف،

{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِى ٱلْأَرْضِ حَلَٰلًا طَيِّبًا
وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

معاني الكلمات

وَالْفُلْكِ : السُّفُنِ
وَبَثَّ : نَشَرَ
وَتَصْرِيفِ : الرِّيَاحِ تَقْلِيبِهَا، وَتَوْجِيهِهَا
الأَسْبَابُ : الصِّلاَتُ
حَسَرَاتٍ : نَدَامَاتٍ
بِالسُّوءِ : الذَّنْبِ القَبِيحِ
وَالْفَحْشَاءِ : الْمَعْصِيَةِ الْبَالِغَةِ القُبْحِ

▪ تمت ص 25

انتظروني غدا باذن الله

هيفاء الياس