المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 16.09.1437


حور العين
06-21-2016, 10:30 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ دور الملائكة تجاه المؤمنين ]

- محبتهم للمؤمنين:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة، رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه
جبريل. فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحبّ فلاناً فأحبوه،
فيحبه أهل السماء، ثمّ يوضع له القبول في الأرض ) .

- تسديد المؤمن:
روى البخاري في صحيحه

( عن حسّان بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له،
فقال: اللهمّ أيده بروح القدس ).

وفي الصحيح أيضاً عن أبي هريرة قال:

( قال سليمان عليه السلام: لأطوفنّ الليلة بمائة امرأة، تلد كل
امرأة غلاما يقاتل في سبيل الله. فقال له الملك: قل: إن شاء الله،
فلم يقل، ونسي، فأطاف بهنّ، ولم تلد إلا امرأة منهنّ
نصف إنسان ).

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته ).

فالملك سدد نبي الله سليمان وأرشده إلى الأصوب والأكمل.

- صلاتهم على المؤمنين:
أخبرنا الله أن الملائكة تصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم:

{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ }
[ الأحزاب: 56 ].

وهم يصلون على المؤمنين أيضاً:

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا }
[الأحزاب: 43].

والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند ملائكته، حكاه البخاري
عن أبي العالية (، ...

وأمّا الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس، والاستغفار لهم،
وهذا ما سنوضحه فيما يأتي:
نماذج من الأعمال التي تصلي الملائكة على صاحبها:

أ- معلّم الناس الخير:
روى الترمذي في سننه عن أبي أمامة أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال:

( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في
جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير ) .

ب- الذين ينتظرون صلاة الجماعة:
في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه،
تقول: اللهمّ اغفر له، اللهم ارحمه. ما لم يحدث ) .

ج- الذين يصلون في الصف الأول:
في سنن أبي داود عن البراء بن عازب رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول ) .

وفي سنن النسائي:

( على الصفوف المتقدمة ) .

وفي سنن ابن ماجة من حديث البراء، وحديث عبد الرحمن بن عوف:

( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول ) .

د- الذين يسدّون الفرج بين الصفوف:
في سنن ابن ماجة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف،
ومن سدّ فرجة رفعه الله بها درجة ).

هـ- الذين يتسحرون:
في صحيح ابن حبان ومعجم الطبراني الأوسط بإسناد حسن،
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين ) .

و- الذين يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم:
روى أحمد في مسنده، والضياء في المختارة عن عامر بن ربيعة
بإسناد حسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( ما من عبد يصلي عليّ إلا صلتْ عليه الملائكة،
ما دام يصلي عليّ، فليقلّ العبد من ذلك أو ليكثر ) .

ز- الذين يعودون المرضى:
روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:

( ما من رجل يعود مريضاً ممسياً، إلا خرج معه سبعون ألف ملك
يستغفرون له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنّة، ومن أتاه
مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك، يستغفرون له حتى يمسي،
وكان له خريف في الجنة ) .

- التأمين على دعاء المؤمنين:
الملائكة يؤمنِّون على دعاء المؤمن: وبذلك يكون الدعاء أقرب إلى
الإجابة، ففي صحيح مسلم وسنن ابن ماجة عن أبي الدرداء
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك،
كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل )

ولما كان الدعاء المؤمّن عليه حريّاً بالإجابة، فإنه لا ينبغي للمؤمن أن
يدعو على نفسه بشر، ففي صحيح مسلم عن أم سلمة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير،
فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون )

- استغفارهم للمؤمنين:
أخبرنا الله أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض:

{ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ
يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[ الشورى: 5 ].

وأخبر في آية سورة غافر أن حملة العرش والملائكة الذين حول العرش
ينزهون ربهم، ويخضعون له، ويخصون المؤمنين التائبين بالاستغفار،
ويدعونه بأن ينجيهم من النار، ويدخلهم الجنة، ويحفظهم من فعل الذنوب
والمعاصي:

{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ
بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا
فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }
[ غافر: 7-9]

- شهودهم مجالس العلم, وحلق الذكر, وحفهم أهلها بأجنحتهم:
في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر،
فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم ).

قال:

( فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ) .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله،
ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،
وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) .


- تعاقب الملائكة فينا:
وهؤلاء الملائكة الذين يطوفون في الطرق يلتمسون الذكر، ويشهدون
الجمع والجماعات يتعاقبون فينا، فطائفة تأتي، وطائفة تذهب، وهم
يجتمعون في صلاة الصبح، وصلاة العصر، ففي صحيحي البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار،
ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا
فيكم، فيسألهم ربهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون:
تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون ) .

ولعل هؤلاء هم الذين يرفعون أعمال العباد إلى ربهم، ففي صحيح مسلم

( عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ لا ينام،
ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل
قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل. .. )
الحديث.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين