حور العين
06-29-2016, 05:14 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ست عشرة وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
فيها:
قوي أمر العيارين ببغداد ونهبوا الدور جهرة، واستهانوا بأمر السلطان.
وفي ربيع الأول منها
توفي شرف الدولة بن بويه الديلمي صاحب بغداد والعراق وغير ذلك،
فكثرت الشرور ببغداد ونهبت الخزائن، ثم سكن الأمر على تولية جلال
الدولة أبي الطاهر، وخطب له على المنابر، وهو إذ ذاك على البصرة،
وخلع على شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا وزيره، ولقب علم الدين سعد
الدولة أمين الملة شرف الملك، وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة، ثم
طلب من الخليفة أن يبايع لأبي كاليجار ولي عهد أبيه سلطان الدولة،
الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم، فتوقف في الجواب ثم وافقهم على ما
أرادوا، وأقيمت الخطبة للملك أبي كاليجار يوم الجمعة سادس عشر شوال
منها، ثم تفاقم الأمر ببغداد من جهة العيارين، وكبسوا الدور ليلاً ونهاراً،
وضربوا أهلها كما يضرب المصادرون ويستغيث أحدهم فلا يغاث، واشتد
الحال وهربت الشرطة من بغداد ولم تغن الأتراك شيئاً، وعملت السرايج
على أفواه السكك فلم يفد ذلك شيئاً، وأحرقت دار الشريف المرتضى
فانتقل منها، وغلت الأسعار جداً.
ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان.
وممن توفي فيها من الأعيان:
سابور بن أزدشير
وزر لبهاء الدولة ثلاث مرات، ووزر لشرف الدولة، وكان كاتباً سديداً
عفيفاً عن الأموال، كثير الخير، سليم الخاطر، وكان إذا سمع المؤذن
لا يشغله شيء عن الصلاة، وقد وقف داراً للعلم في سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة، وجعل فيها كتباً كثيرة جداً، ووقف عليها غلة كبيرة، فبقيت
سبعين سنة، ثم أحرقت عند مجيء الملك طغرلبك في سنة خمسين
وأربعمائة، وكانت محلتها بين السورين، وقد كان حسن المعاشرة إلا أنه
كان يعزل عماله سريعاً خوفاً عليهم من الأشر والبطر، توفي فيها
وقد قارب التسعين.
عثمان النيسابوري
الجداوي الواعظ.
قال ابن الجوزي: صنف كتباً في الوعظ من أبرد الأشياء، وفيه أحاديث
كثيرة موضوعة، وكلمات مرذولة، إلا أنه كان خيراً صالحاً، وكانت له
وجاهة عند الخلفاء والملوك، وكان الملك محمود بن سبكتكين إذا رآه قام
له، وكانت محلته حمى يحتمي بها من الظلمة، وقد وقع في بلده نيسابور
موت، وكان يغسل الموتى محتسباً، فغسل نحواً من عشرة آلاف ميتاً،
رحمه الله.
محمد بن الحسن بن صالحان
أبو منصور الوزير لشرف الدولة ولبهاء الدولة، كان وزير صدق جيد
المباشرة حسن الصلاة، محافظاً على أوقاتها، وكان محسناً إلى الشعراء
والعلماء، توفي فيها عن ست وسبعين سنة.
الملك شرف الدولة
أبو علي بن بهاء الدولة، أبي نصر بن عضد الدولة بن بويه، أصابه
مرض حار فتوفي لثمان بقين من ربيع الآخر عن ثلاث وعشرين سنة،
وثلاثة أشهر وعشرين يوماً.
التهامي الشاعر
علي بن محمد التهامي أبو الحسن، له ديوان مشهور، وله مرثاة في ولده
وكان قد مات صغيراً أولها:
حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار
ومنها:
إني لأرحم حاسديَّ لحرِّما * ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم * في جنة وقلوبهم في نار
ومنها في ذم الدنيا:
جبلت على كدر وأنت ترومها * صفواً من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار
ومنها قوله في ولده بعد موته:
جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري وقد ذكر ابن
خلكان أنه رآه بعضهم في المنام في هيئة حسنة فقال له بعض أصحابه:
بم نلتَ هذا ؟
فقال: بهذا البيت:
شتان بين جواره وجواري
ثم دخلت سنة ست عشرة وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله
فيها:
قوي أمر العيارين ببغداد ونهبوا الدور جهرة، واستهانوا بأمر السلطان.
وفي ربيع الأول منها
توفي شرف الدولة بن بويه الديلمي صاحب بغداد والعراق وغير ذلك،
فكثرت الشرور ببغداد ونهبت الخزائن، ثم سكن الأمر على تولية جلال
الدولة أبي الطاهر، وخطب له على المنابر، وهو إذ ذاك على البصرة،
وخلع على شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا وزيره، ولقب علم الدين سعد
الدولة أمين الملة شرف الملك، وهو أول من لقب بالألقاب الكثيرة، ثم
طلب من الخليفة أن يبايع لأبي كاليجار ولي عهد أبيه سلطان الدولة،
الذي استخلفه بهاء الدولة عليهم، فتوقف في الجواب ثم وافقهم على ما
أرادوا، وأقيمت الخطبة للملك أبي كاليجار يوم الجمعة سادس عشر شوال
منها، ثم تفاقم الأمر ببغداد من جهة العيارين، وكبسوا الدور ليلاً ونهاراً،
وضربوا أهلها كما يضرب المصادرون ويستغيث أحدهم فلا يغاث، واشتد
الحال وهربت الشرطة من بغداد ولم تغن الأتراك شيئاً، وعملت السرايج
على أفواه السكك فلم يفد ذلك شيئاً، وأحرقت دار الشريف المرتضى
فانتقل منها، وغلت الأسعار جداً.
ولم يحج أحد من أهل العراق وخراسان.
وممن توفي فيها من الأعيان:
سابور بن أزدشير
وزر لبهاء الدولة ثلاث مرات، ووزر لشرف الدولة، وكان كاتباً سديداً
عفيفاً عن الأموال، كثير الخير، سليم الخاطر، وكان إذا سمع المؤذن
لا يشغله شيء عن الصلاة، وقد وقف داراً للعلم في سنة إحدى وثمانين
وثلاثمائة، وجعل فيها كتباً كثيرة جداً، ووقف عليها غلة كبيرة، فبقيت
سبعين سنة، ثم أحرقت عند مجيء الملك طغرلبك في سنة خمسين
وأربعمائة، وكانت محلتها بين السورين، وقد كان حسن المعاشرة إلا أنه
كان يعزل عماله سريعاً خوفاً عليهم من الأشر والبطر، توفي فيها
وقد قارب التسعين.
عثمان النيسابوري
الجداوي الواعظ.
قال ابن الجوزي: صنف كتباً في الوعظ من أبرد الأشياء، وفيه أحاديث
كثيرة موضوعة، وكلمات مرذولة، إلا أنه كان خيراً صالحاً، وكانت له
وجاهة عند الخلفاء والملوك، وكان الملك محمود بن سبكتكين إذا رآه قام
له، وكانت محلته حمى يحتمي بها من الظلمة، وقد وقع في بلده نيسابور
موت، وكان يغسل الموتى محتسباً، فغسل نحواً من عشرة آلاف ميتاً،
رحمه الله.
محمد بن الحسن بن صالحان
أبو منصور الوزير لشرف الدولة ولبهاء الدولة، كان وزير صدق جيد
المباشرة حسن الصلاة، محافظاً على أوقاتها، وكان محسناً إلى الشعراء
والعلماء، توفي فيها عن ست وسبعين سنة.
الملك شرف الدولة
أبو علي بن بهاء الدولة، أبي نصر بن عضد الدولة بن بويه، أصابه
مرض حار فتوفي لثمان بقين من ربيع الآخر عن ثلاث وعشرين سنة،
وثلاثة أشهر وعشرين يوماً.
التهامي الشاعر
علي بن محمد التهامي أبو الحسن، له ديوان مشهور، وله مرثاة في ولده
وكان قد مات صغيراً أولها:
حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار
ومنها:
إني لأرحم حاسديَّ لحرِّما * ضمت صدورهم من الأوغار
نظروا صنيع الله بي فعيونهم * في جنة وقلوبهم في نار
ومنها في ذم الدنيا:
جبلت على كدر وأنت ترومها * صفواً من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار
ومنها قوله في ولده بعد موته:
جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري وقد ذكر ابن
خلكان أنه رآه بعضهم في المنام في هيئة حسنة فقال له بعض أصحابه:
بم نلتَ هذا ؟
فقال: بهذا البيت:
شتان بين جواره وجواري