المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة


حور العين
07-01-2016, 03:12 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏
قاضي القضاة ابن أبي الشوارب‏:‏
أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، أبو الحسن القرشي
الأموي، قاضي قضاة بغداد بعد ابن الأكفاني بثنتي عشرة سنة، وكان
عفيفاً نزهاً، وقد سمع الحديث من أبي عمر الزاهد وعبد الباقي بن قانع،
إلا أنه لم يحدث‏.‏
قاله ابن الجوزي‏.‏

وحكى الخطيب عن شيخه أبي العلاء الواسطي‏:‏ أن أبا الحسن هذا آخر من
ولي الحكم ببغداد، من سلالة محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وقد
ولي الحكم من سلالته أربعة وعشرون، منهم ولّوا قضاء قضاة بغداد، قال
أبو العلاء‏:‏ ما رأينا مثل أبي الحسن هذا، جلالة ونزاهة وصيانة وشرفاً‏.‏

وقد ذكر القاضب الماوردي‏:‏ أنه كان له صديقاً وصاحباً، وأن رجلاً من
خيار الناس أوصى له بمائتي دينار، فحملها إليه الماوردي فأبى القاضي
أن يقبلها، وجهد عليه كل جهد فلم يفعل، وقال له‏:‏ سألتك بالله لا تذكرن
هذا لأحد ما دمت حياً‏.‏

ففعل الماوردي، فلم يخبر عنه إلا بعد موته‏.‏

وكان ابن الشوارب فقيراً إليها، وإلى ما هو دونها فلم يقبلها،
رحمه الله، توفي في شوال منها‏.‏

جعفر بن أبان
أبو مسلم الختلي، سمع ابن بطة ودرس فقه الشافعي على الشيخ
أبي حامد الإسفراييني، وكان ثقة ديناً، توفي في رمضان منها‏.‏

عمر بن أحمد بن عبدويه
أبو حازم الهذلي النيسابوري، سمع ابن بجيد والإسماعيلي، وخلقاً، وسمع
منه الخطيب وغيره، وكان الناس ينتفعون بإفادته وانتخابه، توفي يوم
عيد الفطر منها‏.‏

علي بن أحمد بن عمر بن حفص
أبو الحسن المقري المعروف بالحمامي، سمع النجاد والخلدي وابن
السماك وغيرهم، وكان صدوقاً فاضلاً، حسن الاعتقاد، وتفرد بأسانيد
القراءات وعلوها، توفي في شعبان منها عن تسع وثمانين سنة‏.‏

صاعد بن الحسن
ابن عيسى الربعي البغدادي، صاحب كتاب ‏(‏الفصوص في اللغة‏)‏ على
طريقة القالي في الأمالي، صنفه للمنصور بن أبي عامر، فأجازه عليه
خمسة آلاف دينار، ثم قيل له‏:‏ إنه كذاب متهم‏.‏

فقال في ذلك بعض الشعراء‏:‏

قد غاص في الماء كتاب الفصوص * وهكذا كل ثقيل يغوص

فلما بلغ صاعداً هذا البيت أنشد‏:‏

عاد إلى عنصره إنما * يخرج من قعر البحور الفصوص

قلت‏:‏ كأنه سمى هذا الكتاب بهذا الاسم ليشاكل به الصحاح للجوهري،
لكنه كان مع فصاحته وبلاغته وعلمه متهماً بالكذب، فلهذا رفض الناس
كتابه، ولم يشتهر، وكان ظريفاً ماجناً سريع الجواب، سأله رجل أعمى
على سبيل التهكم فقال له‏:‏ ما الحُرْ تَقَلُ ‏؟‏

فأطرق ساعة وعرف أنه افتعل هذا من عند نفسه ثم رفع رأسه إليه فقال‏:‏
هو الذي يأتي نساء العميان، ولا يتعداهن إلى غيرهن‏.‏
فاستحى ذلك الأعمى، وضحك الحاضرون‏.‏
توفي في هذه السنة سامحه الله‏.‏

القفال المروزي
أحد أئمة الشافعية الكبار، علماً وزهداً وحفظاً وتصنيفاً، وإليه تنسب
الطريقة الخراسانية، ومن أصحابه الشيخ أبو محمد الجويني، والقاضي
حسنين، وأبو علي السبخي‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ وأخذ عنه إمام الحرمين، وفيما قاله نظر‏.‏

لأن سن إمام الحرمين لا يحتمل ذلك، فإن القفال هذا مات في هذه السنة
وله تسعون سنة، ودفن بسجستان، وإمام الحرمين ولد سنة تسع عشرة
وأربعمائة كما سيأتي، وإنما قيل له‏:‏ القفال، لأنه كان أولاً يعمل الأقفال،
ولم يشتغل إلا وهو ابن ثلاثين سنة، رحمه الله تعالى‏.‏