المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نقيم أعمالنا


حور العين
07-03-2016, 04:02 PM
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد
كيف نقيم أعمالنا

السؤال الأول :

كيف نقيم اعمالنا أهي خالصة لله أم دخل فيها شرك ؟

بمعنى آخر

كيف نجعل اعمالنا خالصة لله وحده دون ان يشوبها شائبة ؟

هل يكفي تجديد النية وسؤال الله الاخلاص بداية كل عمل ؟

الاجابة

أن الله لا تخفى عليه خافية، وأنه أغنى الشركاء عن الشرك،
بالحرص على أن تكون لك أعمالاً خفيفة،
أسرار بينك وبين الله من صدقات وأذكار
وصلوات في جوف الليل، وصيام تطوع تجتهدين في إخفائه،
فإن أعمال السر هذه تنمي روح الإخلاص عند الإنسان .

كذلك نوصيك دائمًا بأن تتحقق من التوحيد
الذي هو أول ما ينبغي أن نتحقق منه،
هو رافد للإخلاص الأول، فإن الإنسان إذا وحَّد الله فعبد الله وحده،
واستعان بالله وحده، وانتظر خيرًا من الله وحده،
وأيقن أن الأمر لله وحده، إلى غير ذلك من صنوف العبادة
التي لا يجوز أن تُصرف إلا لله

إذا أيقن بهذه المعاني فإنه يُدرك أن الناس لا ينفعوا،
ولا يستطيعوا أن يضروه أو يُلحقوا به أذىً.

ولذلك السلف كانوا يحرصون على أن تكون لهم أعمال خالصة،
ولن يضرهم بعد ذلك أن تكون قليلة،
لأن العبرة ليست بالكثرة، وإنما بالإخلاص،

قال العظيم :

{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا }
[ الملك : 2 ]

وأحسن العمل أن يكون خالصًا لله، وأن يكون صوابًا،
بمعنى أن يكون على هدى وخطى النبي عليه صلاة الله وسلامه

واعلم أن لذة العبادة وثمرة الإخلاص قد لا تُنال بسهولة،
ولذلك الإنسان يسعى ويجتهد ويحاول،
وإذا حاول في استحضار الإخلاص والخشوع فإنه يؤجر مرتين،
يؤجر على ما تحقق له من الإخلاص، ويؤجر على تلك المحاولات

{ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
[ الحديد : 21 ]


السؤال الثاني

هناك اعمال نقوم بها لله وفي نفس الوقت ننوع فيها النوايا
مثلا ادخال سرور على قلب اخت لي او قضاء حاجة لها
لاني احبها في الله

كيف اقيم هذا العمل أهو لله ام لا ؟

الاجابة :

وأما إن كان المقصود بتعدد النوايا هو أن يقوم بعمل وينوي به
تحصيل أكثر من أجر بهذا العمل كمن يتصدق وينوي أن يكون بالصدقة
في ظل عرش الرحمن، وأن يصل بها رحمه، وأن يكسو بها مسلما
أو يطعم بها جائعا، وأن يتداوى بها، وأن يفرج بها عن مكروب
حتى يفرج الله عنه كربات الدنيا والآخرة ...إلى آخر هذه النيات الحسنة،
فهذه النوايا مما يثاب عليها المسلم، ويجوز تعددها في العمل الواحد،
وليس لها عدد محدود ما دامت في حدود المشروع من النوايا

بل إن النية الحسنة تجعل العمل المباح قربة يؤجر عليها المسلم،
ففي قصة تحاور أبي موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما
في كيفية قراءتهما للقرآن

قال معاذ :
[ أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ وَأَرْجُو فِي نَوْمَتِي مَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي ]
رواه البخاري ومسلم

قال النووي في شرح صحيح مسلم: مَعْنَاهُ:
[ أَنِّي أَنَام بِنِيَّةِ الْقُوَّة وَإِجْمَاع النَّفْس لِلْعِبَادَةِ وَتَنْشِيطهَا لِلطَّاعَةِ,
فَأَرْجُو فِي ذَلِكَ الْأَجْر كَمَا أَرْجُو فِي قَوْمَتِي, أَيْ: صَلَوَاتِي ]

وقال ابن حجر في فتح الباري: وَمَعْنَاهُ:
[ أَنَّهُ يَطْلُب الثَّوَاب فِي الرَّاحَة كَمَا يَطْلُبهُ فِي التَّعَب,
لِأَنَّ الرَّاحَة إِذَا قُصِدَ بِهَا الْإِعَانَة عَلَى الْعِبَادَة حَصَّلَتْ الثَّوَاب ]

وقال ابن قدامة في مختصر منهاج القاصدين :
قال بعض السلف :
[ إني لأستحب أن يكون لي في كل شيء نية، وحتى في أكلي
وشربي ونومي ودخولي الخلاء، وكل ذلك مما يمكن أن يقصد به
التقرب إلى الله تعالى، لأن كل ما هو سبب لبقاء البدن
وفراغ القلب من مهمات الدين، فمن قصد من الأكل التقوى على العبادة،
ومن النكاح تحصين دينه، وتطييب قلب أهله،
والتوصل إلى ولد يعبد الله بعده، أثيب على ذلك كله ]