المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة


حور العين
07-03-2016, 04:07 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وفيها توفي من الأعيان‏:‏
أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن عبد الصمد بن المهتدي بالله، أبو عبد الله الشاهد، خطب له في جامع
المنصور في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ولم يخطب له إلا بخطبة واحدة
جمعات كثيرة متعددة، فكان إذا سمعها الناس منه ضجوا بالبكاء
وخشعوا لصوته‏.‏

الحسين بن علي بن الحسين
أبو القاسم المغربي الوزير، ولد بمصر في ذي الحجة سنة تسعين
وثلاثمائة، وهرب منها حين قتل صاحبها الحاكم أباه وعمه محمداً، وقصد
مكة ثم الشام، ووزر في عدة أماكن، وكان يقول الشعر الحسن، وقد تذاكر
هو وبعض الصالحين فأنشده ذلك الصالح شعراً‏:‏

إذا شئت أن تحيا غنياً فلا تكن * على حالة إلا رضيت بدونها

فاعتزل المناصب والسلطان، فقال له بعض أصحابه‏:‏ تركت المنازل
والسلطان في عنفوان شبابك ‏؟‏

فأنشأ يقول‏:‏

كنت في سفر الجهل والبطالة * حيناً فحان مني القوم

تبت من كل مأثم فعسى * يمحي بهذا الحديث ذاك القديم

بعد خمس وأربعين تعدت * ألا إن الآله القديم كريم

توفي بميافارقين في رمضان منها عن خمس وأربعين سنة،
ودفن بمشهد علي‏.‏

محمد بن الحسن بن إبراهيم
أبو بكر الوراق، المعروف بابن الخفاف، روى عن القطيعي وغيره، وقد
اتهموه بوضع الحديث والأسانيد، قاله الخطيب وغيره‏.‏

أبو القاسم اللالكائي
هبة الله بن الحسن بن منصور، الرازي، وهو طبري الأصل، أحد تلامذة
الشيخ أبي حامد الإسفراييني، كان يفهم ويحفظ، وعني بالحديث فصنف
فيه أشياء كثيرة، ولكن عاجلته المنية قبل أن تشتهر كتبه، وله كتاب في
السنة وشرفها، وذكر طريقة السلف الصالح في ذلك، وقع لنا سماعه على
الحجار عالياً عنه‏.‏

توفي بالدينور في رمضان منها، ورآه بعضهم في المنام فقال‏:‏
ما فعل الله بك ‏؟‏

قال‏:‏ غفر لي‏.‏

قال‏:‏ بم ‏؟‏

قال‏:‏ بشيء قليل من السنة أحييته‏.‏

أبو القاسم بن أمير المؤمنين القادر

توفي ليلة الأحد في جمادى الآخرة، وصلي عليه غير مرة، ومشى الناس
في جنازته، وحزن عليه أبوه حزناً شديداً، وقطع الطبل أياماً‏.‏

ابن طباطبا الشريف
كان شاعرا وله شعر حسن‏.‏

أبو إسحاق
وهو الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني إبراهيم بن محمد بن مهران، الشيخ
أبو إسحاق الإمام العلامة، ركن الدين الفقيه الشافعي، المتكلم الأصولي،
صاحب ‏(‏التصانيف في الأصلين‏)‏، ‏(‏جامع الحلى‏)‏ في مجلدات، و‏(‏التعليقة
النافعة‏)‏ في أصول الفقه، وغير ذلك، وقد سمع الكثير من الحديث من
أبي بكر الإسماعيلي ودعلج وغيرهما، وأخذ عنه البيهقي والشيخ
أبو الطيب الطبري، والحاكم النيسابوري، وأثنى عليه، وتوفي يوم
عاشوراء منها بنيسابور، ثم نقل إلى بلده ودفن بمشهده‏.‏

القدوري
صاحب الكتاب المشهور في مذهب أبي حنيفة، أحمد بن محمد بن أحمد
بن جعفر بن حمدان، أبو الحسن القدوري الحنفي، صاحب ‏(‏المصنف
المختصر‏)‏، الذي يحفظ، كان إماماً بارعاً عالماً، وثبتاً مناظراً، وهو الذي
تولى مناظرة الشيخ أبي حامد الإسفراييني من الحنفية، وكان القدوري
يطريه ويقول‏:‏ هو أعلم من الشافعي، وأنظر منه‏.‏

توفي يوم الأحد الخامس من رجب منها، عن ست وخمسين سنة،
ودفن إلى جانب الفقيه أبي بكر الخوارزمي الحنفي‏.‏