المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ممن توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة


نسمة أمل
07-29-2016, 02:05 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ممن توفي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

وممن توفي فيها من الأعيان‏:
القدوري أحمد بن محمد
ابن أحمد بن جعفر، أبو الحسن القدوري الحنفي البغدادي،

سمع الحديث ولم يحدث إلا بشيء يسير‏.‏

قال الخطيب‏:‏ كتبت عنه‏.‏

وقد تقدمت وفاته، ودفن بداره في درب خلف‏.‏

الحسن بن شهاب
ابن الحسن بن علي، أبو علي العكبري، الفقيه الحنبلي الشاعر، ولد سنة

خمس وثلاثين وثلاثمائة، سمع من أبي بكر بن مالك وغيره، وكان كما

قال البرقاني‏:‏ ثقة أميناً، وكان يسترزق من الوراقة - وهو النسخ - يقال‏:‏

إنه كان يكتب ديوان المتنبي في ثلاث ليال فيبيعه بمائتي درهم، ولما توفي

أخذ السلطان من تركته ألف دينار سوى الأملاك، وكان قد أوصى بثلث

ماله في متفقهة الحنابلة، فلم تصرف‏.‏

لطف الله أحمد بن عيسى
أبو الفضل الهاشمي، ولي القضاء والخطابة بدرب ريحان، وكان ذا لسان،

وقد أضر في آخر عمره، وكان يروي حكايات وأناشيد من حفظه،

توفي في صفر منها‏.‏

محمد بن أحمد
ابن علي بن موسى بن عبد المطلب، أبو علي الهاشمي، أحد أئمة

الحنابلة وفضلائهم‏.‏

محمد بن الحسن
ابن أحمد بن علي أبو الحسن الأهوازي، ويعرف بابن أبي علي

الأصبهاني، ولد سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقدم بغداد وخرج له

أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه، فسمعها منه البرقاني، إلا أنه بان

كذبه، حتى كان بعضهم يسميه جراب الكذب، أقام ببغداد سبع سنين، ثم

عاد إلى الأهواز فمات بها‏.‏

مهيار الديلمي الشاعر
مهيار بن مرزويه أبو الحسين الكاتب الفارسي، ويقال له‏:‏ الديلمي، كان

مجوسياً فأسلم، إلا أنه سلك سبيل الرافضة، وكان ينظم الشعر القوي

الفحل في مذاهبهم، من سب الصحابة وغيرهم، حتى قال له أبو القاسم

بن برهان‏:‏ يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى زاوية أخرى في النار،

كنت مجوسياً فأسلمت فصرت تسب الصحابة‏.‏

وقد كان منزله بدرب رباح من الكرخ، وله ديوان شعر مشهود

، فمن مستجاد قوله‏:‏

أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب * وأسأل النوم عنكم وهو مسلوب

وأبتغي عندكم قلباً سمحت به * وكيف يرجع شيء وهو موهوب

ما كنت أعرف مقدار حبكم * حتى هجرت وبعض الهجر تأديب

ولمهيار أيضاً‏:‏

أجارتنا بالغور والركب منهم * أيعلم خال كيف بات المتيم

رحلتم وجمر القلب فينا وفيكم * سواء ولكن ساهرون ونوم

فبنتم عنا ظاعنين وخلفوا * قلوباً أبت أن أعرف الصبر عنهم

ولما خلى التوديع عما حذرته * ولم يبق إلا نظرة لي تغنم

بكيت على الوادي وحرمت ماءه * وكيف به ماء وأكثره دم

قال ابن الجوزي‏:‏ ولما كان شعره أكثره جيداً اقتصرت على هذا القدر‏.‏

توفي في جمادى الآخرة‏.‏

هبة الله بن الحسن
أبو الحسين المعروف بالحاجب، كان من أهل الفضل والأدب والدين،

وله شعر حسن، فمنه قوله‏:‏

يا ليلة سلك الزما * ن في طيبها كل مسلك

إذ ترتقى روحي المسر * ة مدركاً ما ليس يدرك

والبدر قد فضح الزما * ن وسره فيه مهتك

وكأنما زهر النجو * م بلمعها شعل تحرك

والغيب أحياناً يلو * ح كأنه ثوب ممسك

وكأن تجعيد الريا * ح لدجلة ثوب مفرك

وكان نشر المسك * ينفح في النسيم إذا تحرك

وكأنما المنثور مصفر * الذرى ذهب مسبك

والنور يبسم في الريا * ض فإن نظرت إليه سرك

شارطت نفسي أن أقو * م بحقها والشرط أملك

حتى تولى الليل منـ * ـهزماً وجاء الصبح يضحك

وذا الفتى لو أنه * في طيب العيش يترك

والدهر يحسب عمره * فإذا أتاه الشيب فذلك

أبو علي بن سينا
الطبيب الفيلسوف، الحسين بن عبد الله بن سينا الرئيس، كان بارعاً في

الطب في زمانه، كان أبوه من أهل بلخ، وانتقل إلى بخارى، واشتغل بها

فقرأ القرآن وأتقنه، وهو ابن عشر سنين، وأتقن الحساب والجبر

والمقابلة وإقليدس والمجسطي، ثم اشتغل على أبي عبد الله الناتلي

الحكيم، فبرع فيه وفاق أهل زمانه في ذلك، وتردد الناس إليه واشتغلوا

عليه، وهو ابن ست عشرة سنة، وعالج بعض الملوك السامانية، وهو

الأمير نوح بن نصر، فأعطاه جائزة سنية، وحكمه في خزانة كتبه، فرأى

فيها من العجائب والمحاسن ما لا يوجد في غيرها، فيقال‏:‏ إنه عزا بعض

تلك الكتب إلى نفسه‏.‏

وله في الإلهيات والطبيعات كتب كثيرة‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ له نحو من مائة مصنف، صغار وكبار، منها‏:‏ ‏(‏القانون‏)‏،

و‏(‏الشفا‏)‏، و‏(‏النجاة‏)‏، و‏(‏الإشارات‏)‏، و‏(‏سلامان‏)‏، و‏(‏إنسان‏)‏،

و‏(‏حي بن يقظان‏)‏ وغير ذلك‏.‏

قال‏:‏ وكان من فلاسفة الإسلام، أورد له من الأشعار قصيدته

في نفسه التي يقول فيها‏:‏

هبطت إليك من المقام الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع

محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تتبرقع

وصلت على كره إليك وربما * كرهت فراقك وهي ذات تفجع

وهي قصيدة طويلة وله‏:‏

اجعل غذاءك كل يوم مرة * واحذر طعاماً قبل هضم طعام

واحفظ منيك ما استطعت فإنه * ماء الحياة يراق في الأرحام

وذكر أنه مات بالقولنج في همذان، وقيل‏:‏ بأصبهان، والأول أصح،

يوم الجمعة في شهر رمضان منها، عن ثمان وخمسين سنة‏.‏
قلت‏:‏ قد حصر الغزالي كلامه في ‏(‏مقاصد الفلاسفة‏)‏، ثم رد عليه في

‏(‏تهافت الفلاسفة‏)‏ في عشرين مجلساً له، كفره في ثلاث منها، وهي قوله‏:‏

بقدم العالم، وعدم المعاد الجثماني، وإن الله لا يعلم الجزئيات، وبدعه في

البواقي، ويقال‏:‏ إنه تاب عند الموت فالله أعلم‏.