المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن تدبر وعمل الدرس السابع و السبعون


حور العين
07-30-2016, 03:38 PM
من: الإبنة / هيفاء إلياس
القرآن تدبر وعمل
الدرس السابع و السبعون - صفحة رقم 77
سورة النساء

الوقفات التدبرية

حفظ سورة النساء - صفحة 77 - نص وصوت

الوقفات التدبرية

( 1 )

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

مقام المراقبة وهو مقام شريف أصله: علمٌ وحال؛
أما العلم فهو : معرفة العبد أن الله مطلع عليه، ناظر إليه،
يرى جميع أعماله، ويسمع جميع أقواله، ويعلم كل ما يخطر على باله
وأما الحال فهي: ملازمة هذا العلم للقلب بحيث يغلب عليه،
ولا يغفل عنه. ولا يكفي العلم دون هذه الحال
ابن جزي: 1/172.


السؤال :

ما أصل المراقبة ؟

( 2 )

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }


وأعيد فعل { اتَّقُوا }؛
لأن هذه التقوى مأمور بها المسلمون خاصة؛
فإنهم قد بقيت فيهم بقية من عوائد الجاهلية لا يشعرون بها؛
وهي التساهل في حقوق الأرحام والأيتام
ابن عاشور: 4/217

السؤال :

لماذا كرر الأمر بالتقوى مرتين في هذه الآية ؟

( 3 )

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }


الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به، وتعظيمكم،
حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم توسلتم لها بالسؤال بالله،
فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛
لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله،
فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه
السعدي: 163

السؤال :

نعظم الله سبحانه في أمور،
ونغفل عن تعظيمه في أمور أخرى، وضح ذلك؟

( 4 )

{ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ }

قد تقدم في السورة الماضية ذكر قصة أحد التي انكشفت عن أيتام،

ثم ذكر في قوله تعالى :

{ كل نفس ذائقة الموت }

أن الموت مشرع لا بد لكل نفس من وروده؛
علم أنه لا بد من وجود الأيتام في كل وقت،
فدعا إلى العفة والعدل فيهم؛ لأنهم
بعد الأرحام أولى من يتقى الله فيه، ويخشى مراقبته بسببه،

فقال :

{ وَآَتُوا الْيَتَامَى }

البقاعي: 2/207

السؤال :

ما مناسبة ذكر الأيتام في سورة النساء بعد ذكر الموت
وقصة أحد في آخر آل عمران ؟

( 5 )

{ فَٱنكِحُوا۟ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ }

فاختاروا على نظركم، ومن أحسن ما يختار من ذلك صفة الدين؛

كما قال النبي صلي الله عليه وسلم :

( تُنْكحُ المرأةُ لأربعٍ : لمالِها، ولحسبِها، ولجمالِها، ولدينِها،
فاظفر بذاتِ الدِّينِ تربت يداكَ )

وفي هذه الآية أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح،
بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها؛
ليكون على بصيرة من أمره
السعدي: 164

السؤال :

في قوله تعالى :
{ مَا طَابَ لَكُم }

إشارة إلى أهمية اختيار الزوجة،
بين ذلك ؟

( 6 )

{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ }

وفي هذا: أن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم
وعدم القيام بالواجب ولو كان مباحاً أنه لا ينبغي له أن يتعرض له،
بل يلزم السعة والعافية؛ فإن العافية خير ما أعطي العبد
السعدي: 164.

السؤال :

إذا غلب على الظن حصول الظلم؛
فمن الحكمة الابتعاد عن أسبابه, وضح ذلك من الآية؟

( 7 )

{ وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا }

في الآية إشارة إلى مدح الأموال،

وكان السلف يقولون:
المال سلاح المؤمن،
ولأن أترك مالا يحاسبني الله تعالى عليه
خير من أن أحتاج إلى الناس

وكانوا يقولون :
اتجروا، واكتسبوا؛
فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل دينه
الألوسي: 4/202.

السؤال :

إلى ما ذا يشير قوله :
{ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا } ؟


التوجيهات

1- من غلب على ظنه
عدم القدرة على العدل بين الزوجات فلا يُعَدِّد،


{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ۚ }


2- تعامل مع مال اليتيم
كما تحب أن يتعامل الناس مع مال ورثتك بعد موتك،


{ وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا
وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ
وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا }


3- الأمر بوجود شاهد عند دفع المال لليتيم
تبرئة لذمة القائم على المال، وحفظا لسمعته،


{ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَٰلَهُمْ فَأَشْهِدُوا۟ عَلَيْهِمْ }


العمل بالآيات

1- ابدأ اليوم بوضع جدول لزيارة أرحامك،
والاتصال على البعيد منهم،

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }


2- ساعد أيتاما على حفظ مالهم

{ وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ }


3- ضع ميزانية شخصية توازن فيها بين متطلبات الدنيا والآخرة،

{ وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا
وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ
وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا }

معاني الكلمات

حُوبًا : إِثْمًا

تُقْسِطُوا : تَعْدِلُوا

أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا : أَقْرَبُ إِلَى عَدَمِ الْجَوْرِ

صَدُقَاتِهِنَّ : مُهُورِهِنَّ

نِحْلَةً : فَرِيضَةً عَنْ طِيبِ نَفْسٍ

هَنِيئًا مَرِيئًا : حَلاَلاً طَيِّبًا

السُّفَهَاءَ : مَنْ لاَ يُحْسِنُونَ التَّصَرُّفَ فِي الْمَالِ

وَابْتَلُوا : اخْتَبِرُوا

آنَسْتُمْ : عَلِمْتُمْ

رُشْدًا : حُسْنَ تَصَرُّفٍ فِي الأَمْوَالِ

وَبِدَارًا : مُبَادَرَةً

حَسِيبًا : مُحَاسِبًا، وَشَاهِدًا.

▪ تمت ص 77

انتظروني غدا باذن الله

هيفاء الياس