المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة


حور العين
08-10-2016, 12:53 PM
من:الأخ / مصطفى آل حمد
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة
من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله

فيها‏:‏
خطب الملك طغرلبك ابنة الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك، وقال‏:‏
هذا شيء لم تجر العادة بمثله، ثم طلب شيئاً كثيراً كهيئة الفرار‏.‏

ومن ذلك ما كان لزوجته التي توفيت من الإقطاعات بأرض واسط،
وثلاثمائة ألف دينار، وأن يقيم الملك ببغداد لا يرحل عنها ولا يوماً واحداً،
فوقع الاتفاق على بعض ذلك، وأرسل إليها بمائة ألف دينار مع ابنة أخيه
داود زوجة الخليفة، وأشياء كثيرة من آنية الذهب والفضة، والنثار
والجواري ومن الجواهر ألفان ومائتي قطعة، من ذلك سبعمائة قطعة
من جوهر، وزن القطعة ما بين الثلاث مثاقيل إلى المثقال، وأشياء أخرى‏.‏

فتمنع الخليفة لفوات بعض الشروط، فغضب عميد الملك الوزير لمخدومه
السلطان، وجرت شرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتاباً يأمر
الخليفة بانتزاع ابنة أخيه السيدة أرسلان خاتون، ونقلها من دار الخلافة
إلى دار الملك، حتى تنفصل هذه القضية، فعزم الخليفة على الرحيل من
بغداد، فانزعج الناس لذلك، وجاء كتاب السلطان إلى رئيس شحنة بغداد
برشتق يأمره بعدم المراقبة وكثرة العسف في مقابلة رد أصحابه
بالحرمان، ويعزم على نقل الخاتون إلى دار المملكة، وأرسل من يحملها
إلى البلد التي هو فيها، كل ذلك غضباً على الخليفة‏.‏

قال ابن الجوزي‏:‏ وفي رمضان منها رأى إنسان من الزمنى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في المنام وهو قائم ومعه ثلاثة أنفس، فجاءه أحدهم
فقال له‏:‏ ألا تقوم ‏؟‏

فقال‏:‏ لا أستطيع، أنا رجل مقعد، فأخذ بيده فقال‏:‏ قم، فقام وانتبه‏.‏

فإذا هو قد برأ وأصبح يمشي في حوائجه‏.‏

وفي ربيع الآخر
استوزر الخليفة أبا الفتح منصور بن أحمد بن دارست الأهوازي، وخلع
عليه وجلس في مجلس الوزارة‏.‏

وفي جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه كسفت الشمس كسوفاً عظيماً، جميع
القرص غاب، فمكث الناس أربع ساعات حتى بدت النجوم، وآوت الطيور
إلى أوكارها، وتركت الطيران لشدة الظلمة‏.‏

وفيها‏:‏
ولي أبو تميم بن معز الدولة بلاد إفريقية‏.‏

وفيها‏:‏
ولي ابن نصر الدولة أحمد بن مروان الكردي ديار بكر‏.‏

وفيها‏:‏
ولي قريش بن بدران بلاد الموصل ونصيبين‏.‏

وفيها‏:‏
خلع على طراد بن محمد الزينبي الملقب بالكامل نقابة الطالبيين،
ولقب المرتضى‏.‏

وفيها‏:‏
ضمن أبو إسحاق بن علاء اليهودي، ضياع الخليفة من صرصر إلى
أواثى، كل سنة ستة وثمانين ألف دينار، وسبع عشرة ألف كر من غلة‏.‏
ولم يحج أحد من أهل العراق هذه السنة‏.‏