المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر إيمانية ( الحلقة التاسعه )


حور العين
08-16-2016, 02:35 PM
من: الأخت / الملكة نــور
خواطر إيمانية
( الحلقة التاسعه )

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً } .
[ البقرة : 22 ]

كالفراش تماماً ،
أنت الآن في الحر تجد وسائل لتخفيف الحر ،
يوجد برد فهناك وقود ومدافئ ، أنت تحتاج إلى الماء ،
الماء موجود تستخرجه من أي مكان ،
أي مكان إذا حفرت بئراً تصل إلى الماء ،

من أودع الماء في الأرض ؟

الله جلَّ جلاله ، نظام المطر ، نظام الرياح ،
هذا كلُّه يحتاج إلى دراسات .

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً } .
[ البقرة : 22 ]

السماء بناء ، والله سبحانه وتعالى
هو الذي بنى هذا النظام وبنى هذه المجرَّات ،
قد يسأل أحدكم :

كم مجرة في الكون ؟

لا يزال الكون مجهولاً ،
أما المعلومات المتواضعة التي وصل إليها العلماء مليون ملْيون مجرة ،
وفي أكثر هذه المجرات مليون ملْيون كوكب ونجم ،
وكل هذه المجرات مُترابطة مع بعضها البعض بقوى التجاذب ،
ومتحرِّكة بمساراتٍ مغلقة حيث إن هذا الكون مبنيٌ بناءً رائعاً
أساسه التوازن الحركي .

{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ } .
[ البقرة : 22 ]

لحكمةٍ إلهية جعل الله رِزْقَ الإنسان في الأمطار ،
الأمطار وحدها آيةٌ من آيات الله الدالة على عظمته ،

من أين جاءت هذه البحار ؟

فقد سمعت أن مرصداً عملاقاً في أوروبا
يستخدم الأشعة فوق البنفسجية
في كشف النجوم ، اكتشف سحابة كونية ،
سحابة واحدة من بين آلاف السحب
تستطيع هذه السحابة أن تملأ البحار كلَّها
ستين مرة في يوم واحد بالماء العذب .

{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ } .
[ البقرة : 22 ]

هذا موسم فواكه ، يأكل الإنسان كل يوم منها صنفاً أو أصنافاً ،

فهل خطر في بالك من صنع هذه البطيخة ؟

من صممها بهذا الحجم ؟

أساسها بذرة واحدة ، من أين جاء هذا الطُعْم الحلو ؟

وهذا اللون الأحمر ؟

وهذه المواد المُدِرَّة ؟

وهذه المواد المفيدة ؟

ومن جعل هذه القشرة سميكة جداً وذات شكل بيضوي ؟

وتجد السيارة تحمل عشرة أطنان من البطيخ ،
البطيخ في الأسفل كما هو في الأعلى ،
لأن الشكل البيضوي أكبر شكل يقاوم الضغط ،
لأن الضغط على أي مكان فيه يوزَّع على كل سطح هذا الشكل ،
كالبيض تماماً تضع مئة بيضة في سلة ،
فالبيضة التي في الأسفل لا تتأثر أبداً .

{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ }
[ البقرة : 22 ]

{ لَكُمْ }

لكم خصيصاً لكم ، قد تُدعى إلى وليمة وأنت ضيف الشرف
كل هذا الطعام صُنِع من أجلك أيّها الإنسان ، قد يطرق الباب طارق ،
ضيف زائر تفضَّل وكُلْ ، لكن هذا الطعام لم يصنع لهذا الضيف الطارق
صنع لضيف الشرف ،
يجب أن تعلم علم اليقين أن كل شيء خلقه الله عزَّ وجل خصيصاً لك ،

هذا يُستفاد من قوله تعالى

{ لَكُمْ }

{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
[ البقرة : 22 ]

لا أحد يقول : إن هناك جهة خلقت الكون غير الله ،
لا أحد يستطيع أن يدعي خلق الكون إلا الله .

{ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا }
[ البقرة : 23 ، 24 ]

{ لم } ، { ولن } ،

لم لنفي الماضي ،
ولن للنفي على التأبيد أي المستقبل :

{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا } .
[ البقرة : 24 ]

لم تستطيعوا أن تفعلوا في الماضي ،
ولن تستطيعوا أن تفعلوا بالمستقبل ،
والدليل : أنه مضى على إنزال هذا القرآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عام ،

هل استطاع العِلم كله في الأرض
أن يأتي بشيءٍ يُناقض هذا القرآن ؟

بالعكس كلَّما تقدَّم العلِم تطابق مع القرآن .

{ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
[ البقرة : 24 ]

النار أيها الأخوة ، وما أدراك ما النار ! الشموس ،
أبدأ الكلام الآن عن شموس حمراء اللون ، والنجوم البعيدة بيضاء ،
انظروا إليها في الليل تجدوها بيضاء ، ويوجد الآن ثقوب سوداء ،
يمر الكوكب المُلتهب بمرحلة الاحمرار إلى الابيضاض إلى السواد ،
وكل مرحلة تتضاعف فيها الحرارة ملايين المرَّات ،
شمسنا حمراء حيث أنها في البدايات ،
ولكن هناك شموساً بيضاء تنكمش وتصبح بيضاء اللون ،
وبعد ألف عام تصبح هذه الشمس سوداء ،
وهناك ثقوب فيها ضغطٍ عالٍ جداً ،
لو دخلت الأرض أحد هذه الثقوب لأصبحت بحجم البيضة مع وزنها نفسه ،
إذا وضعت الحجر البازلتي وهو آخر العناصر انصهاراً
فإنه يذوب في النار :

{ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ } .
[ البقرة : 24 ]

هل تعلم يا أخي أن أهل الخبرة يصنعون أرض الأفران الآن
من الحجر الأسود أي البازلتي ، قلَّما ينصهر هذا الحجر ،
أما في نار جهنم فهو يصبح سائلاً ،
لو أن الأرض أُلقيت في الشمس لتبخَّرت في ثانيةٍ واحدة ،
حرارة الشمس في ظاهرها ستة آلاف درجة ،
وفي أعماقها عشرون مليون درجة ،
هذه شمس الأرض الحمراء وليست السوداء ،
الحمراء عشرون مليون درجة .

تفسير الدكتور محمد راتب النابلسي