نسمة أمل
08-17-2016, 12:20 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق
{ الموضوع التاسع الفقرة 13 }
( أحكــام الحـــــــــج )
أخى المسلم
بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم
نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزا و حصنا
و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمنا
و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفا و تحصينا و منا
و جعل زيارته و الطواف به حجابا بين العبد و بين العذاب و مجنا
و الصلاة على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة
و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق و سلم تسليما كثيرا
شروط الطواف
ماهى شروط الطواف
1 - الطهارة من الحدث الأصغر و الأكبر و النجاسة
لما رواه أبن عباس رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :
( الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام
فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير)
رواه الترمذى و الدارقطنى و صححه الحاكم و أبن خزيمة و أبن السكن
و عن أمنا عائشه رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
( أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
دخل عليها وهى تبكى فقال : أنفستِ ؟ عنى الحيضه
قالت : نعم
قال : أن هذا شئ كتبه الله على بنات آدم فأقضى ما يقضى الحاج
غير أن لا تطوفى بالبيت حتى تغتسلى )
رواه مسلم
و عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أنها قالت :
[ أن أول شئ بدأ به النبى صلى الله عليه و سلم
حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت ]
رواه الشيخان
و من كان به نجاسة لا يمكن إزالتها
كمن به سلس بول و كالمستحاضة التى لا يرقأ دمها
فانه يطوف و لا شئ عليه بإتفاق
2- ستر العورة
لحديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال
[ بعثنى أبو بكر الصديق فى الحجة التى أمره عليها
رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل حجة الوداع
فى رهط يؤذنون فى الناس يوم النحر
لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان ]
رواه الشيخان
3 - أن يكون سبعة أشواط كاملة
فلو ترك خطوة واحدة فى أى شوط. لا يحتسب طوافه
فإن شك بنى على الأقل حتى يتيقن السبع
و أن شك بعد الفراغ من الطواف فلا يلزمه شئ
4- أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود و ينتهى إليه
5- أن يكون البيت عن يسار الطائف
فلو طاف و كان البيت عن يمينه لا يصح طوافه
لقول جابر رضى الله عنه :
[ لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة
أتى الحجر الاسود فأستلمه
ثم مشى عن يمينه فرمل ثلاثا و مشى أربعا ]
رواه مسلم
6- أن يكون الطواف خارج البيت
فلو طاف فى الحجر لا يصح طوافه
فأن الحج و الشاذروان من البيت
الشاذروان أى البناء الملاصق لأساس الكعبة الذى توضع به حلق الكسوه
و الله عز و جل أمر بالطواف بالبيت لا فى البيت
قال تعالى :
{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
الحج 29
و يستحب القرب من البيت إن تيسر
7 - موالاة السعى
عند مالك و أحمد
و لا يضر التفريق اليسير لغير عذر و لا التفريق الكثير لعذر
و ذهب الحنفية و الشافعية إلى أن الموالاة سنة
فلو فرق بين أجزاء الطواف تفريقا كثيرا بغير عذر
لا يبطل و يبنى على ما مضى من طوافه
و روى سعيد بن منصور عن حميد بن زيد أنه قال
رأيت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
طاف بالبيت ثلاثة أطواف ( أى أشواط ) أو أربعة
ثم جلس يستريح و غلام له يروح عليه
فقام فبنى على ما مضى من طوافه
و عند الشافعية و الحنفية
لو أحدث فى الطواف
توضأ و بنى و لا يجب الإستئناف و إن طال الفصل
وعن ابن عمر رضى الله عنهما
أنه كان يطوف بالبيت فأقيمت الصلاة فصلى مع القوم
ثم قام فبنى على ما مضى من طوافه
و عن عطاء رضى الله عنه انه كان يقول
فى الرجل يطوف بعض طوافه ثم تحضر الجنازه قال :
[ يخرج يصلى عليها ثم يرجع فيقضى مابقى من طوافه ]
سنن الطواف
للطواف سنن نذكرها فيما يلى :-
1- إستقبال الحجر الأسود
عند بدء الطواف مع التكبير و التهليل
و رفع اليدين كرفعهما فى الصلاة
و إستلامه بهما بوضعهما عليه و تقبيله بدون صوت
و وضع الخد عليه إن أمكن ذلك
و إلا مسه بيده و قبلها أو مسه بشئ معه و قبله
أو أشار إليه بعصا و نحوه
قال ابن عمر رضى الله عنهما :
( استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجر
و استلمه ثم وضع شفتيه يبكى طويلا
فاذا عمر يبكى طويلا فقال عليه الصلاة و السلام :
ياعمر هنا تسكب العبرات )
العبرات أى الدموع
رواه الحاكم و قال إسناده صحيح
و عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :
[ أن عمر رضى الله عنه أكب على الركن
فقال :أنى لأعلم أنك حجر
و لو لم أرى حبيبى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قبلك و أستلمك ما أستلمتك و لا قبلتك
لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ]
رواه أحمد و غيره بألفاظ مختلفه
و عن ابن عمر رضى الله عنهما
( أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يأتى البيت فيستلم الحجر و يقول
بسم الله و الله اكبر )
رواه أحمد
قال الخطابى
فيه من العلم أن متابعة السنن واجبة و أن لم يوقف لها على علل معلومة
أو أسباب معقولة و ان إعيانها حجة على من بلغته و أن لم يفقه معانيها
إلا أنه معلوم فى الجملة أن تقبيله الحجر
انما هو إكرام له ، و إعظام لحقه ، و تبرك به
و قد فضل الله بعض الأحجار على بعض
كما فضل بعض البقاع و البلدان و كما فضل بعض الليالى و الايام و الشهور
و المعنى أن من صافحه فى الأرض كان له عند الله عهد
فكان كالعهد الذى تعقده الملوك بالمصافحة لمن يريد مولاته و الإختصاص به
و كما يصفق على ايدى الملوك للبيعة
المزاحمة على الحجر
و لا بأس فى المزاحمة على الحجر على أن لايؤذى أحداً
فقد كان أبن عمر رضى الله عنهما يزاحم حتى يدمى أنفه
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر رضى الله تعالى عنه
( يا أبا حفص إنك رجل قوى
فلا تزاحم على الركن فأنك تؤذى الضعيف
و لكن إن وجدت خلوة فأستلم ، و إلا فكبر و أمضى )
رواه الشافعى فى سننه
الإضطباع
الإضطباع هو جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن و طرفيه على الكتف الأيسر
فعن أبن عباس رضى الله عنهما
[ أن النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه أعتمروا من الجعرانة
فاضطبعوا أرديتهم تحت آباطهم و قذفوها على عواتقهم اليسرى ]
رواه أحمد و أبو داود و هذا مذهب الجمهور
و قالوا فى حكمته
أنه يعين على الرمل فى الطواف
قال مالك
لا يستحب لأنه لم يعرف و لم ير أحدا يفعله
و لا يستحب فى صلاة الطواف إتفاقاً
الــرمــل
الرمل هو الإسراع فى المشى مع هز الكتفين و تقارب الخطى
و قد شرع أظهاراً للقوة و النشاط
فعن أبن عمر رضى الله عنهما
[ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
رمل من الحجر الأسود الى الحجر الأسود ثلاثا و مشى أربعا ]
رواه أحمد و مسلم
و لو تركه فى الثلاث الأول لم يقضه فى الأربعه الأخيرة
و الإضطباع و الرمل خاص بالرجال فى طواف العمرة
و فى كل طواف يعقبه سعى فى الحج
و عند الشافعية
إذا اضطبع و رمل فى طواف القدوم ثم سعى بعده
لم يعد الإضطباع و الرمل فى طواف الإفاضة
و أن لم يسع بعده و أخر السعى إلى ما بعد طواف الزيارة
أضطبع و رمل فى طواف الزيارة
أما النساء فلا إضطباع عليهن لوجوب سترهن و لا رمل
قال ابن عمر رضى الله عنهما
[ ليس على النساء سعى بالبيت و لا بين الصفا و المروه ]
سعى هنا بمعنى رمل
رواه البيهقى
حكمة الرمل
و الحكمة فيما رواه أبن عباس رضى الله عنهما أنه قال :
[ قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
مكة و قد وهنتهم حمى يثرب
وهنتهم أى أضعفتهم و يثرب أى المدينة المنورة
فقال المشركون
أنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى و لقوا منها شرا
فأطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم على ما قالوه
فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة
و أن يمشوا بين الركنين فلما رأوهم رملوا قالوا
هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد منا أى أقوى و أشد ]
قال ابن عباس رضى الله عنهما
[ و لم يأمرهم أن يرملوا الأشواط السبعة كلها إلا إبقاء عليهم ]
رواه البخارى و مسلم و أبو داود و اللفظ له
و لقد بدا لعمر رضى الله عنه أن يدع الرمل بعد ما انتهت الحمى منه
و مكن الله للمسلمين فى الأرض
إلا أنه رأى إبقاءه على ما كان عليه فى العهد النبوى
لتبقى هذه الصورة ماثلة للاجيال بعده
قال محب الدين الطبرى
و قد يحدث شئ من أمر الدين لسبب ثم يزول السبب و لا يزول حكم
إستلام الركن اليمانى
قال ابن عمر رضى الله عنهما
[ لم أرى النبى صلى الله عليه و سلم يمس من الأركان إلا اليمانيين
و قال رضى الله عنهما :
ما تركت إستلام هذين الركنين أى اليمانى، و الحجر الاسود
منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستلمهما فى شدة و لا فى رخاء ]
رواه البخارى و مسلم
و إنما يستلم الطائف هذين الركنين لما فيهما من فضيلة ليست لغيرهما
ففى الركن الأسود ميزتان
إحداهما أنه على قواعد إبراهيم عليه السلام
و ثانيهما أن فيه الحجر الأسود الذى جعل مبدءا للطواف و منتهى له
و أما الركن اليمانى المقابل له
فقد وضع ايضا على قواعد إبراهيم عليه السلام
و روى أبو داود عن أبن عمر رضى الله عنهما
أنه أخبر بقول عائشة رضى الله عنها و عن أبيها
[ أن الحجر بعضه من البيت
فقال ابن عمر
و الله انى لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم
إنى لأظن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يترك إستلامها
إلا أنهما ليسا على قواعد البيت و لا طاف الناس وراء الحجر إلا لذلك ]
و الأمه متفقه على إستحباب الركنين اليمانيين
و على أنه لا يستلم الطائف الركنين الأخرين
و روى ابن حبان فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( الحجر و الركن اليمانى يحطا الخطايا حطا )
صلاة ركعتين بعد الطواف
يسن للطائف صلاة ركعتين بعد كل طواف
عند مقام إبراهيم أو فى أى مكان من المسجد
فعن جابر رضى الله تعالى عنه
( أن النبى صلى الله عليه و سلم حين قدم مكة
طاف بالبيت سبعاً و أتى المقام فقرأ قول الله تعالى :
{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
البقرة 125
فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فأستلمه )
رواه الترمذى و قال حديث حسن صحيح
و السنه فيهما قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة فى الركعة الاولى
و سورة الاخلاص فى الركعة الثانية
فقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما رواه مسلم و غيره
و تؤديان فى جميع الأوقات حتى أوقات النهى
فعن جبير بن مطعم رضى الله تعالى عنه :
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :
( يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت
و صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار )
رواه احمد ، و أبو داود ، و الترمذى ، و صححه
و هذا مذهب الشافعى و أحمد
وكما أن الصلاة بعد الطواف تسن فى المسجد فأنها تجوز خارجه
فقد روى البخارى
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة / رضى الله تعالى عنها
أنها طافت راكبة فلم تصلى حتى خرجت
و روى مالك
عن عمر رضى الله تعالى عنه
[ أنه صلاهما بذى طوى ]
و قال البخارى و صلى عمر رضى الله عنه خارج الحرم
و لو صلى المكتوبة بعد الطواف أجزأته عن الركعتين
وهو الصحيح عند الشافعية و المشهور من مذهب أحمد
و قال مالك و الاحناف لا يقوم غير الركعتين مقامهما
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات
فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى
و نواصل على بركة الله تقديم سلسة إيمانية مباركة
حصرية لبيت و موقع عطاء الخير الإسلاميين و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
يعدها و يكتبها لنا أخينا الأستاذ / هشام عباس محمود
عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير
نواصل على بركة الله و نسأل الله العون و التوفيق
{ الموضوع التاسع الفقرة 13 }
( أحكــام الحـــــــــج )
أخى المسلم
بمناسبة قرب الحج بلغنا الله و إياكم
نكرر معكم اليوم الموضوع الـتاسع من مواضيع دين وحكمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى جعل كلمة التوحيد لعباده حرزا و حصنا
و جعل البيت العتيق مثابة للناس و أمنا
و أكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفا و تحصينا و منا
و جعل زيارته و الطواف به حجابا بين العبد و بين العذاب و مجنا
و الصلاة على محمد نبى الرحمة و سيد الأمة
و على آله و صحبه قادة الحق و سادة الخلق و سلم تسليما كثيرا
شروط الطواف
ماهى شروط الطواف
1 - الطهارة من الحدث الأصغر و الأكبر و النجاسة
لما رواه أبن عباس رضى الله عنهما
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :
( الطواف صلاة إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام
فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير)
رواه الترمذى و الدارقطنى و صححه الحاكم و أبن خزيمة و أبن السكن
و عن أمنا عائشه رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
( أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
دخل عليها وهى تبكى فقال : أنفستِ ؟ عنى الحيضه
قالت : نعم
قال : أن هذا شئ كتبه الله على بنات آدم فأقضى ما يقضى الحاج
غير أن لا تطوفى بالبيت حتى تغتسلى )
رواه مسلم
و عنها رضى الله تعالى عنها و عن أبيها أنها قالت :
[ أن أول شئ بدأ به النبى صلى الله عليه و سلم
حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت ]
رواه الشيخان
و من كان به نجاسة لا يمكن إزالتها
كمن به سلس بول و كالمستحاضة التى لا يرقأ دمها
فانه يطوف و لا شئ عليه بإتفاق
2- ستر العورة
لحديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه أنه قال
[ بعثنى أبو بكر الصديق فى الحجة التى أمره عليها
رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل حجة الوداع
فى رهط يؤذنون فى الناس يوم النحر
لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان ]
رواه الشيخان
3 - أن يكون سبعة أشواط كاملة
فلو ترك خطوة واحدة فى أى شوط. لا يحتسب طوافه
فإن شك بنى على الأقل حتى يتيقن السبع
و أن شك بعد الفراغ من الطواف فلا يلزمه شئ
4- أن يبدأ الطواف من الحجر الأسود و ينتهى إليه
5- أن يكون البيت عن يسار الطائف
فلو طاف و كان البيت عن يمينه لا يصح طوافه
لقول جابر رضى الله عنه :
[ لما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة
أتى الحجر الاسود فأستلمه
ثم مشى عن يمينه فرمل ثلاثا و مشى أربعا ]
رواه مسلم
6- أن يكون الطواف خارج البيت
فلو طاف فى الحجر لا يصح طوافه
فأن الحج و الشاذروان من البيت
الشاذروان أى البناء الملاصق لأساس الكعبة الذى توضع به حلق الكسوه
و الله عز و جل أمر بالطواف بالبيت لا فى البيت
قال تعالى :
{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ }
الحج 29
و يستحب القرب من البيت إن تيسر
7 - موالاة السعى
عند مالك و أحمد
و لا يضر التفريق اليسير لغير عذر و لا التفريق الكثير لعذر
و ذهب الحنفية و الشافعية إلى أن الموالاة سنة
فلو فرق بين أجزاء الطواف تفريقا كثيرا بغير عذر
لا يبطل و يبنى على ما مضى من طوافه
و روى سعيد بن منصور عن حميد بن زيد أنه قال
رأيت عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما
طاف بالبيت ثلاثة أطواف ( أى أشواط ) أو أربعة
ثم جلس يستريح و غلام له يروح عليه
فقام فبنى على ما مضى من طوافه
و عند الشافعية و الحنفية
لو أحدث فى الطواف
توضأ و بنى و لا يجب الإستئناف و إن طال الفصل
وعن ابن عمر رضى الله عنهما
أنه كان يطوف بالبيت فأقيمت الصلاة فصلى مع القوم
ثم قام فبنى على ما مضى من طوافه
و عن عطاء رضى الله عنه انه كان يقول
فى الرجل يطوف بعض طوافه ثم تحضر الجنازه قال :
[ يخرج يصلى عليها ثم يرجع فيقضى مابقى من طوافه ]
سنن الطواف
للطواف سنن نذكرها فيما يلى :-
1- إستقبال الحجر الأسود
عند بدء الطواف مع التكبير و التهليل
و رفع اليدين كرفعهما فى الصلاة
و إستلامه بهما بوضعهما عليه و تقبيله بدون صوت
و وضع الخد عليه إن أمكن ذلك
و إلا مسه بيده و قبلها أو مسه بشئ معه و قبله
أو أشار إليه بعصا و نحوه
قال ابن عمر رضى الله عنهما :
( استقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحجر
و استلمه ثم وضع شفتيه يبكى طويلا
فاذا عمر يبكى طويلا فقال عليه الصلاة و السلام :
ياعمر هنا تسكب العبرات )
العبرات أى الدموع
رواه الحاكم و قال إسناده صحيح
و عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال :
[ أن عمر رضى الله عنه أكب على الركن
فقال :أنى لأعلم أنك حجر
و لو لم أرى حبيبى رسول الله صلى الله عليه و سلم
قبلك و أستلمك ما أستلمتك و لا قبلتك
لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ]
رواه أحمد و غيره بألفاظ مختلفه
و عن ابن عمر رضى الله عنهما
( أن النبى صلى الله عليه و سلم كان يأتى البيت فيستلم الحجر و يقول
بسم الله و الله اكبر )
رواه أحمد
قال الخطابى
فيه من العلم أن متابعة السنن واجبة و أن لم يوقف لها على علل معلومة
أو أسباب معقولة و ان إعيانها حجة على من بلغته و أن لم يفقه معانيها
إلا أنه معلوم فى الجملة أن تقبيله الحجر
انما هو إكرام له ، و إعظام لحقه ، و تبرك به
و قد فضل الله بعض الأحجار على بعض
كما فضل بعض البقاع و البلدان و كما فضل بعض الليالى و الايام و الشهور
و المعنى أن من صافحه فى الأرض كان له عند الله عهد
فكان كالعهد الذى تعقده الملوك بالمصافحة لمن يريد مولاته و الإختصاص به
و كما يصفق على ايدى الملوك للبيعة
المزاحمة على الحجر
و لا بأس فى المزاحمة على الحجر على أن لايؤذى أحداً
فقد كان أبن عمر رضى الله عنهما يزاحم حتى يدمى أنفه
و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر رضى الله تعالى عنه
( يا أبا حفص إنك رجل قوى
فلا تزاحم على الركن فأنك تؤذى الضعيف
و لكن إن وجدت خلوة فأستلم ، و إلا فكبر و أمضى )
رواه الشافعى فى سننه
الإضطباع
الإضطباع هو جعل وسط الرداء تحت الإبط الأيمن و طرفيه على الكتف الأيسر
فعن أبن عباس رضى الله عنهما
[ أن النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه أعتمروا من الجعرانة
فاضطبعوا أرديتهم تحت آباطهم و قذفوها على عواتقهم اليسرى ]
رواه أحمد و أبو داود و هذا مذهب الجمهور
و قالوا فى حكمته
أنه يعين على الرمل فى الطواف
قال مالك
لا يستحب لأنه لم يعرف و لم ير أحدا يفعله
و لا يستحب فى صلاة الطواف إتفاقاً
الــرمــل
الرمل هو الإسراع فى المشى مع هز الكتفين و تقارب الخطى
و قد شرع أظهاراً للقوة و النشاط
فعن أبن عمر رضى الله عنهما
[ ان رسول الله صلى الله عليه و سلم
رمل من الحجر الأسود الى الحجر الأسود ثلاثا و مشى أربعا ]
رواه أحمد و مسلم
و لو تركه فى الثلاث الأول لم يقضه فى الأربعه الأخيرة
و الإضطباع و الرمل خاص بالرجال فى طواف العمرة
و فى كل طواف يعقبه سعى فى الحج
و عند الشافعية
إذا اضطبع و رمل فى طواف القدوم ثم سعى بعده
لم يعد الإضطباع و الرمل فى طواف الإفاضة
و أن لم يسع بعده و أخر السعى إلى ما بعد طواف الزيارة
أضطبع و رمل فى طواف الزيارة
أما النساء فلا إضطباع عليهن لوجوب سترهن و لا رمل
قال ابن عمر رضى الله عنهما
[ ليس على النساء سعى بالبيت و لا بين الصفا و المروه ]
سعى هنا بمعنى رمل
رواه البيهقى
حكمة الرمل
و الحكمة فيما رواه أبن عباس رضى الله عنهما أنه قال :
[ قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
مكة و قد وهنتهم حمى يثرب
وهنتهم أى أضعفتهم و يثرب أى المدينة المنورة
فقال المشركون
أنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى و لقوا منها شرا
فأطلع الله سبحانه نبيه صلى الله عليه و سلم على ما قالوه
فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة
و أن يمشوا بين الركنين فلما رأوهم رملوا قالوا
هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد منا أى أقوى و أشد ]
قال ابن عباس رضى الله عنهما
[ و لم يأمرهم أن يرملوا الأشواط السبعة كلها إلا إبقاء عليهم ]
رواه البخارى و مسلم و أبو داود و اللفظ له
و لقد بدا لعمر رضى الله عنه أن يدع الرمل بعد ما انتهت الحمى منه
و مكن الله للمسلمين فى الأرض
إلا أنه رأى إبقاءه على ما كان عليه فى العهد النبوى
لتبقى هذه الصورة ماثلة للاجيال بعده
قال محب الدين الطبرى
و قد يحدث شئ من أمر الدين لسبب ثم يزول السبب و لا يزول حكم
إستلام الركن اليمانى
قال ابن عمر رضى الله عنهما
[ لم أرى النبى صلى الله عليه و سلم يمس من الأركان إلا اليمانيين
و قال رضى الله عنهما :
ما تركت إستلام هذين الركنين أى اليمانى، و الحجر الاسود
منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يستلمهما فى شدة و لا فى رخاء ]
رواه البخارى و مسلم
و إنما يستلم الطائف هذين الركنين لما فيهما من فضيلة ليست لغيرهما
ففى الركن الأسود ميزتان
إحداهما أنه على قواعد إبراهيم عليه السلام
و ثانيهما أن فيه الحجر الأسود الذى جعل مبدءا للطواف و منتهى له
و أما الركن اليمانى المقابل له
فقد وضع ايضا على قواعد إبراهيم عليه السلام
و روى أبو داود عن أبن عمر رضى الله عنهما
أنه أخبر بقول عائشة رضى الله عنها و عن أبيها
[ أن الحجر بعضه من البيت
فقال ابن عمر
و الله انى لأظن عائشة إن كانت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم
إنى لأظن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يترك إستلامها
إلا أنهما ليسا على قواعد البيت و لا طاف الناس وراء الحجر إلا لذلك ]
و الأمه متفقه على إستحباب الركنين اليمانيين
و على أنه لا يستلم الطائف الركنين الأخرين
و روى ابن حبان فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( الحجر و الركن اليمانى يحطا الخطايا حطا )
صلاة ركعتين بعد الطواف
يسن للطائف صلاة ركعتين بعد كل طواف
عند مقام إبراهيم أو فى أى مكان من المسجد
فعن جابر رضى الله تعالى عنه
( أن النبى صلى الله عليه و سلم حين قدم مكة
طاف بالبيت سبعاً و أتى المقام فقرأ قول الله تعالى :
{ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }
البقرة 125
فصلى خلف المقام ثم أتى الحجر فأستلمه )
رواه الترمذى و قال حديث حسن صحيح
و السنه فيهما قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة فى الركعة الاولى
و سورة الاخلاص فى الركعة الثانية
فقد ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما رواه مسلم و غيره
و تؤديان فى جميع الأوقات حتى أوقات النهى
فعن جبير بن مطعم رضى الله تعالى عنه :
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :
( يا بنى عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت
و صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار )
رواه احمد ، و أبو داود ، و الترمذى ، و صححه
و هذا مذهب الشافعى و أحمد
وكما أن الصلاة بعد الطواف تسن فى المسجد فأنها تجوز خارجه
فقد روى البخارى
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة / رضى الله تعالى عنها
أنها طافت راكبة فلم تصلى حتى خرجت
و روى مالك
عن عمر رضى الله تعالى عنه
[ أنه صلاهما بذى طوى ]
و قال البخارى و صلى عمر رضى الله عنه خارج الحرم
و لو صلى المكتوبة بعد الطواف أجزأته عن الركعتين
وهو الصحيح عند الشافعية و المشهور من مذهب أحمد
و قال مالك و الاحناف لا يقوم غير الركعتين مقامهما
انتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات
فى الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى