المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القابض على دينه كالقابض على الجمر


vip_vip
04-26-2011, 06:35 PM
القابض على دينه كالقابض على الجمر) + مشهد (http://www.ataaalkhayer.com/)

http://saaid.net/twage3/083.gif
أستغفر الله العظيم
http://www.d3wa.com/pages/sh-7aq/1234.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)
(القابض على دينه كالقابض على الجمر)

يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »
رواه الترمذي .
تأملوا هذا الكلام الذي كتبه العلامة ابن سعدي قبل 65 سنة
في شرح حديث «القابض على دينه (http://www.ataaalkhayer.com/)»
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم . أما بعد:
فقد أعجبني ما كتبه العلامة ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث،
وهو آخر حديث في كتابه النفيس
«بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار» :

http://www.6moo7.com/vb/attachment.php?attachmentid=7158&stc=1&d=1195469797 (http://www.ataaalkhayer.com/)
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »
رواه الترمذي .
وهذا الحديث أيضا يقتضي خبرا وإرشادا .
أما الخبر ، (http://www.ataaalkhayer.com/)
فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ،
ويكثر الشر وأسبابه
وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل ،
وهذا القليل في حالة شدة
ومشقة عظيمة ، كحالة القابض على الجمر ،
من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة
فتن الشبهات والشكوك والإلحاد ،
وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها
ظاهرا وباطنا ، وضعف الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد .
ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات
والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين
وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق ،
وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا .
وأما الإرشاد ، فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ،
وأن يعرفوا أنه لا بد منها
وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه
- مع هذه المعارضات (http://www.ataaalkhayer.com/)
فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه
فإن المعونة على قدر المؤونة .
وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،
فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه
ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ،
وحكومات متشتتة ، وعداوات
وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ،
يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين
وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان
ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .
ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ،
بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم
ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ،
والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا
وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه ،
وفخر وفخفخة ، واستكبار
بالمدنيات المبنية على الإلحاد
التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد .
فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ،
والمزعجات الملمة ،
والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها
- تجد مصداق هذا الحديث (http://www.ataaalkhayer.com/) .
ولكن مع ذلك ، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله
ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ،
بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب
الكريم الوهاب ، ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ،
بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا
وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .
فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :
" لا حول و لا قوة إلا بالله "
" و" حسبنا الله ونعم الوكيل .
على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى
وأنت المستعان . وبك المستغاث .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة .
ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير .
وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك :
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ،
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
[ الطلاق : 2 ، 3 ، 4 ]
وفقكم الله
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif

http://img69.imageshack.us/img69/6364/12546999341.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)