المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الفرق بين الحوار والجدل


حور العين
09-09-2016, 03:12 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
ما الفرق بين الحوار والجدل

ممّا ابتليت به الأمّة ظاهرة الجدل التي انتشرت على شاشاتنا التّلفزيونيّة
بين النّاس بعضهم البعض ، فترى الكثير ممّن يدّعي العلم و المعرفة
زوراً و بهتاناً يتكلّم في أمور النّاس و يجادل بغير الإستناد
إلى قاعدةٍ علميّةٍ و معرفيّة ، و بدون وضع هدفٍ محددٍ من كلامه
و جداله مع النّاس و لأجل الجدل العقيم فقط

لقد أطلق الله سبحانه و تعالى صفة الجدل على الأقوام السّابقة
الذين كانوا يجادلون لأجل الجدل فقط و بدون هدف ،

فقال الله تعالي :

{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ
أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ }
[ غافر : 56 ]

فقد شبّه الله سبحانه حال المجادل و كيف يتكبّر عن قبول الحق
و يرفضه ، و قد بيّن النّبي الكريم ارتباط الجدل بالضّلال بعد الهدى

بقوله صلي الله عليه وسلم :
( ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل )

و إنّ هناك صورةٌ حسنةٌ من صور الجدال
و هي الجدال مع أهل الكتاب ، حيث يحاورهم المسلم
بالتي هي أحسن ،

فقال الله تعالي :

{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }
[ العنكبوت : 46 ]

و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم
جزاء من ترك الجدال و المراء قائلاً ،

( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء
وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب
وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )

أما الحوار بين النّاس بعضهم البعض فمندوبٌ و خاصةً لطالب العلم
و السّاعي نحو الحقيقة و المعرفة ، و من الأمور التي استحدثها
النّاس للوصول إلى فكرةٍ معينةٍ و حلولٍ مناسبةٍ
ما يسمّى بجلسات العصف الذّهني ، حيث يجلس النّاس المتحاورين
في دائرةٍ معيّنةٍ يطرح كل منهم أراءا خلاّقة تستثير عقول
بعضهم البعض لإنتاج مزيدٍ من الأفكار و من ثمّ الوصول إلى فكرةٍ
خلاّقةٍ أو حلٍ مناسبٍ ، و قد كان أسلوب الحوار منذ الخليقة

حيث حاور الله سبحانه و تعالى إبليس و كذلك حاور الأنبياء
أقوامهم ، فالحوار هو لغة التّواصل بين النّاس من أجل الوصول
إلى غاياتٍ نبيلةٍ سامية ، فالمحاور له صفات خاصة تميّزه
عن الإنسان الذي يجادل بدون هدفٍ أو غايةٍ فهو مستمع جيد ،
يقبل بالحق و يذعن له ، فثمار الحوار هو ما ينشده
المتحاورين دائماً