المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقتك أختي المسلمة أين يصرف


vip_vip
05-24-2010, 12:00 PM
جرت العادة في أكثر بلادنا الـشـرقـيـة:
أن تـخـصـص الـمرأة فترةَ بعد العصر لاستقبال صديقاتها ،
أو زيارتهن على اختلافٍ في طريقة الزيارة أهي دورية منظمة
أم عفوية؟ ، وأياً كانت الحال لا يخلو البيت يومها من إعلان
حالة طوارئ فيها. فاستعدادات فوق العادة ، تستنزف الجهد ،
وتضيع الوقت ، وتبعثر المال. وتحول يوم الاسـتـقـبـال إلـى
مباراة بين الأسر فيما يقدم للضيوف ، وفي إبراز مظهر البيت
ولباس أهله.


ولـو سـئـلـت غـالـبـية النساء عن الهدف من هذه الزيارة؟
لكان أحسن ما يفصحن به: إنه التلاقي لقتل الوقت والتسلية
ودفع السأم والملل عنهن.
ولا أدري هل الوقت إلا عـمـر الإنـسـان الـذي يـسـأل عـنه ؟
ومتى السؤال؟
إنه يوم الفزع الأكبر.. ومن السائل؟ إنه رب العالمين .
ومن أضاع وقته فقد أضاع جزءاً لا يعوض من حياته،
وجديرٌ أن تطول عليه حسرته.. أختاه ، أنت مربية الأجيال ،
وممولة للمجتمع المسلم ببناته من نساء ورجال ،
إن واجبي وواجبك التربية الرشيدة لأبنائنا ،
وإعدادهم إعداداً إسلامياً يجعلهم قادرين على حمل الأمانة
والنهوض بالأمة وبناء المجتمع الفاضل المنشود.
وإن كان ابن الجوزي قد عجب من أهل زمانه وإضاعتهم للوقت
فقال:
"رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً ،
وإن طال الليل فبحديثٍ لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه غزاة
وسمر ، وإن طال النهار فبالنوم وهم في أطراف النهار
على دجلة أو في الأسواق نشبههم بالمتحدثين في سفينة
وهي تجري بهم وما عندهم خبر ، ورأيت النادرين قد فهموا
معنى الوجود ، فهم في تعبئة الزاد للرحيل ،
إلا أنهم يتفاوتون ، وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته
بما ينفق في بلد الإقامة" .
فماذا نقول نحن عن الناس في زماننا؟!
وقد أصبح العبث الفارغ أساس حياة أكثرهم ، والتبرم بالحياة
سبباً في أمراض نفسية غريبة ، وصار الضيق والهلع من
المجهول شبحاً يطارد ضعاف النفوس والإيمان؟!
إن أساليبهم في اللهو وإضاعة الأوقات تفوق الخيال:
فبعد السهر والسحر على شتى البرامج في وسائل اللهو
الحديثة المحرمة والمباحة ، النوم حتى الضحى ،
واللهاث بقية النهار للدنيا فقط ، وفي أعمال الدنيا..
وكثرة النوم والتناوم هو شأن الخاملين اللاهين.
أما الجادون: فيحرصون على أوقاتهم حرص الشحيح
على ماله أو أشد حرصاً. حقاً:
"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"
(رواه البخاري).
مختصراً من كتاب
(الزيارة بين النساءعلى ضوء الكتاب والسنة)


لخولة درويش وافدة النساء


منقول