المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دين وحكمه ( الحلقة السادسة و الأربعون )


vip_vip
05-12-2011, 10:41 AM
( الحلقة السادسة و الأربعون )



{ الموضوع السادس الفقرة 03 }


( هل فى المال حق سوى الزكاة )


أخى المسلم

تكلمنا فى الحلقة السابقةعن صدقة التطوع
و سنتحدث اليوم
عن من هم أولى الناس بالصدقة ؟؟

من هم أولى الناس بالصدقة

أولى الناس بصدقة الرجل
هم أولاده و أقاربه ما داموا فى حاجة إلى هذه الصدقة
فكفالة العيال واجبة
فاذا كان معه ما يكفى عياله فقط
لا يجوز له أن يتصدق به على أجنبى

عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه
أن النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال
( إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه
و أن كان فضل ( أى زيادة ) فعلى عياله
و إن كان فضل فعلى ذوى قرابته أو ذوى رحمه
و إن فضل فهاهنا و ها هنا )
رواه أحمد و مسلم

و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :

( تصدقوا


قال رجلعندى دينار

قال
تصدق به على نفسك
قالعندى دينار أخر
قال
تصدق به على ولدك
قالعندى دينار أخر
قال
تصدق به على خادمك
قال عندى دينار أخر
قال
أنت به أبصر )
رواه أبو داود و النسائى و الحاكم

و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت )
أى من يعولهم و ينفق عليهم
رواه مسلم و أبو داود

و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( افضل الصدقة الصدقة على ذى الرحم الكاشح )
رواه الطبرانى و الحاكم

و الكاشح هو
الذى يضمر العداوه لقريبه أن هو حرمه مما هو فى حاجة إليه
فكثيرا ما يعتب القريب على قريبه
إذا رأى فضله قد ذهب إلى غيره
فلو أعطاه من الصدقة لذهب حسده و حقده
و حلت المحبة مكان العداوة

قال تعالى

{ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }


فصلت34


و قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( الصدقة على المسكين صدقة
و على القريب صدقتان صدقة و صلة )
رواه الترمذى

و قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
( يا أمة محمدو الذى بعثنى بالحق
لا يقبل الله صدقة من رجل
و له قرابة محتاجون إلى صلته و يصرفها إلى غيرهم
و الذى نفسى بيدهلا ينظر الله اليه يوم القيامة )
رواه الطبرانى

و قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

( دينار أنفقته فى سبيل الله
و دينار أنفقته فى رقبة
و دينار تصدقت به على أهلك
أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك )
رواه مسلم

أخى المسلم
لا تنسى ما سبق أن عرفناك به
أن الأباء و الأبناء لا يأخذون من الزكاة المفروضة
و إنما ياخذون من صدقة التطوع

أخى المسلم
ماذا إن لم يكن للرجل أهل و لا أقارب ؟؟

فان لم يكن للرجل أهل و لا أقارب محتاجون
فليخرجها إلى جيرانه من الفقراء و المساكين

قال تعالى

{ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً

وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى


وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ


وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }


النساء36


فالجار له على جاره حق قررته الشريعة الغراء
فأذا كان الجار قريباً فله حقان
و إذا كان قريبا مسلما فله حق الإسلام و حق القرابة و حق الجوار

أخى المسلم
إذا لم يكن بجواره من هو فى حاجة إلى الصدقة ؟؟

ماذا يفعل الرجل إذا لم يجد من بجواره يستحق الصدقة
يستحب له أخراجها لأصدقائه ممن يعرف حالهم
وأن يتخير الصالحين منهم
لأن الصالح يستعين بالمال على طاعة الله عز و جل
و قد يدعو للمزكى دعوة تفتح لها أبواب السماء

عن أبى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه
أن النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال
( لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقى )
رواه أحمد

ماذا يعنى قول النبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
و لا يأكل طعامك إلا تقى
هو النهى عن مخالطة العصاة و الفساق
لأن المطاعمة توجب الخلطة
فأذا خالط المؤمن هؤلاء الفساق تعرض للأذى
و أستهدف لغضب الله عز و جل و أحتقار الناس له
فان من جالس القوم عد منهم و تخلق بأخلاقهم

و روى أحمد عن أبى سعيد الخدرى حديث طويل منه
أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال
( أطعموا طعامكم الأتقياء
و أولوا معروفكم المؤمنين )
أى وجهوا الخير لهم فهم أولى من غيرهم

أخى المسلم
هل ليس للعاصى نصيب من الصدقة

ليس معنى ذلك أن العاصى لا يجوز أعطائه
بل أن أعطاءه يكون مستحبا إذا كان فيه هدايته
و توبته عن المعاصى و كف يده عن السرقة و الغصب و ما إلى ذلك من الجرائم
أما إذا كان أعطاؤه من الصدقة يقويه على
إرتكاب الجرائم
فلا يجوز أعطاؤه من الزكاة إتفاقاً

أخى المسلم

نكتفى بهذا القدرو نستكمل إن شاء الله تعالى
فى الحلقة القادمة و نتحدث عن
ما يستحب للمتصدق فعله

حكمة اليوم
أخى المسلم

إذا طلبت قارئا وجدت ما لا يُحصى
و إذا طلبت طبيبا وجدت كثيرا
و إذا طلبت فقيها وجدت مثل ذلك
و إن طلبت من يدلك على الله و يعرفك بعيوب نفسك
لم تجد إلا قليلا
فان ظفرت به فأمسكه بكلتا يديك
و إن أردت أن تُنصر فكن كل ذلك

قال تعالى

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }


آل عمران123


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f440868%5fAOMNw0MAALEuTcsV%2bAy8E1 GdNB4&pid=7&fid=Inbox&inline=1


و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته


هشام عباس محمود