المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمثال في القرآن : سورة النحل ( الجزء الأول )


نسمة أمل
10-02-2016, 03:35 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
الأمثال في القرآن - سورة النحل
( الجزء الأول )

ومنها قوله تعالى :

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا
هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ *
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ
هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

[ النحل : 75، 76 ]

هذان مثلان متضمنان قياسين من قياس العكس؛
وهو نفى الحكم لنفي علته وموجبه،
فإن القياس نوعان :
1- قياس طرد
2 - قياس عكس

1- قياس طرد :

يقتضي اثبات الحكم في الفرع ؛
لثبوت علة الأصل فيه

2 - قياس عكس :

يقتضي نفي الحكم عن الفرع ؛
لنفي علة الحكم فيه

فالمثل الأول :

ما ضربه الله سبحانه لنفسه وللأوثان،
فالله سبحانه هو المالك لكل شيء ينفق كيف يشاء على عبيده
سرا وجهرا ليلا ونهارا يمينه ملأى لا تغضيها نفقة
سحاء الليل والنهار، والأوثان مملوكة عاجزة
لا تقدر على شيء

فكيف تجعلونها شركاء لي وتعبدونها من دوني
مع هذا التفاوت العظيم والفرق المبين ؟!

هذا قول مجاهد وغيره

وقال ابن عباس :

وهو مثل ضربه الله تعالى للمؤمن والكافر،
ومثل المؤمن في الخير الذي عنده ثم رزقه منه رزقا حسنا
فهو ينفق منه على نفسه وعلى غيره سرا وجهرا،
و الكفار بمنزلة عبد مملوك عاجز لا يقدر على شيء؛
لأنه لا خير عنده،

فهل يستوي الرجلان عند أحد من العقلاء ؟

والقول الأول أشبه بالمراد؛ فأنه أظهر في بطلان الشرك،
وأوضح عند المخاطب، وأعظم في إقامة الحجة،

وأقرب نسبا بقوله :

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا
وَلَا يَسْتَطِيعُونَ* فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

[ النحل : 73، 74 ]

ثم قال :

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِر }

ومن لوازم هذا المثل وأحكامه :

أن يكون المؤمن الموحد كمن رزقه منه رزقا حسنا،
والكافر المشرك كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء،
فهذا مما نبه عليه المثل وأرشد إليه،
فذكره ابن عباس منبها على إرادته؛ لأن الآية اختصت به

فتأمله فإنك تجده كثيرا في كلام ابن عباس وغيره من السلف
في فهم القرآن فيظن الظان أن ذلك معنى الآية
التي لا معنى لها غيره فيحكيه قوله

إلي اللقاء مع الجزء الثاني إن شاء الله