تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذنوب جراحات وآلام (1)


حور العين
11-07-2016, 09:33 AM
الابن المهندس / المعتصم عدنان الياس
الذنوب جراحات وآلام (1)

كيف لا تكره ذنوبا
كانت سبب سقوطك في عين الله و كراهية الناس لك، و حاجبة التوفيق
عنك، و مانعة الإحسان إليك، و فاتحة الأحزان عليك ؟،
و من كره شيئا هرب منه...

هذه الرسالة لإيقاظ النائمين من أهل المعاصي، الغافلين من أصحاب
الذنوب، حتى يهجروا الخطايا قبل حلول المنايا، و يبعثوا الأمل
قبل دنو الأجل.

هذه رسالة للمؤمنين من أهل التقوى ...
و الصالحين من إخوان الفلاح حتى يتجنبوا السقوط
في مهاوي الذنوب.

عرضت فيها إلى آثار الذنوب القبيحة فاقرأوها بقلوبكم قبل عيونكم،
و لا تنسونا من صالح دعائكم.

1. حرمان العلم والرزق:

جلس الشافعي إلى الإمام مالك يوما، فأعجب به مالك و قال له:
إن الله قد قذف في قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية، لكن الشافعي
خالف وصية مالك يوما، فنظر إلى كعب امرأة في طريق ذهابه إلى شيخه
وكيع بن الجراح فنسي و تعثر حفظه ( كان الشافعي يحفظ طبعا،
بل كان يضع يده على الصفحة المقابلة حتى لا يختلط حفظه) فأكد وكيع
نصيحة مالك بترك الذنوب دواء ناجعا للحفظ.

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي.
و اخبرني بان العلم نـــور و نـور الله لا يهدى لعاصي.

وهذا المعنى هو الذي أبكى أبا الدرداء لما فتح المسلمون قبرص قيل له:
ما يبكيك في يوم اعز الله فيه الإسلام و أذل الشرك و أهله؟! فقال:
ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا أمره، بينما هم أمة قاهرة
قادرة إذا تركوا أمر الله عز وجل.

إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم.
و حطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم.

أخي الغافل..
إذا رأيت الله يوالي عليك نعمه و أنت تعصيه فاحذره، و إذا رزقك بمال
أو عيال أو صحة أو جمال ثم رددت عليه النعمة بالمعصية فاحذره،
بل خف على نفسك من زوال نعمته و فجاءة نقمته و عظيم سخطه
و تحول عافيته.

أتريدني أن اثبت لك هذه السنة الربانية من كتاب الله عز وجل؟!.
اسمع إلى قول الله عز وجل يصف الكافرين:

{ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ
وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ*
وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }