تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذنوب جراحات وآلام (21)


حور العين
11-28-2016, 01:58 PM
من:الابن المهندس / المعتصم عدنان الياس
الذنوب جراحات وآلام (21)

اختبر توبتك
الاستغفار شيء و التوبة شيء آخر...
الاستغفار كلام، و التوبة فعال. الاستغفار يتقنه المؤمن والمنافق،
أما التوبة فلا يجيدها إلا المؤمن. الاستغفار إعلان الرجوع إلى الله،
أما التوبة فإصلاح ما بينك و بينه.

لذلك قال سبحانه و تعالى:

{ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ }

. فكل تائب لا يتبع سيئته بحسنة و معصيته بطاعة، فتوبته مجروحة
مشكوك فيها، و لذلك لا تجد واحدا من الصالحين
إلا وقد سلك هذا الطريق.

 عمر بن الخطاب شغله بستانه عن الصلاة فتصدق به.

 و كان ابنه عبد الله بن عمر على نفس الطريق ..كان إذا فاتته
صلاة جماعة صلى إلى الصلاة التي تليها تطوعا و تنفلا.

 و هذه أخت عمر بن عبد العزيز أم البنين تدخل عليها عزة
فتسألها عن قول كثير فيها،
قضى كل دين قد علمت غريمه و عزة ممطول معنى غريمها

ما كان هذا الدين يا عزة؟! قالت : كنت قد وعدته قبلة، فتحرجت منها،
فقالت أم البنين: أنجزيها له و إثمها علي، فأعتقت لكلمتها
هذه أربعين رقبة!!

فأهم علا مات التوبة المقبولة أن يكون حالك بعد التوبة أفضل منك قبلها،
و ذلك يفرض عليك أن تقتدي بعمر و ابن عمر و أم البنين، فتنشغل بإزالة
آثار العدوان و بناء ما انهدم من الإيمان مستبشرا بقول الله عز وجل:"

{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }.

مستأنسا ببشارة النبي عليه الصلاة والسلام:

( و اتبع السيئة الحسنة تمحها )

تبدو نواجذك من شدة فرحك بقول واعظ الشام احمد بن عاصم الأنطاكي:
أصلح فيما بقي يغفر لك فيما مضى.

التوبة النصوح؟!
ما هــي؟!
• قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع".

• و قال الحسن البصري:
هي أن يكون العبد نادما على ما مضى، مجمعا على أن لا يعود فيه.

• و قال الكلبي:
يستغفر باللسان و يندم بالقلب و يمسك بالبدن.

• و قال سعيد بن المسيب: يجمعها أربعة أشياء :
الاستغفار باللسان و الإقلاع بالأبدان و إضمار ترك العود بالجنان
و مهاجرة سيئ الإخوان.

احذر بعد توبتك أن ...
قال يحي بن معاذ:
زلة واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين بعدها.

إغلاق باب التوبة
لا يغلق باب التوبة إلا عند:

1. طلوع الشمس من المغرب:
لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

( إن للتوبة باب عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق
و المغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها )

وهذا عند قيام الساعة و ظهور علاماتها.. يوم

{ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا }.


2. الغرغرة و معاينة الملائكة:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:

( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر )

لأنه في هذه الساعة تنكشف له الحجب فيرى الملائكة حاضرة لتقبض
روحه، و عندها فقط يصدق ويؤمنوا هذا إيمان لا قيمة له و توبة
لا طائل من ورائها.

و هذا هو قول بن عمر: التوبة مبسوطة ما لم ينزل سلطان الموت،
و قول تابعي البصرة أبو مجلز لاحق بن حميد السنوسي:
لا يزال العبد في توبة ما لم يعاين الملائكة.