المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دين وحكمه ( الحلقة الثانية و الخمسون )


vip_vip
06-06-2011, 02:10 PM
( الحلقة الثانية و الخمسون )



{ الموضوع السابع الفقرة 03 }


( أحكــام الصــلاة )


أخى المسلم




لقد تحدثنا فى الحلقة السابقةعن منزلة الصلاة فى الإسلام

و نتحدث اليوم عن
الصلاة نور




الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر

أخى المسلم

الصلاة نور يتلألأ فى قلب المؤمن
و يسطع على وجهه و ينعكس على جوارحه
نور يهدى به الله من أتبع رضوانه سبل السلام
نور يمشى به المؤمن فى الناس
فيرى به ما لا يراه الناظرين
نور يسعى بين يديه و عن يمينه يوم القيامة

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( الطهور شطر الإيمانو الحمد لله تملأ الميزان
و سبحان الله و الحمد لله تملأن ما بين السموات و الأرض
و الصلاة نور )
رواه مسلم
و روى أبن حبان بإسناد حسن
عن أبى الدرداء رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( من مشى فى ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة )

و روى الطبرانى عن أبى الدرداء
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( من مشى فى ظلمة الليل إلى المساجد
لقى الله عز و جل بنور يوم القيامة )




أخى المسلم


هل الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر
ماذا قيل عن ذلك ؟؟؟

الصلاة يا أخى المسلم تدفع العبد دفعا إلى طاعة الله عز و جل
و تقوده إلى رضوانه و تنأى به عن المعاصى و المنكرات
و تُبغَضُهُ فى كل عمل يُغضِبّ الله تعالى
قال تعالى
{ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ


إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }


العنكبوت45



و الصلاة أخى المسلم تنهى صاحبها عن الفحشاء و المنكر

إذا أداها بخشوعو خضوع و أخلاص و حافظ عليها فى أوقاتها

و أتم ركوعها و سجودها و لم ينقرها كنقر الغراب
و وجد فيها روحه و ريحانه
و لم يدخلها و هو كاره لها أو متثاقل فى أدائها

ماذا قال القرطبى ؟؟
لا سيما و أن أشعر نفسه أن هذا ربما يكون أخر عمله
و هذا أبلغ فى المقصود و أتم فى المراد
فأن الموت ليس له سن محدود و لا زمن مخصوص
و لا مرض معلوم و هذا مما لا خلاف فيه

ماذا قيل عن بعض السلف ؟؟
قيل عن بعض السلف
أنه كان إذا قام إلى الصلاةأرتعد و أصفر لونه
فكُلِمّ فى ذلك فقال
( أنى واقف بين يدى الله تعالى
و حق لى هذا مع ملوك الدنيا
فكيف مع ملك الملوك
فهذه صلاة تنهى و لا بد عن الفحشاء و المنكر
و من كانت صلاته دائره حول الأجزاء
لا خشوع فيها و لا تذكر و لا فضائل
فتلك تترك صاحبها من منزلته حيث كان
فاذا كان على طريقه معاصى تركته الصلاة يتمادى على بعده )

عن أبن عباس و أبن مسعود و الحسن و الأعمش
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر
لم تزده من الله إلا بعدا
و لم يزدد بها من الله إلا مقتا )

و معنى هذا الحديث
أن مرتكب الفحشاء و المنكر
لا قدر لصلاته لغلبت المعاصى عليه

أخى المسلم
ماذا يعنى قوله تعالى
و لذكر الله اكبر
قيل أن ذكر الله لكم بالثواب و الثناء عليكم
أكبر من ذكركم له فى عبادتكم و صلواتكم

عن موسى بن عقبة عن نافع
عن أبن عمر رضى الله عنهما

أن النبى صلى الله عليه و سلمقال فى قوله تعالى

( ..... و لذكر الله أكبر )

قال
( ذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه )
أخى المسلم
أن الصلاة دون غيرها من العبادات
تنهى عن الفحشاء و المنكر
لأن الصلاة ذكر بل هى الذكر الأكبر

قال تعالى

{ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }


الرعد28


و قال جلّ فى علاه

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً }


الإسراء65

صدق الله العظيم

و لا ريب أن القلوب المطمئنة بذكر الله مستنيرة بنور الله
فلا يكون للشيطان إليها سبيل
لأن الشيطان لا يدخل قلبا قد أستنار بنور الله
ثم أن القلب المستنير بنور الله يرى الأشياء على حقيقتها
يرى الحق حق فيتبعه
و الباطل باطل فيبتعد عنه

أخى المسلم
هل الصلاة مكفرة للذنوب

الصلاة التى يقبل العبد فيها على ربه بقلب و أخلاص و يؤديها كما ينبغى
تكفر الذنوب و تمحو الخطايا و ترفع الدرجات
قال تعالى

{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ

إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }


هود114


المراد بالحسناتأى الصلوات الخمس
المراد بالسيئات أى الصغائر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( الصلوات الخمس و الجمعة إلى الجمعة
كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر )
رواه مسلم
و يشبه النبى صلى الله عليه و سلم الصلوات الخمس
فى محوها الذنوب بنهر جار
يغتسل منه المسلم فى اليوم و الليلة خمس مرات
فيقول عليه الصلاة و السلام
( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم
يغتسل فيه كل يوم خمس مرات
هل يبقى من درنه شئ
قالوالا يبقى من درنه شئ
قال
فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا )
رواه البخارى و مسلم
و قد روى مسلم فى صحيحه
عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
( ما من إمرئ تحضره صلاة مكتوبة
فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها
إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب
مالم تؤت كبيرة و ذلك الدهر كله )
و الصلاة أخى المسلم توجب محبة الله عز و جل
و إذا أحب الله عبدا غفر له و تجاوز عن سيئاته
فان للصلاة أفضالها و ثمراتها لا يكاد يحصيها العبد

أخى المسلم
نختتم أخى المسلم حديثنا اليوم
و خير الختامكتاب الله
قال تعالى

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }


حـكـمـة الـيـوم

أخى المسلم

أن أحب ما يُطاع الله به الثقة به
لإن تكون خاملا فى الدنيا
خير لك من أن تكون خاملا يوم القيامة
هذه صفاوة العمر و غربلته
يا من لا يأكل الحنطة إلا مغربلة
لا بد لك أن يغربل عملك
فلا يبقى لك إلا ما أخلصت فيه
و ما عدا ذلك يُرمى