المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 3633


حور العين
12-04-2016, 02:14 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
( باب: هَلْ يَشْتَرِي الرَّجُلُ صَدَقَتَهُ
وَلَا بَأْسَ أَنْ يَشْتَرِيَ صَدَقَتَهُ غَيْرُهُ )

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِم
رضي الله تعالى عنهم أجمعين

أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يُحَدِّثُ

( أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَصَدَّقَ بِفَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَوَجَدَهُ يُبَاعُ فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْمَرَهُ فَقَالَ لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ
فَبِذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَا يَتْرُكُ أَنْ يَبْتَاعَ
شَيْئًا تَصَدَّقَ بِهِ إِلَّا جَعَلَهُ صَدَقَةً )

الشروح‏:‏

قوله‏:‏ ‏(‏تصدق بفرس‏)‏
أي حمل عليه رجلا في سبيل الله كما في الطريق الثانية والمعنى أنه ملكه
له، ولذلك ساغ له بيعه ومنهم من قال كان عمر قد حبسه، وإنما ساغ
للرجل بيعه لأنه حصل فيه هزال عجز لأجله عن اللحاق بالخيل وضعف
عن ذلك وانتهى إلى حالة عدم الانتفاع به، وأجاز ذلك ابن القاسم، ويدل
على أنه حمل تمليك قوله ‏"‏ ولا تعد في صدقتك ‏"‏ ولو كان حبسا لعلله به‏.‏

قوله في الطريق الأولى ‏"‏ ولهذا كان ابن عمر لا يترك أن يبتاع شيئا
تصدق به إلا جعله صدقة ‏"‏ كذا في رواية أبي ذر، وعلى حرف
لا تضبيب ولا أدري ما وجهه‏.‏

وبإثبات النفي يتم المعنى أي كان إذا اتفق له أن يشتري شيئا مما تصدق
به لا يتركه في ملكه حتى يتصدق به، وكأنه فهم أن النهي عن شراء
الصدقة إنما هو لمن أراد أن يتملكها لا لمن يردها صدقة‏.‏

وفي الحديث كراهة الرجوع في الصدقة وفضل الحمل في سبيل الله
والإعانة على الغزو بكل شيء، وأن الحمل في سبيل الله تمليك
وأن للمحمول بيعه والانتفاع بثمنه‏.‏

اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك

سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .