المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبرك بتراب قبر النبي


حور العين
12-06-2016, 01:59 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
( سـؤال و جـواب )
[ التبرك بتراب قبر النبي ]

السؤال
إخواني في الله أريد من حضراتكم أن تنوروا قلبي في سؤال
حيرني عن الحبيب المصطفى محمد رسول الله عليه وعلى آله
وصحبه الكرام أفضل الصلاة والسلام ، إخوتي في الله إنني أسمع
من بعض الإخوة الشيوخ في مناسبة الموالد يقولون : أنه لولا
محمد عليه الصلاة والسلام ما خلقت السماوات والأرض ،
وإن الله خلقه قبل آدم عليه السلام بآلاف السنين ، وإنه
سبحانه وتعالى خلق الشمس من نور جبينه ، وخلق النجوم
من نور أسنانه ، وكثير من ذلك لا أذكر ، وإنه مكتوب
على باب الجنة : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، ولقد سألت
بعض العلماء عن هذه الأقوال فصدق بها البعض ونفاها البعض
الآخر ، وتركوني في حيرتي هذه ، وإني في حيرة ، أصدق ذلك
أم لا ، وإني خائف كثيرًا وفي حيرة دائمًا ، وإنني أذكر في ليلة
ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هذا العام ذهبت إلى دار القرآن
في عمان لإحياء تلك الليلة المباركة ، وكان الشيخ يتلو علينا
في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن جملة ما قال : إنه كلما
ذهب لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم يأتي إلى الشباك الحديدي
الذي وضع حول قبر الرسول عليه السلام ليتبارك به بحجة أنه
يزيل الغبار ليغافل الحراس ، وإنه ذكر أن أحد أصدقائه قد أحضر
له بعض التراب من قبر الرسول عليه الصلاة والسلام ،
وأن رائحة هذا التراب أحلى من رائحة العطر ،

وحين سمعت هذا الكلام تذكرت حادثة وقعت معي قبل عشرات
السنين ، حينما ذهبت أنا وبعض الأصدقاء لزيارة كنيسة القيامة ،
وقد كان الغرض من الزيارة العبث ومضايقة الأجنبيات من
النصارى - غفر الله لنا جميعا - ونحن في الكنيسة التقينا
بأحد الرهبان وأحضر لنا بعض العطر وقال لنا : هذا الماء الذي
تعمد به المسيح - عليه وعلى نبينا السلام - ولا أعرف ما الذي
ربط بين هاتين المسألتين في ذهني ، وتعذبت كثيرًا جدًا ، وبعد
ذلك أخذ الشيخ ومن حوله في إحياء الذكر ووقف الجميع وراحوا
يقفزون ويميلون بحركات شاذة حتى كلام الله لا يكاد يسمع
من أفواههم ، ولم يرق لي هذا المنظر ، فخرجت وبدأ الوهم
والشك يساورني : هل عملت الصواب أم الخطأ ؟ ولقد تكرر
هذا الحادث في ليلة القدر وفي جميع المناسبات الدينية ،
أرشدوني بالله عليكم إني أتعذب كثيرًا وأريد أن أسأل فضيلتكم
هل يسمح لي أو لأي مسلم أن يشاهد قبر الرسول عليه السلام
في داخل الشباك ؟ لقد أسعدني الحظ وزرت قبر الرسول عليه السلام ،
ووقفت عند الشباك ، ولقد تمنيت أن أكون فراشة لأتمكن من
الاقتراب من قبره عليه السلام ، لا لشيء ، ولكن لأقترب منه
عليه السلام ، أنا أؤمن بأن القبر من تراب ، وأن الله عز وجل
ورسوله موجود في قلب كل مؤمن ، وأتمنى أن أذهب كل يوم
وكل ساعة إلى تلك الديار المقدسة لأشاهد قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم والروضة الشريفة والكعبة المشرفة ؛
ولكن يمنعني من ذلك ضيق المال ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

الإجابة
أولاً : إقامة مولد للرسول صلى الله عليه وسلم بدعة لم يفعلها
صلى الله عليه وسلم لنفسه ، ولم يفعلها أحد من خلفائه ،
ولا من صحابته له صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، وقد صح عنه
صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).

ثانيًا : ما ذكره بعض الناس من أن السماوات والأرض ما خلقت
إلا من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن خلقه قبل آدم . . إلخ
كل هذه الأقوال لا صحة لها ، مع العلم بأنه سيد المرسلين وأفضل الخلق أجمعين ،
ولكن لا يجوز وصفه بشيء لم يثبت عن الله ولا عن رسوله
صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم .

ثالثًا : إذا زار الشخص الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يأتي إلى القبر ،
ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر
رضي الله عنهما ، ولا يقف بعد ذلك للدعاء ، ولا يمسك الشباك
ليتبرك به ؛ لأن ذلك بدعة .

رابعًا : دعوى أن الشخص أحضر لكم ترابا من تراب قبر الرسول
صلى الله عليه وسلم دعوى كاذبة لا أصل لها ؛ لأنه لا يستطيع أحد أن
يأخذ من تراب قبره شيئًا مطلقًا ، ولو قدر أنه فعله أحد لم يشرع التبرك به
؛ لأن ذلك لا أصل له ، ولم يفعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،
وهم أعلم الناس به وبسنته ، وأحب له عليه الصلاة والسلام ممن بعدهم ،
ولنا فيهم أسوة حسنة . ونسأل الله أن يمنحنا وإياك العلم النافع
والعمل الصالح .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء