المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 64 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حرية الكلمة )


vip_vip
06-09-2011, 09:00 PM
64 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان : ( حرية الكلمة )
الأخ فضيلة الشيخ / نبيل عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع الجروبات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب
================================================== ================================









http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f118670%5fAOcNw0MAAMp0TYKP9wr%2bkA x5%2f4Y&pid=1.4&fid=adnan&inline=1


64 - خطبتى الجمعة بعنوان ( حرية الكلمة )


http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f118670%5fAOcNw0MAAMp0TYKP9wr%2bkA x5%2f4Y&pid=1.5&fid=adnan&inline=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

http://us.mg4.mail.yahoo.com/ya/download?mid=1%5f118670%5fAOcNw0MAAMp0TYKP9wr%2bkA x5%2f4Y&pid=1.6&fid=adnan&inline=1

الحمد لله العلي الأعلى ، خلق فسوى ، و قدر فهدى ،


أحصى على العباد أقوالهم و أفعالهم في كتابٍ لا يضل ربي و لا ينسى .


أحمده سبحانه و أشكره ، و أتوب إليه و أستغفره ،


له ما في السموات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جلَّت عظمته ، و عمت قدرته ،


و تمت كلمته صدقًا و عدلاً :


{ وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسّرَّ وَأَخْفَى }


[ طه : 7 ] .


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدًا عبده و رسوله بعثه بالحق و الهدى ،


فما ضل و ما غوى ، و ما نطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله دوحة البيت الطاهرة ،


و على صحابته عصبة الحق الظاهرة ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان العالمين في الأولى و الآخرة و سلم تسليمًا كثيرًا .


أمـــا بعـــد :


فأوصيكم ـ أيها الناس ـ و نفسي بتقوى الله عز و جل ، فاتقوا الله رحمكم الله ،


و اسلكوا طريق العارفين ، و امتطوا مراكب المتّقين ، كونوا على وجل من هجوم الأجل ،


و لا تُطغِكم الدنيا ، و لا يلكم الأمل . استعدّوا ـ وفقكم الله ـ بتقوى الله و صالح العمل ،


ما أثقلَ رقادَ الغافلين ، و ما أغلظ قلوبَ المستكبرين ، الأيام تمرّ مرّ السحاب ،


و الأعمار آخذة في الذهاب ، و الأعمال محفوظة في كتاب ، و الموعد يوم الحساب ،


فاحذروا ـ رحمني الله و إياكم ـ حسرة النادمين و صفقةَ الخاسرين ،


{ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ


وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ }


[ الزمر : 56 ] .


أيّها المسلمون ،


أخصّ خصائصِ الإنسان أنّه وحدَه المخلوق الناطق ، الإنسان ينفرِد بالنطق ،


و يتميّز بصوتِ الكلمة ، و الكلمة هي لَبوس المعنى و قالَبُه ،


و الإنسان هو المخلوق الفريد القادِر على التعبير عمّا بداخله من عواطفَ


و انفعالاتٍ و أشجان و مقاصدَ و رغبات و إرادات ، يعبِّر عنها بالقولِ و بالكتابة ،


باللّسان و بالقلم و بالمشاعر ،


{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }


[ البلد : 8-10 ] ،


بل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يطلِق الحرّيّاتِ و يكبِتها بعدلٍ و بظلم ،


( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! ) .


و الرابط بين الإنسان و الإنسانِ هو الحوار و تبادلُ الكلام ،


و من تكلَّم وحدَه أو خاطب نفسَه عُدّ من الحمقى و ناقصِي العقول ،


إن لم يكن من المجانين و فاقدِي الأهليّة .


و المرء حين يتكلَّم لا يكلِّم نفسه، و لا يتكلَّم من أجلِ نفسه،


و لكنه يتكلَّم ليسمِعَ الآخرين و يسمَع منه الآخرون ، يتكلّم ثم ينصِت ،


أو يتكلّم بعد أن ينصت . إنَّ الناس تتبادَل الكلام فيما بينها للبناءِ و التفاهم ،


و ليس للمواجهة و التصادُم .


من أجلِ هذا كلِّه ـ أيها المسلمون ـ فإنَّ الكلمة هي


عنوان العقلِ و ترجمَان النفس و برهان الفؤادِ ، فالكلمةُ لها مكانتُها ،


بل لها أثرُها و خطرُها . و من أجلِ هذا فيجب أن تكونَ لها حرّيّتُها ،


كما يجِب أن تضبط حرّيّتها ؛ فالحرية مسؤوليةٌ .


عبادَ الله ، ليس من المبالغة إذا قيل : إنَّ الحياة البشرية بناؤها على الكلمةِ ،


{ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا }


[ البقرة : 31 ] ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }


[ الرحمن : 1- 4 ] ،


و آدمُ تلقى من ربِّه كلمات فتاب عليه ، و ابتَلى إبراهيمَ ربّه بكلمات فأتمهنّ ،


{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا }


[ النساء : 164 ] ،


و عيسى عليه السلام رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روحٌ منه ،


ومحمّد صلى الله و سلم و بارك عليه أوتي جوامعَ الكَلِم و اختُصِر له الكلام اختصارًا ،


و ما نطَق عن الهوى ،


{ إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }


[ النجم : 4 ] .


بل إنَّ دين الإسلام الذي جاء به محمّدٌ صلى الله عليه و سلم قام على الكلمةِ و أسِّس عليها ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ *


اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }


[ العلق :1 -5 ] ،


بسم الله الرحمن الرحيم ،


{ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }


[ القلم : 1 ] .


الإسلام استَقبَلَ الكلِمةَ من السماء بأمانة ،


و أرسَلها إلى الناس بالحقّ . الرسالة و الدعوةُ و التبليغ كلُّ ذلك بالكلِمة ،


{ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }


[ النجم : 2-4 ] .


و السِّفر العظيم الذي تنزَّل على قلبِ محمد صلى الله عليه و سلم


هو كلام الله عز وجل و كتابُه ، و هو القرآن الكريم ، كتابٌ عزيز ،


{ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }


[ فصلت : 42 ] .

vip_vip
06-09-2011, 09:01 PM
أيّها المسلمون ، بكلمةِ الحقّ الصادقة النزيهة تُبنى العقول و تُشاد الأوطان ،


و هي عِماد التربية ، إن صلَحت الكلمة صلَح المجتمع كلُّه ،


و الصدقُ يهدي إلى البرّ ، و للكلمةِ قوّةُ السيف في البناء و التغييرِ و الإصلاح ،


و العاقل من الناس لا يتكلّم إلا لحقٍّ يبيِّنه أو باطلٍ يَدحَضه أو علمٍ ينشره


أو خيرٍ يذكره أو فضلٍ يشكره ، و تركُ الفضول من كمالِ العقول .


بكلمة الحقِّ يظهر البيانُ و توصَف الأشياء ،


و الكلمةُ تنبِئ عن الضمير و تفصِل في القضاء و تشفَع في الحوائج و تعِظ عندَ القبيح .


الكلمةُ تفرِح و تحزِن ، و تجمَع و تفرِّق ، و تبني و تهدِم ، و تُضحك و تُبكي .


كلمةٌ تنشرح بها الصدور ، و أخرى تنقبِض لها النفوس .


بالكلمةُ تكون التربية و التعليم ، و تنتشِر الدعوة و الفضيلة ،


و لقد كان من دعاء موسى الكليم عليه السلام :


{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي }


[ طه : 27 ، 28 ] .


و من اتَّقى الله و لزم القولَ السديد أصلح الله عملَه و غفر ذنبَه ،


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا *


يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }


[ الأحزاب : 70 ، 71 ] ،


و في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتَّفق عليه


عن نبيِّكم محمّد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم أنه قال :


(( إنَّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفع الله بها درجاته ،


و إنّ العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخَط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنّم ))


نسأل الله السلامة ،


(( و المسلِم من سلِم المسلمون من لسانه و يدِه )) ،


و من يضمَن ما بين لحيَيه و ما بين رِجلَيه تُضمَن له الجنة .


أيّها المسلمون ، هذا هو الإنسان ، و هذه هي الكلمةُ في حقيقتِها و طبيعتها و أثرِها ،


فكيف تكون حرّيّة الكلمة ؟ و كيف تُفهَم حرية التعبير ؟ الحرية مسؤوليةٌ ،


و الغاية هي الإصلاحُ و البناء و ليس الهدم و الإفساد ،


و التعاونُ و التفاهم و ليس الشّقَاق و التّصادم . حرّيةُ التعبير و حرّيَّة الكلمة


و الكَلمةُ الحرّة قِيَمٌ حضاريّة عالية ، بل إنها منجَز من منجزات البشرية الخلاّقة ،


لها المكان الأرفَع و الاحتفاء الأَسمى .


و منَ المعلوم لدى العقلاء أن الإنسان يوزَن بكلامه ، و يحكَم عليه من لسانه ،


فالساكتُ مَوضِعَ الكلام محاسَب ، و المتكلِّمُ في موضعِ السكوتِ محاسَب ،


و الساكتُ عن الحقِّ شيطانٌ أخرَس ، و كلامُ الزور إثمٌ و فجور ،


و الكذِب يهدي إلى الفجور ، و كفَى بالمرء إثما أن يحدِّث بكلّ ما سمِع ،


و كَم كلمةٍ قالت لصاحبها : دَعني .


عبادَ الله ، إذا كان ذلك كذلك فلا بدَّ لهذه الحرّيّة من ضوابط ،


و لا بدَّ لهذه المسؤوليّة من معايير ، و بغيرِ الضوابطِ و المعايير تنبُت


الفوضى العَمياء التي تُعلِي شأن الظلم و الظالمين ، و تزيِّف الحقائق ،


و تقود إلى النتائجِ العكسيّة ، فيخنَق الضمير و تموت الحرية .


إنَّ مما ينبغي أن يُراعى في ضوابط حريّة التعبير و حرية الكلمة


و الكلمةِ الحرّة الإخلاصَ و قصدَ الحق و التجرّد من نوازِع الهوى و حظوظ النفس


و الحذَر من توظيف الكلمة للانتصارِ للنفس و العصبيّة لفئةٍ أو مذهب أو فكرة ،


فهذا بغيٌ و ظلم . يجِب مراعاةُ ظروفِ الزمان و المكان و الأحوال


في الحوارات و المناقشات و الردود و خطاب الناس ، تتأكَّد أهمية الكلمة


و دقّةُ اختيارها في الحوادث و المناقشات و الردود و خطابِ الناس ،


تتأكّد أهمية الكلمة و دقَّة اختيارها و رعايةُ أدب الخلاف و أصول الحوار ،


فلا يتكلَّم متكلّم إلا بدينٍ و إخلاص و عِلم .


يراعَى أحوالُ المخاطبين علمًا و ثقافة و خَوفًا و أمنا ،


تُراعى أجواءُ الفِتن و أحوالُ الاضطراب و الحِفاظ على الأمة في اجتماعِ كلمتها


و هدوئِها و الحِفاظ على الجمَاعة و الوحدة .


يجب تخفيف أجواء التوتُّر و بسطُ ثقافة التعاوُن و المحبَّة و حُسن الظنّ


و ابتغاء الحقّ و التجرّد له و قَبوله ممن جاءَ به و حقّ الاختلاف ،


مع التأكيد و اليقين أن هذا لا يتعارض مع حقِّ الدفاع عن القناعاتِ


و الردّ على المخالف بأدبٍ و سلامة قصدٍ و صدر


و تلمُّسٍ للحق في علمٍ و بصيرة و هُدى .


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،


{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ


أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ *


تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *


وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ *


يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ


وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }


[ إبراهيم : 24-27 ] .


نفعني الله و إياكم بالقرآن العظيم ،


و بهدي سيد المرسلين محمد صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه أجمعين ،


و أقول قولي هذا ، و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كلّ ذنب و خطيئة ،


فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

vip_vip
06-09-2011, 09:02 PM
الخطبه الثانيه


الحمد لله ، تجلّى بدلائل قدرته و إتقان صنعته ، و استتر عن الأبصار بجلال عظمته ،


أحمده سبحانه و أشكره ، آلاؤه ظاهرة ، و نعمُه متكاثرة ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


و أشهد أن سيدنا و نبينا محمدا عبد الله و رسوله ،


المرسَل بالدين القيّم فلا عوج ، و المبعوثُ بالحنيفية السمحة فلا حرج ،


صلى الله و سلّم و بارك عليه ، و على آله و أصحابه ،


أهل التقى و مصابيح الدجى و معالم الهدى ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان و سار على نهجهم فاهتدى .


أمـــا بعـــد :


أيها المسلمون ، في حرّيّة الكلمة و حريّة التعبير تقدَّر الكلمة بآثارِها


و ما يترتَّب عليها من مصالح و مفاسِد ، فكلمة الصّدق و الحقِّ مطلوبةٌ ممدوحة ،


و كلمة الباطل منهيٌّ عنها و مذمومة ، و


(( من كان يؤمن بالله و اليوم و الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت )) .


المرءُ يدخل في الإسلام بالكلِمة ، و يخرج من الملَّة بكلمةٍ ،


و ضبطُ الكلام و وَزن الحديث من سمات أهل العَقل و العِلم و الإيمان ،


{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }


[ المؤمنون : 3 ] ،


{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا


وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }


[ الفرقان : 63 ] ،


{ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ


سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ }


[ القصص : 55 ] .



ألا فاتقوا الله رحمكم الله ، و خُذوا من صحّتكم لمرضكم ،


و من حياتكم لموتِكم ، و مِن غِناكم لفقرِكم ،


و من قوّتكم لضعفكم .


ثم أكثِروا من الصلاةِ و السلام على سيِّد الأنام في جميعِ الأوقاتِ و الأيام ،


و اعلموا أنَّ للصلاة عليه في هذا اليومِ مزيَّةً و حكمة ،


فكلُّ خيرٍ نالَتْه أمته في الدنيا و الآخرة فإنما نالَتْه على يدِه ،


فجَمع الله لأمّته به خيرَي الدنيا و الآخرة ،


فأعظمُ كَرامةٍ تحصُل لهم فإنما تحصُل يومَ الجمعة ، فإنَّ فيه بَعثَهم إلى منازلهم ،


و حضورَهم مساكنَهم في الجنة ، و هو يومُ المزيد لهم إذا دخَلوا الجنة ،


و هو يوم عيدٍ لهم في الدنيا ، و لا يُردُّ فيه سائلُهم ،


و هذا كلّه إنما عُرِف و تحصَّل بسبَبِه و على يدِه عليه الصلاة و السلام ،


فمِن الشكر و أداء الحقّ أن تُكثِروا من الصلاةِ و السلام عليه ،


كيف لا و قد أمركم ربكم بقوله عزَّ شأنُه :


{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }


[ الأحزاب : 56 ] ؟!


اللّهمّ صلِّ و سلِّم و بارِك على عبدِك و رسولك نبيِّنا محمّد


الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،


و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،


و عن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .



اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة امورنا


، و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو بلد من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين ...


ثم الدعاء بما ترغبون من فضل الله العلى العظيم الكريم


أنتهت