حور العين
12-27-2016, 02:13 PM
من: الأخت / غـــرام الغـــرام
معاناة المرأة بين البيت والعمل والعلاقات الاجتماعية
( 01 – 03 )
محمد خير عوض الله
أقصى ما يصل إليه حلم المرأة، هو الاستقرار، والمرأة العاملة،
هي أحوج النساء لحياة الاستقرار،
تكابد صباحاً لكسب لقمة العيش لها ولأبنائها، بسبب عجز الزوج أو موته
أو لتحقيق حياة بمستوى أفضل من خلال تحسين الدخل،
ثمّ تكابد مساءً في بيتها، تنتظرها واجبات البيت الكثيرة،
ولكن كثيراً ما تجد المرأة العاملة نفسها في ساحات المحاكم،
تفقد استقرارها العائلي، وحلم الأمومة يتحطم على صخرة
مساومات وابتزازات شريك حياتها، أو رؤساء العمل،
فيصبح النجاح المهني عذاباً ومعاناة...!
وكثير من هذه المعاناة يوثقها مركز قضايا المرأة بالقاهرة،
الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه ديوان مظالم يضج بصرخة
يائسة لحواء وهي في أضعف لحظاتها..
في مكتب قضايا المرأة تتنوع الشكاوى ما بين أحوال شخصية
ومشكلات عمل، وتصل شكاوى الأحوال الشخصية التي يتلقاها المركز
إلى 60%، وتعتبر مشكلة الطلاق الشفهي للزوجة من أكثر المشكلات
التي يواجهها المركز، والتي يصعب التوصل لحلها بشكل ودي،
أما شكاوى العمل فتتنوع بين الاضطهاد في العمل وتصل نسبته إلى 11%
وعدم دفع المستحقات المالية بنسبة 14% من الشكاوى
وسوء المعاملة والتفرقة بنسبة 8% والنقل التعسفي ويصل إلى 4%
والحرمان من الترقيات ونسبته 3%.
حسب الإحصائيات بلغت نسبة السيدات في سن 25 – 40 من المترددات
إلى المركز 88% من إجمالي المترددين، بينما تبلغ نسبة المقيمات
في القاهرة ويترددن إلى المركز 76%، وتبين أن 10% من المترددات
طلبن خدمات قانونية، في حين أن 78% طلبن تدخلات لحل
مشكلات زوجية، و12% فقط طلبن رفع دعاوى قضائية،
وحول المستوى الاجتماعي والثقافي تشغل نسبة السيدات المتعلمات 71%
من المترددات وتصل نسبة العاملات منهن 64%.
بعض الأزواج يفشلون في مسؤولياتهم
د.عبد الرحمن جودة " أستاذ علم الاجتماع "من القاهرة،
يعلق على شكاوى النساء قائلاً: مشكلات عمل المرأة عنوان ضمن
عناوين عديدة في مشكلات المرأة عموماً، هناك العديد من التطورات
السلبية في المجتمع العربي أدت إلى ظهور خلل اجتماعي ملحوظ
وحالة من غياب الوعي التربوي والديني والتعليمي والإعلامي
يعاني منها المجتمع، كما تراجعت أدوار اجتماعية كانت لها أهمية
في حل المشكلات الأسرية، فقد كان هناك شخص يدعى "كبير العائلة"
وهو صاحب كلمة مسموعة ويقوم بدور مهم في حل الخلافات العائلية
دون الحاجة إلى نزاعات في ساحات القضاء!
ويضيف د.جودة أيضاً أن هناك حالة من القسوة المفرطة
حيث تجد أن 45% من النساء يعانين الاعتداء البدني عليهن حسب
دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
حول ظاهرة العنف ضد المرأة، كما أن المشكلات الاقتصادية أفرزت تصادعاً
في القيم فنرى كثيراً من الأزواج يهربون من تحمل أعباء ومسؤوليات
أسرهم مثل ذلك الزوج الذي طلق زوجته بعد علمه بمرض ابنه.
دوافع رخيصة وحيل سيئة
د. ميرفت شوقي "أستاذ علم النفس " توضح أن عمل المرأة تسبب
في كثير من حالات الطلاق، وفي حالات الطلاق يصاب أحد الطرفين
أو كلاهما بأزمة نفسية نتيجة فقد الشريك والإحساس
بعدم الاستقرار والفشل في الحياة الخاصة وعلى أثره نجد بعض
مظاهر الخلل كالسلوكيات العنيفة أو الرغبة في الانتقام،
وأحياناً الرغبة في تدمير الطرف الآخر، فهناك بعض الحالات
التي يتلذذ فيها الشخص بتعذيب الطرف الآخر أو إلحاق الأذى به،
ويستخدم هذا الشخص بعض الحيل الدفاعية النفسية لتبرير سلوكياته
تجاه الآخر، فربما يبرر الأب الذي خطف ابنته من أمها لتقيم معه
بأن ذلك لحمايتها ورعايتها ولكن ذلك في حقيقة الأمر قد يكون نوعاً
من الانتقام الرخيص من الأم لتعذيبها!!.
يوافق على عملها ثمّ يطلقها
يوثّق مركز قضايا المرأة بالقاهرة لفاطمة وهي سيدة في الخمسين
تشكو عدم حصولها على معاش زوجها المتوفى منذ 7 أشهر..
زوجها كان عاملاً وغير مؤمن عليه من صاحب العمل وبعد وفاته
حاولت الحصول على معاش من التأمينات الاجتماعية
ولكنهم رفضوا حصولها على أي معاش للزوج المتوفى.
وزوجة أخرى تقدمت بشكوى تطلب بها المساعدة في إيجاد حل لإقناع
زوجها بالعمل وإجباره على تولي مسؤوليته في الإنفاق عليها وعلى أبنائها
وقالت إنه بعد خصخصة الشركة التي كان يعمل بها تم الاستغناء عنه
وجلس في المنزل عاطلاً يسهر على المقهى ويترك مسؤولية البيت
لتتحملها ويرفض البحث عن عمل. وأخرى تشكو زوجها الذي طلقها
منذ 5 أعوام طلاقاً شفهياً وطردها من منزل الزوجية ولا تستطيع
إثبات الوقوع الفعلي للطلاق ولا الحصول على حقوقها الشرعية من زوجها
الذي كان قد وافق على عملها قبل أن يتنكّر لذلك!
الإسلام قنن للمسؤوليّة
د. حسن عبد الرزاق "الأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين من القاهرة"
يقول : وما تعانيه المرأة من شقاق وعنف لا يتفق مع روح الدين الإسلامي
الذي ينادي بالتسامح والمودة والرحمة بين البشر ولابد أن نعرف حدود الله
وأن نعود إلى كتابه وأحكامه لكي تستقيم حياتنا،
فالزوج الذي يبتز زوجته، أو يقوم منهجه على المساومة،
فيقول اليوم كلمة ليتراجع عنها غداً، فيسمح للمرأة بالعمل ثمّ يجعل عملها
سبباً لطلاقها، وضياعها وضياع أبنائه،
يستغل حقوقه الشرعية للانتقام من زوجته من المؤكد أنه مريض،
ويحتاج إلى تقويم سلوكي وأخلاقي، والإسلام يدين مثل هذه السلوكيات
لأنها تتنافى مع شروط وغاية الزواج كما أشارت الآية الكريمة:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }
وهنا نجد أن حكمة الزواج في السكون النفسي والروحي وكذلك لتكوين أسرة
سليمة وتربية ذرية صالحة وكذلك تعاليم الإسلام الصحيحة
ويقول سبحانه وتعالى:
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفهمْ ذُرِّيَّة ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللَّه وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
وإلى اللقاء فى الحقة القادمة ان شاء الله
معاناة المرأة بين البيت والعمل والعلاقات الاجتماعية
( 01 – 03 )
محمد خير عوض الله
أقصى ما يصل إليه حلم المرأة، هو الاستقرار، والمرأة العاملة،
هي أحوج النساء لحياة الاستقرار،
تكابد صباحاً لكسب لقمة العيش لها ولأبنائها، بسبب عجز الزوج أو موته
أو لتحقيق حياة بمستوى أفضل من خلال تحسين الدخل،
ثمّ تكابد مساءً في بيتها، تنتظرها واجبات البيت الكثيرة،
ولكن كثيراً ما تجد المرأة العاملة نفسها في ساحات المحاكم،
تفقد استقرارها العائلي، وحلم الأمومة يتحطم على صخرة
مساومات وابتزازات شريك حياتها، أو رؤساء العمل،
فيصبح النجاح المهني عذاباً ومعاناة...!
وكثير من هذه المعاناة يوثقها مركز قضايا المرأة بالقاهرة،
الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى ما يشبه ديوان مظالم يضج بصرخة
يائسة لحواء وهي في أضعف لحظاتها..
في مكتب قضايا المرأة تتنوع الشكاوى ما بين أحوال شخصية
ومشكلات عمل، وتصل شكاوى الأحوال الشخصية التي يتلقاها المركز
إلى 60%، وتعتبر مشكلة الطلاق الشفهي للزوجة من أكثر المشكلات
التي يواجهها المركز، والتي يصعب التوصل لحلها بشكل ودي،
أما شكاوى العمل فتتنوع بين الاضطهاد في العمل وتصل نسبته إلى 11%
وعدم دفع المستحقات المالية بنسبة 14% من الشكاوى
وسوء المعاملة والتفرقة بنسبة 8% والنقل التعسفي ويصل إلى 4%
والحرمان من الترقيات ونسبته 3%.
حسب الإحصائيات بلغت نسبة السيدات في سن 25 – 40 من المترددات
إلى المركز 88% من إجمالي المترددين، بينما تبلغ نسبة المقيمات
في القاهرة ويترددن إلى المركز 76%، وتبين أن 10% من المترددات
طلبن خدمات قانونية، في حين أن 78% طلبن تدخلات لحل
مشكلات زوجية، و12% فقط طلبن رفع دعاوى قضائية،
وحول المستوى الاجتماعي والثقافي تشغل نسبة السيدات المتعلمات 71%
من المترددات وتصل نسبة العاملات منهن 64%.
بعض الأزواج يفشلون في مسؤولياتهم
د.عبد الرحمن جودة " أستاذ علم الاجتماع "من القاهرة،
يعلق على شكاوى النساء قائلاً: مشكلات عمل المرأة عنوان ضمن
عناوين عديدة في مشكلات المرأة عموماً، هناك العديد من التطورات
السلبية في المجتمع العربي أدت إلى ظهور خلل اجتماعي ملحوظ
وحالة من غياب الوعي التربوي والديني والتعليمي والإعلامي
يعاني منها المجتمع، كما تراجعت أدوار اجتماعية كانت لها أهمية
في حل المشكلات الأسرية، فقد كان هناك شخص يدعى "كبير العائلة"
وهو صاحب كلمة مسموعة ويقوم بدور مهم في حل الخلافات العائلية
دون الحاجة إلى نزاعات في ساحات القضاء!
ويضيف د.جودة أيضاً أن هناك حالة من القسوة المفرطة
حيث تجد أن 45% من النساء يعانين الاعتداء البدني عليهن حسب
دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
حول ظاهرة العنف ضد المرأة، كما أن المشكلات الاقتصادية أفرزت تصادعاً
في القيم فنرى كثيراً من الأزواج يهربون من تحمل أعباء ومسؤوليات
أسرهم مثل ذلك الزوج الذي طلق زوجته بعد علمه بمرض ابنه.
دوافع رخيصة وحيل سيئة
د. ميرفت شوقي "أستاذ علم النفس " توضح أن عمل المرأة تسبب
في كثير من حالات الطلاق، وفي حالات الطلاق يصاب أحد الطرفين
أو كلاهما بأزمة نفسية نتيجة فقد الشريك والإحساس
بعدم الاستقرار والفشل في الحياة الخاصة وعلى أثره نجد بعض
مظاهر الخلل كالسلوكيات العنيفة أو الرغبة في الانتقام،
وأحياناً الرغبة في تدمير الطرف الآخر، فهناك بعض الحالات
التي يتلذذ فيها الشخص بتعذيب الطرف الآخر أو إلحاق الأذى به،
ويستخدم هذا الشخص بعض الحيل الدفاعية النفسية لتبرير سلوكياته
تجاه الآخر، فربما يبرر الأب الذي خطف ابنته من أمها لتقيم معه
بأن ذلك لحمايتها ورعايتها ولكن ذلك في حقيقة الأمر قد يكون نوعاً
من الانتقام الرخيص من الأم لتعذيبها!!.
يوافق على عملها ثمّ يطلقها
يوثّق مركز قضايا المرأة بالقاهرة لفاطمة وهي سيدة في الخمسين
تشكو عدم حصولها على معاش زوجها المتوفى منذ 7 أشهر..
زوجها كان عاملاً وغير مؤمن عليه من صاحب العمل وبعد وفاته
حاولت الحصول على معاش من التأمينات الاجتماعية
ولكنهم رفضوا حصولها على أي معاش للزوج المتوفى.
وزوجة أخرى تقدمت بشكوى تطلب بها المساعدة في إيجاد حل لإقناع
زوجها بالعمل وإجباره على تولي مسؤوليته في الإنفاق عليها وعلى أبنائها
وقالت إنه بعد خصخصة الشركة التي كان يعمل بها تم الاستغناء عنه
وجلس في المنزل عاطلاً يسهر على المقهى ويترك مسؤولية البيت
لتتحملها ويرفض البحث عن عمل. وأخرى تشكو زوجها الذي طلقها
منذ 5 أعوام طلاقاً شفهياً وطردها من منزل الزوجية ولا تستطيع
إثبات الوقوع الفعلي للطلاق ولا الحصول على حقوقها الشرعية من زوجها
الذي كان قد وافق على عملها قبل أن يتنكّر لذلك!
الإسلام قنن للمسؤوليّة
د. حسن عبد الرزاق "الأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين من القاهرة"
يقول : وما تعانيه المرأة من شقاق وعنف لا يتفق مع روح الدين الإسلامي
الذي ينادي بالتسامح والمودة والرحمة بين البشر ولابد أن نعرف حدود الله
وأن نعود إلى كتابه وأحكامه لكي تستقيم حياتنا،
فالزوج الذي يبتز زوجته، أو يقوم منهجه على المساومة،
فيقول اليوم كلمة ليتراجع عنها غداً، فيسمح للمرأة بالعمل ثمّ يجعل عملها
سبباً لطلاقها، وضياعها وضياع أبنائه،
يستغل حقوقه الشرعية للانتقام من زوجته من المؤكد أنه مريض،
ويحتاج إلى تقويم سلوكي وأخلاقي، والإسلام يدين مثل هذه السلوكيات
لأنها تتنافى مع شروط وغاية الزواج كما أشارت الآية الكريمة:
{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً }
وهنا نجد أن حكمة الزواج في السكون النفسي والروحي وكذلك لتكوين أسرة
سليمة وتربية ذرية صالحة وكذلك تعاليم الإسلام الصحيحة
ويقول سبحانه وتعالى:
{ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفهمْ ذُرِّيَّة ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ
فَلْيَتَّقُوا اللَّه وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا }
وإلى اللقاء فى الحقة القادمة ان شاء الله