vip_vip
06-20-2011, 07:04 PM
حديث اليوم الأثنين 23.04.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رضى الله تعالى عنهم أَنَّهُ :
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ مُشْتَمِلًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ جَابِرٍ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أَنَسٍ
وَ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ كَيْسَانَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَأم المؤمننين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَ أُمِّ هَانِئٍ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ وَ غَيْرِهِمْ قَالُوا لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ
وَ قَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي ثَوْبَيْنِ .
الشـــــــــــــــروح
)بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ (
قَوْلُهُ : ( مُشْتَمِلًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ )
زَادَ الشَّيْخَانِ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ ، وَ الْعَاتِقُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبِ إِلَى أَصْلِ الْعُنُقِ ،
وَ قَالَ الطِّيبِيُّ : الِاشْتِمَالُ التَّوَشُّحُ وَ الْمُخَالَفَةُ بَيْنَ طَرَفَيِ الثَّوْبِ بِأَنْ يَأْخُذَ الَّذِي أَلْقَاهُ
عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْمَنِ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُسْرَى وَ يَأْخُذَ طَرَفَهُ الَّذِي أَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ
مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى ، ثُمَّ يَعْقِدُهُمَا عَلَى صَدْرِهِ ، يَعْنِي لِئَلَّا يَكُونَ سَدْلًا ،
وَ كَذَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَ قَالَابْنُ بَطَّالٍ .
فَائِدَةٌ :
الِالْتِحَافُ الْمَذْكُورُ أَنْ لَا يَنْظُرَ الْمُصَلِّي إِلَى عَوْرَةِ نَفْسِهِ إِذَا رَكَعَ
وَ لِئَلَّا يَسْقُطَ الثَّوْبُ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ .
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ وَ جَابِرٍ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أَنَسٍ
وَ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَ كَيْسَانَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَ عَائِشَةَ وَ أُمِّ هَانِئ ٍوَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين( .
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ :
(مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ(
وَ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْهُ بِلَفْظِ : لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ
لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ أَبُو دَاوُدَ بِلَفْظِ : يَاجَابِرُإِذَا كَانَ وَاسِعًا
فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ وَ إِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَقْوَيْكَ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَوَ النَّسَائِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍفَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ كَيْسَانَ بِفَتْحِ الْكَافِ وَ سُكُونِ التَّحْتِيَّةِ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَعَنْهُ :
قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبًا بِهِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَ بَرْدَهَا .
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي الْمُتَّفَقِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَبِلَفْظِ :
قَالَ أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ :
قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَرَى فِي الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
فَأَطْلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِزَارَاهُ فَطَارَتْ بِهِ رِدَاؤُهُ ،
ثُمَّ اشْتَمَلَ بِهِمَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ
قَالَ : أَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَبِلَفْظِ :
قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ رُومِيَّةٌ
قَدْ عَقَدَهَا عَلَى عُنُقِهِ ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا مَا عَلَيْهِ غَيْرُهَا .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ ( وَ قَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي ثَوْبَيْنِ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : كَانَ الْخِلَافُ فِي مَنْعِ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدِيمًا .
رَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَا تُصَلِّيَنَّ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
وَ إِنْ كَانَ أَوْسَعَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ . وَ نَسَبَ ابْنُ بَطَّالٍ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ ،
ثُمَّ قَالَ : لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ عَلَى الْجَوَازِ ، انْتَهَى .
فَائِدَةٌ : اعْلَمْ أَنَّهُ لَا شَكَّ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ جَائِزَةٌ لَكِنَّهَا فِي الثَّوْبَيْنِ
أَفْضَلُ عِنْدَ وُجُودِهِمَا . رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ :
أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ : ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ : إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا ،
جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَ قَمِيصٍ ، فِي إِزَارٍ وَ قَبَاءٍ ،
فِي سَرَاوِيلَ وَ رِدَاءٍ ، فِي سَرَاوِيلَ وَ قَمِيصٍ ، فِي سَرَاوِيلَ وَ قَبَاءٍ ، الْحَدِيثَ .
قَالَ الْحَافِظُ : جَمَعَ رَجُلٌ هُوَ بَقِيَّةُ قَوْلِ عُمَرَ وَ أَوْرَدَهُ بِصِيغَةِ الْخَبَرِ وَ مُرَادُهُ الْأَمْرُ
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : يَعْنِي لِيَجْمَعْ وَ يُصَلِّي ، انْتَهَى .
قَالَ وَ فِيهِ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الثَّوْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنَ الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، انْتَهَى :
قَالَ الْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ : وَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُ مَالِكٍ فِي مَنْ صَلَّى فِي سَرَاوِيلَ
وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَى الثِّيَابِ ، فَفِي الْمُدَوَّنَةِ لَا يُعِيدُ فِي الْوَقْتِ وَ لَا فِي غَيْرِهِ
وَ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ مِثْلُهُ . وَ عَنْ أَشْهَبَ عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ فِي الْوَقْتِ ،
وَ عَنْهُ أَنَّ صَلَاتَهُ تَامَّةٌ إِنْ كَانَ ضَيِّقًا . وَ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي لِحَافٍ
وَ لَا يُوَشَّحَ بِهِ وَ الْآخَرُ : أَنْ تُصَلِّيَ فِي سَرَاوِيلَ لَيْسَ عَلَيْكَ رِدَاءٌ .
وَ بِظَاهِرِهِ أَخَذَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَ قَالَ : تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِي السَّرَاوِيلِ وَحْدَهَا .
وَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ إِذَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ لَا تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهِ ، انْتَهَى كَلَامُ الْعَيْنِيِّ .
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ)
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رضى الله تعالى عنهم أَنَّهُ :
رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
( يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ مُشْتَمِلًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ (
قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ جَابِرٍ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أَنَسٍ
وَ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ وَ كَيْسَانَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَأم المؤمننين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَ أُمِّ هَانِئٍ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
وَ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ التَّابِعِينَ وَ غَيْرِهِمْ قَالُوا لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ
وَ قَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي ثَوْبَيْنِ .
الشـــــــــــــــروح
)بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ (
قَوْلُهُ : ( مُشْتَمِلًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ )
زَادَ الشَّيْخَانِ وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ ، وَ الْعَاتِقُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبِ إِلَى أَصْلِ الْعُنُقِ ،
وَ قَالَ الطِّيبِيُّ : الِاشْتِمَالُ التَّوَشُّحُ وَ الْمُخَالَفَةُ بَيْنَ طَرَفَيِ الثَّوْبِ بِأَنْ يَأْخُذَ الَّذِي أَلْقَاهُ
عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْمَنِ مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُسْرَى وَ يَأْخُذَ طَرَفَهُ الَّذِي أَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ
مِنْ تَحْتِ يَدِهِ الْيُمْنَى ، ثُمَّ يَعْقِدُهُمَا عَلَى صَدْرِهِ ، يَعْنِي لِئَلَّا يَكُونَ سَدْلًا ،
وَ كَذَا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ، وَ قَالَابْنُ بَطَّالٍ .
فَائِدَةٌ :
الِالْتِحَافُ الْمَذْكُورُ أَنْ لَا يَنْظُرَ الْمُصَلِّي إِلَى عَوْرَةِ نَفْسِهِ إِذَا رَكَعَ
وَ لِئَلَّا يَسْقُطَ الثَّوْبُ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ .
قَوْلُهُ : ( وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةُ وَ جَابِرٍ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أَنَسٍ
وَ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَ كَيْسَانَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَ عَائِشَةَ وَ أُمِّ هَانِئ ٍوَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ وَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ
رضى الله تعالى عنهم أجمعين( .
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِلَفْظِ :
(مَنْ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ(
وَ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ عَنْهُ بِلَفْظِ : لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ
لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ أَبُو دَاوُدَ بِلَفْظِ : يَاجَابِرُإِذَا كَانَ وَاسِعًا
فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ وَ إِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَقْوَيْكَ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَوَ النَّسَائِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍفَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَبِي أَسِيدٍ وَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ،
وَ أَمَّا حَدِيثُ كَيْسَانَ بِفَتْحِ الْكَافِ وَ سُكُونِ التَّحْتِيَّةِ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَعَنْهُ :
قَالَ : رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبًا بِهِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ :
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَ بَرْدَهَا .
وَ أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ فِي الْمُتَّفَقِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ وَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَبِلَفْظِ :
قَالَ أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِلَفْظِ :
قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَرَى فِي الصَّلَاةِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
فَأَطْلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِزَارَاهُ فَطَارَتْ بِهِ رِدَاؤُهُ ،
ثُمَّ اشْتَمَلَ بِهِمَا فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ
قَالَ : أَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ .
وَ أَمَّا حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْأَنْصَارِيِّ أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَبِلَفْظِ :
قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ رُومِيَّةٌ
قَدْ عَقَدَهَا عَلَى عُنُقِهِ ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا مَا عَلَيْهِ غَيْرُهَا .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ ( وَ قَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي ثَوْبَيْنِ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : كَانَ الْخِلَافُ فِي مَنْعِ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدِيمًا .
رَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَا تُصَلِّيَنَّ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ
وَ إِنْ كَانَ أَوْسَعَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ . وَ نَسَبَ ابْنُ بَطَّالٍ ذَلِكَ لِابْنِ عُمَرَ ،
ثُمَّ قَالَ : لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ عَلَى الْجَوَازِ ، انْتَهَى .
فَائِدَةٌ : اعْلَمْ أَنَّهُ لَا شَكَّ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ جَائِزَةٌ لَكِنَّهَا فِي الثَّوْبَيْنِ
أَفْضَلُ عِنْدَ وُجُودِهِمَا . رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ :
أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ : ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ : إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا ،
جَمَعَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ ، صَلَّى رَجُلٌ فِي إِزَارٍ وَ قَمِيصٍ ، فِي إِزَارٍ وَ قَبَاءٍ ،
فِي سَرَاوِيلَ وَ رِدَاءٍ ، فِي سَرَاوِيلَ وَ قَمِيصٍ ، فِي سَرَاوِيلَ وَ قَبَاءٍ ، الْحَدِيثَ .
قَالَ الْحَافِظُ : جَمَعَ رَجُلٌ هُوَ بَقِيَّةُ قَوْلِ عُمَرَ وَ أَوْرَدَهُ بِصِيغَةِ الْخَبَرِ وَ مُرَادُهُ الْأَمْرُ
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : يَعْنِي لِيَجْمَعْ وَ يُصَلِّي ، انْتَهَى .
قَالَ وَ فِيهِ أَنَّ الصَّلَاةَ فِي الثَّوْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنَ الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ، انْتَهَى :
قَالَ الْعَيْنِيُّ فِي شَرْحِ الْبُخَارِيِّ : وَ اخْتَلَفَ أَصْحَابُ مَالِكٍ فِي مَنْ صَلَّى فِي سَرَاوِيلَ
وَ هُوَ قَادِرٌ عَلَى الثِّيَابِ ، فَفِي الْمُدَوَّنَةِ لَا يُعِيدُ فِي الْوَقْتِ وَ لَا فِي غَيْرِهِ
وَ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ مِثْلُهُ . وَ عَنْ أَشْهَبَ عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ فِي الْوَقْتِ ،
وَ عَنْهُ أَنَّ صَلَاتَهُ تَامَّةٌ إِنْ كَانَ ضَيِّقًا . وَ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي لِحَافٍ
وَ لَا يُوَشَّحَ بِهِ وَ الْآخَرُ : أَنْ تُصَلِّيَ فِي سَرَاوِيلَ لَيْسَ عَلَيْكَ رِدَاءٌ .
وَ بِظَاهِرِهِ أَخَذَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَ قَالَ : تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِي السَّرَاوِيلِ وَحْدَهَا .
وَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ إِذَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ لَا تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِيهِ ، انْتَهَى كَلَامُ الْعَيْنِيِّ .