المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الأدب ( الحلقه 128 )


حور العين
01-17-2017, 05:44 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
حديقة الأدب ( الحلقه 128 )
بقلم صالح الحمد


قال سفيان :

وجَدْنا أصل كل عداوة اصطِناع المعروف إلى اللئام.
المحاسن والمساوئ ص: ١٢٠

كان يقال :

بحسب العقوبة أن تكون على مِقدار الذنب.
عيون الأخبار ١٠١/١


التفرُّقُ شرٌّ كلُّه، وشرُّ أنواعِ التفرُّقِ ما كان في الدِّينِ،
وأشنعُ أنواعِ التفرُّقِ في الدِّينِ ما كان منشؤُه الهوى والغرَضَ،
ونتيجتُه التعاديَ والتباغضَ، وأثرُه في نفوسِ الأجانبِ السُّخريَّةَ
مِن الدِّينِ والتنقُّصَ له، واتخاذَ أعمالِ أهلِه حجَّةً عليه،
وما أعظَمَ جنايةَ المسلمِ الذي يقيمُ مِن أعمالِه الفاسدةَ
حجَّةً على دِينِه الصحيحِ، وما أشنَعَ جريمةَ المسلِمِ الذي يعرِّضُ
بسوءِ عملِه - دِينَه الطاهرَ النقيَّ للزِّرايةِ والاحتقارِ.

آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي 2 /162

فاحرِصوا - رحِمكم اللهُ - على أن تكونَ لحياتِكم قيمةٌ،
واربَؤُوا عن أن تكونَ في كِفَّةِ النَّحسِ والهضيمةِ،
واسعَوْا في الوصولِ بها إلى القِيَمِ الغاليةِ،
والحصولِ منها على الحِصَصِ العاليةِ.
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (٦٥/١).


ولو أنَّ للدعوةِ المحمَّديةِ عُشرَ ما للدعوةِ المسيحيةِ مِن أَسنَادٍ وأمدادٍ،
وهِمَمٍ راعيةٍ، وألسنةٍ داعيةٍ، لَغَمَر المَشرقَينِ، وعَمَرَ القُطبينِ،
ولو أنَّ دِينًا لقِيَ مِن الأذى والمقاومةِ عُشرَ ما لقي الإسلامُ لتلاشى واندثَرَ،
ولم تَبْقَ له عينٌ ولا أثَرٌ، وإنَّ مِن أكبرِ الدلائلِ وأصدقِ البراهينِ
على حقِّيَّةِ الإسلامِ بقاءَه مع هذه الغاراتِ الشعواءِ مِن الخارجِ،
ومع هذه العواملِ المُخرِّبةِ مِن الداخلِ، وإنَّ هذه لَأنكى وأضرُّ،
فلَكَمْ أراد به أعداؤُه كيدًا! تارةً بقوَّةِ السيفِ، وتارةً بقوَّة العِلمِ،
فوجَدوه في الأولى صُلبَ المكسِرِ، ووجدوه في الثانيةِ ناهضَ الحجَّةِ،
ورُدُّوا بغيظِهم لم ينالوا خيرًا، ولكنهم عادُوا فضلَّلوا أبناءَه عنه،
ولفَتُوه عن مشرِقِه، وفتنوهم بزخارفِ الأقوالِ والأعمالِ؛
ليصدُّوهم عن سبيلِه، وإن أخوفَ ما يخافُه المشفِقون على الإسلامِ
جهلُ المسلمينَ لحقائقِه، وانصرافُهم عن هدايتِه؛
فإن هذا هو الذي يُطمِعُ الأعداءَ فيهم وفيه،
وما يُطمِعُ الجارَ الحاسدَ في الاستيلاءِ على كرائمِ جارِه الميتِ
إلا الوارثُ السَّفيهُ.
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (٨٢/٣).



إلي اللقاء مع الحلقة التالية إن شاء الله