المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الأدب ( الحلقه 130 )


حور العين
01-19-2017, 03:59 PM
من:الأخت الزميلة / منة الرحمن
حديقة الأدب ( الحلقه 130 )
بقلم صالح الحمد

القرآن :

كتابُ الكونِ، لا تُفسِّرُه حقَّ التفسيرِ إلا حوادثُ الكونِ،
والقرآنُ كتابُ الدَّعوةِ، لا تكشِفُ عن حقائقِه العُليا إلا تصاريفُ الدهرِ،
والقرآنُ كتابُ الهدايةِ الإلهيةِ العامةِ، فلا يفهَمُه إلا المستعدُّون لها،
والقرآنُ لا يَبلَى جديدُه، ولا تنقضي عجائبُه

آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (٢٢٦/٤).




ما أضاع المسلِمينَ، ومزَّق جامعتَهم، ونزَل بهم إلى هذا الدَّركِ
مِن الهوانِ إلَّا بُعدُهم عن هدايةِ القرآنِ، وجعلُهم إياه عِضِينَ،
وعدمُ تحكيمِهم له في أهواء النفوسِ ليُكفكفَ منها،
وفي مزالقِ الآراءِ ليأخُذَ بيدِهم إلى صوابِها، وفي نواجِمِ الفتنِ
ليُجلِّي غماءَها، وفي معتركِ الشهواتِ ليكسِرَ شِرَّتَها،
وفي مفارِقِ سُبلِ الحياة ليهديَ إلى أقوَمِها، وفي أسواقِ المصالحِ
والمفاسدِ ليميِّزَ هذه مِن تلك، وفي مجامعِ العقائدِ ليميِّزَ حقَّها مِن باطلِها،
وفي شُعبِ الأحكامِ ليقطَعَ فيها بفصلِ الخطابِ، وإنَّ ذلك كلَّه لموجودٌ
في القرآنِ بالنصِّ أو بالظاهرِ أو بالإشارةِ والاقتضاءِ، مع مزيدٍ تَعجِزُ عنه
عقولُ البشَرِ مهما ارتقَتْ، وهو تعقيبُ كلِّ حُكمٍ بحكمةٍ،
وكلِّ أمرٍ بما يُثبِّتُه في النفسِ، وكلِّ نهيٍ بما يُنفِّرُ عنه؛
لأنَّ القرآنَ كلامُ خالقِ النفوسِ، وعالمِ ما تُكِنُّ وما تُبدِي، ومركِّبِ الطبائعِ،
وعالمِ ما يصلحُ وما يفسدُ، وبارئِ الإنسانِ
وسَطًا بين عالَمينِ:

أحدُهما: خيرٌ محضٌ.

والآخَرُ: شرٌّ محضٌ.

آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (٢٢٦/٤).


المالُ سلاحٌ كما أن العلمَ سلاحٌ، ألاَ فليعلَمْ كلُّ مَن لا يريدُ أن يعلَمَ :
أن سوقَ المالِ اليومَ معترَكُ أبطالٍ، وأن في جوانبِه رماةً ونحن الهدفُ،
وأن مكانَ المالِ مِن الحياة مكانُ الوريدِ مِن البدَنِ، وأن الزمانَ قد دار دَورتَه،
وقضى اللهُ أن يُصبِحَ المالُ والعِلمُ سلاحينِ لا يطمَعُ طامعٌ في الحياةِ
بدونهما، فلننظُرْ مكانَنا منهما، ومكانَهما منا.
آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (٥٥/١).


مَن استصلَحَ عَدُوَّه زادَ في عدَده،
ومن استفسَدَ صديقَه نقَص من عدَدِه.
لباب الآداب ص: ٦٠


وإنَّما سُمِّي شوَّال شوَّالاً لأنَّ النُّوق شالت بأذنابها فيه.
البيان والتبيين ١٦٩/١


إلي اللقاء مع الحلقة التالية إن شاء الله