المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3683


حور العين
01-23-2017, 02:50 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ التوحيد ]

التوحيد هو حق الله على العباد
ومما يؤكد هذا المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن التوحيد
هو حق الله على عباده الذي لا يجوز التفريط فيه ، ولا الغفلة عنه ..

روى الشيخان البخاري ومسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :

( كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار ، فقال لي :
( يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد ؟ وما حق العباد على الله ؟)
قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ( حق الله على العباد أن يعبدوه
ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به
شيئاً ) ، قلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس ؟ . قال :
( لا تبشرهم فيتكلوا ) .

التوحيد المأمور به :
إنه توحيد اعتقادي علمي ، وتوحيد عملي سلوكي .

وقد جرى كثير من المصنفين قديماً وحديثاً ، على تسمية النوع الأول من
التوحيد (توحيد الربوبية) ، وعلى تسمية النوع الثاني ( توحيد الإلوهية).

فما معنى توحيد الربوبية ؟ وما معنى توحيد الإلوهية ؟
أولاً:توحيد الربوبية
معناه اعتقاد أنه تعالى رب السموات والأرض وخالق من فيهما وما فيهما ،
ومالك الأمر في هذا العالم كله لا شريك له في ملكه ، ولا معقب عليه
في حكمه، فهو وحده رب كل شئ ، ورازق كل حي ، ومدبر كل أمر ، وهو
وحده الخافض الرافع ، المعطي المانع ، الضار النافع ، المعز المذل ،
وكل من سواه وما سواه لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعاً ولا ضراً ،
إلا بإذن الله ومشيئته

. وهذا القسم لم يجحده إلا الماديون الملحدون الذين ينكرون
وجود الله تعالى ، كالدهريين قديماً والشيوعيين في عصرنا .

أما معظم المشركين كالعرب في الجاهلية فكانوا يعترفون بهذا النوع
من التوحيد ولا ينكرونه ، كما حكى عنهم القرآن :

{ ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض
وسخر الشمس والقمر ليقولن الله }
العنكبوت 61

فهذه أجوبة المشركين ، تدل على أنهم يقرون بربوبية الله تعالى للكون
وتدبيره لأمره ، وكان مقتضى إيمانهم بربوبيته تعالى للكون أن يعبدوه
وحده ولا يشركوا بعبادة ربهم أحداً ، ولكنهم أنكروا القسم الآخر من التوحيد
، وهو توحيد الإلوهية .

ثانياً:توحيد الإلوهية :
ومعنى توحيد الإلوهية ، إفراد الله تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة
، فلا يعبد إلا الله وحده ، ولا يشرك به شئ في الأرض أو السماء .

ولا يتحقق التوحيد ما لم ينضم توحيد الإلهية إلى توحيد الربوبية . فإن هذا
وحده لا يكفي ، فالعرب المشركون كانوا يقرون به ، ومع هذا لم يدخلهم ذلك
في الإسلام لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً ، واتخذوا مع الله آلهة
أخرى ، زعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى ، أو تشفع لهم عند الله .

ولكن ما معنى ( العبادة ) التي هي من حق الله وحده ؟
معنى العبادة:
العبادة كلمة تتضمن معنيين امتزج أحدهما بالآخر ، فصاروا شيئاً واحداً .
وهما نهاية الخضوع مع نهاية الحب .
فالخضوع الكامل الممتزج بالحب الكامل هو معنى العبادة .
فأما حب بلا خضوع ، أو خضوع بلا حب ، فلا يحقق معنى العبادة .. وكذلك
بعض الخضوع مع بعض الحب لا يحقق العبادة ، بل لا بد من كل الخضوع
مع كل الحب .

وعرفها ابن تيمية بأنها
(اسم جامع لكلّ ما يُحبّه الله ويرضاه من الأقوال
والأعمال الباطنة والظاهرة.)

صور العبادة وأنواعها :
والعبادة ليست مقصورة على صورة واحدة ، كما يخيل لكثير من الناس ،
بل لها أنواع وصور عديدة منها :

1- الدعاء : أى الاتجاه إلى الله تعالى بطلب نفع أودفع ضر
، أو رفع بلاء أو نصر على عدو ، أو نحو ذلك .

فهذا الاتجاه بالسؤال المنبعث من القلب لله تعالى هو مخ العبادة
وروحها كما في الحديث

( الدعاء هو العبادة . )
رواه الترمذي.

2- ومنها : إقامة الشعائر الدينية ، مثل الصلاة والصيام والصدقة والحج
والنذر والذبح وما شابه ذلك . فلا يجوز أن توجه هذه الشعائر إلا لله .

3- الانقياد والإذعان الديني لما شرع الله من أحكام ، أحل بها الحلال وحرم
الحرام ، وحد الحدود ، ونظم شئون الحياة ، فلا يجوز لمن آمن بالله رباً
أن يأخذ عن البشر النظم والأحكام والقيم والقوانين ، يخضع لها ويحكمها
في حياته بغير سلطان من الله فهذا ضرب من العبادة .


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين