المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اشتغل بقلبك واتق ربك


حور العين
02-09-2017, 10:59 AM
من:الابن المهندس / المعتصم عدنان الياس
اشتغل بقلبك واتق ربك

من أقوال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
أَحْــبَــابَ الله مَنْ هُـــمْ؟ هُم السَّبَّاقُون لِلطَّاعَـات, الأَعِـفّـة, الْغَافِلُون
عَن الْـحُدُود وَالْمُحَرَّمَـات, لا يَبْحَث عَن الشَّـهَوَات وَلا عَن الْـمُلْهِيَّـات,
أَكْـرَه مَـا عِنْـدَه: مَجَـالِس الْغَـفْـلَة مَجَـالِس الْقِيل وَالْـقَـال, قَـد كَرِهَ مَجَـالِس
الْفَـضَـول فِي الْمُبَاحَات فَمَا بَالَك بِمَجَـالِس الْمُـحَرَّمَـات والْغِـيبَـة
وَالنَّـمِيـمَـة, قَدْ كَـرِهَ الْقِيل وَالْقَـال, وَكَثْرَة السُّـؤَال, واشْتَـغَـل بِمَحَـبَّـة
الْـكَبِير الْـمُتَـعَــال, إِنْ سَأَلْت عَمَّـنْ يُحِـب الله, فَاسْـأل عَن إِنْـسَانٍ رَزَقَـه الله
لِسَـاناً لا يَفْـتر مِـنْ تِـلاوَة الْـقُـرْآن, فَاسْأَل عَنْ عَبْـدٍ رَزَقَـهُ الله لِسَـاناً
لا يَفْـتر عَن التَّسبِـيح وَالتّـحْمِيـد وَالتَّكْبِير وَالاسْتِـغْـفَار لَهُ
وَلِـلمُؤمِنِين وَالْـمُؤْمِنَـات...

احْمدُوا الله وَاشْكُروه, لَو أنَّ الإنْسَان يَجرّب أنْ يخْـرج إلَى بَـادِية أو مَكَان
عَراء يَعْرف قِـيمَة النِّعْـمة التِي هو فيها, كَانَ الرَّجُل إذا ذبَحَ الشَّاة لا تُرَى
مِن كَثرة الذُّباب, وَكانَ الرّجل إِذا وضَع الطَّـعَام لا يسْتطِيع أن يبلع اللقمة
ما لَمْ يُصب فِيهَا ذُبابا, خَاصة فِي بعْض الأوْقَـات, لكِن احْـمدُوا الله
وَاشـكـرُوه, فَضْـل , فَضْـل مِنَ الله عَظِيـم, وَنَحْن نذكّر بِهَذا, أنّ الله رَحِـمَ
أمَّـة تَـشـكره, وَأحَبّ أمَّة تَـشْكره, وَغَضب علَى قوْم كفَروا نِعَمه فأحَلّهُـم
دَار الْـبَـوَار, كُفْـرَان النِّـعـَم مُصِيبة عَظيمَة, وَلا يَـزُول كُفْـرَان النِّـعم
إلا بِـشُكْرهَـا, وَلا تُشْكـر النّعْـمَة إلا بِالتَّـذْكِـير بهَا...

إِنَّكَ إِنْ عَامَلْتَ الله فَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْض أَحَبّ إِلَى الله مِمَّنْ يُعَامـلُه, إِنَّكَ
إِنْ صَدَقْـت مَعَ الله, وَمشَـيْتَ فِي سَبِـيل الله فَلَيْسَ هُنَاكَ خُـطَـى أَطْيَـب
وَلَا أَحَـب إِلَى الله مَن الْخُـطَى الَّـتِي يلْتَمس بِهَا مَرََْضَـاة الله,
مَنْهَا تَسْتَمِـد قَوَّتك, مَا تََـضْـعف, مَـا تَتخَـاذَل.... *اصْـدُقْ مَعَ الله ...
وَسِـر إِلَى الله حَثِيـثاً,

{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }...

كَان الرَّجل إِذَا أَرَاد أَنْ يَـقُـوم الليْل فِي بُسْتَـان أوْ فِي مَزْرَعَة مَا يَسْتطيع
أَنْ يَقُـوم مِنْ كثر الْـبَـعُوض الَّذي يَأكُـل رِجْـله, مَا يستطيع, بَعْض الأحْيَـان
يَقْـرَأ وَالْـبَـعُوض يَدْخُـل في فَمـه, نِـعَـم , النَّاس تَعِيشها وَهِيَ لا تَـدْري
فِي أَيّ شَيء تَعِيـش...

النَّاس ينْبغي أَنْ يَردّوا إلَى التَّسْلِيــم لِـلشَّرع, وَالإذْعَـان لَه, وَأنَّه
لا يُشْـتَـرَط فِي قَبُـول الْحكْـم أن يعْـرف الإنْسـَان عِـلّتـه, تجد الْـبَـعْض يَأتِْي
وَيَقُـول: وَالله سَمِعْـت فَـتْـوَى من الشَّيخ فُلان, وَأنَا مَا دخَلـت مـزَاجِـي,
كَأنَّ مـزَاجَه -نَسْأل الله السَّلامَة وَالْعَافِيَة- حَكَـم عَلَى الشَّـرْع...

الله تَعالَى يَقُـول:


{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْــنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا }

قَال بَعْض أَئِمَّة السَّلف في التفسير: جَـاءَ الْفـرج لإبْـرَاهِـيـم لَمّـا سَـلّـم.
وَبِالتَّسْلِـيم وَالإذْعَـان يَكُون الْخَـيْر كُلـه...

لَيْسَ هُنَاكَ شَيْء يُهّذِّب أََخْلاق النَّاس مِثْلَ: الْآخِــــرَة, الَّذِي يَعْلم أَنَّهُ
سَيَمُوت تَهُون عَلَيْه لّذَّات الدُّنْـيَا, تَهُون عَلَيْهِ شَهَوَتهَا, تَهُون عَلَيْهِ
الْمُحَرِّمَات...