المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التسخط وعدم الرضا بالقدر


حور العين
02-12-2017, 10:55 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
( سـؤال و جـواب )
[ التسخط وعدم الرضا بالقدر ]

السؤال
ما حكم الدين في شأن جمعين من المسلمين الأول يملك المال
بلا حساب والجمع الآخر لا يعرف حتى على سبيل المثال
شكل المال في أمس الحاجة إليه؟

الإجابة
قال الله تعالى:

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }

لكن إن كسب الغني ماله من طرق جائزة وأدى حق الله وحقوق العباد فيه
كان شاكرًا لنعمة الله فيما آتاه، أهلاً لمرحمة الله والمزيد من فضله،
وإلاَّ فهو كافر لنعمة الله ظالم يستحق العقوبة من الله، قال الله تعالى:

{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }

ومن لم يؤت حظًّا من المال لعجزه عن الكسب له، أو لأن الله تعالى
لم يهيئ له الأسباب ابتلاءً وامتحانًا؛ حكمةً منه وعدلاً، فالواجب عليه
الصبر والاحتساب والأخذ في الأسباب المباحة المقيدة حسب الطاقة،
وقد جعل له سبحانه حقًّا في مال الأغنياء من الزكاة وغيرها، وعلى ولاة
الأمور أن يعولوه ويعطوه ما يسد حاجته رحمة به وأداء لواجب الأخوة
وشكرًا لنعمة الله، والله أرحم بعباده منهم بأنفسهم، ومن كان قلة ذات يده
لكسله وتقاعده عن الكسب اعتمادًا على فضول أموال الناس وما يأتيه
من فتات موائدهم فقد أساء إلى نفسه وأهانها بوقوفه ذليلاً أمام أعتاب
الأغنياء، وخالف شريعة ربه التي حثت على الكسب وعلى عزة النفس،
وحذرت من البطالة وإراقة ماء الوجه، ولا يظلم ربك أحدًا، بل هو حكم
عدل، لطيف بعباده، عليم خبير يصرف الأمور كلها بمشيئته وحكمته:

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ
َتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ
وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء