المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 3712


حور العين
02-21-2017, 03:09 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
[ أثر البدء بالأقربين في الدعوة ]

إنه التدرج ليكون الانطلاق من الداخل إلى الخارج،
وليكون للدعوة ظهر وركن شديد، وقاعدة صلبة ومنطلق متين.
فلقد كان لإسلامِ السيدة خديجة رضي الله عنها أثرٌ عظيم في مواساة النبي
صلى الله عليه وسلم، فكانت نِعْمَت الزوجة ونعم المعين ونعم السند،
لقد واسَتْه بمالها وبرقَّتِها، ووفائها وعطائها وقلبها الكبير؛ لهذا كان
صلى الله عليه وسلم يحبها ويحبُّ مَن يحبها، فكان يكرم صديقاتها
إكرامًا ووفاءً بها ولها.

وتجلَّت هذه المساندة في مواقف كثيرة، منها:
أنها أخذَتْه إلى ابن عمها وكان عليمًا بدين النصرانية، فصدَّقه.

ومنها: ما قالته للنبي صلى الله عليه وسلم لما عاد إليها يرتعد ويقول لها:

((زمِّلوني زمِّلوني)).

ومنها: ما قدمت من مالِها.

كذلك كان لإسلام أبي بكر رضي الله عنه عظيم الأثر في شد أزر النبي
صلى الله عليه وسلم، فكان يدافع عنه، ويدفع عنه الأذى، ويواسيه بماله،
فقد قدم كل ماله وترك لأولاده الله ورسوله، وكان صاحب الغار،
ونعم الصاحب في الهجرة، وفي الشدة، وكان رضي الله عنه يشتري
العبيد فيحررهم، فيدخلون في الإسلام، فكان لذلك عظيم الأثر في استمرار
الدعوة وتقدُّمها، وثباتها في مواجهة المصاعب والعقبات.

كذلك كان لإسلام علي رضي الله عنه عظيم الأثر، فقد وكَّله النبي
صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانات، والنوم في سريره ساعة الهجرة.

أما إسلام عمر رضي الله عنه، فكان سببًا
في تحوُّل الدعوة من السرية إلى العلانية.

ولقد بلَّغ النبي صلى الله عليه وسلم رسالة ربِّه، وأنذَر عشيرته الأقربين،
فمنهم مَن آمن، ومنهم مَن عاند، وكان يتمنَّى إسلام عمه أبي طالب،
ولكنه مع كفره لم يسلمه لمعانديه وكان يحميه وينصره؛ لأنه يعلم
في قرارة نفسه أن محمدًا على حق، وأنه رسول الله صدقًا، لكن منعه
من التصديق به مراعاته لإخوانه من صناديد الكفر.

وكان لإسلام عثمان - ذي النورين - رضي الله عنه عظيم الأثر
في تقوية شوكة الإسلام المادية والمعنوية.

وظل يدعو صلى الله عليه وسلم حتى لم يبقَ بيتٌ في مكة إلا وعلم
بالإسلام، وكان فيه رجل مسلم، إما يُعذَّب وأما يُضطَهد، وأما يُطارد.

ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يدعو القبائل من خارج مكة، فكان يعرض
نفسه على القبائل في المواسم والأسواق، وغشِي الإسلام يثربَ
وما حول مكة.

وهكذا، فإن الإنسان المسلم مسؤول عن أهله وعشيرته وعن جيرانه
وأصدقائه، ومسؤول عن تبليغ رسالة الإسلام إليهم بتودُّد ولين، بالحكمة
والموعظة الحسنة والقدوة والأسوة، بالمجاملات، وبالهدايا والعطايا،
والكلمة الطيبة، والمواقف الحميدة.

فما أحوجنا إلى تصحيح مفاهيم الإسلام عند الناس
، فهم يظنُّون أن الإسلام تزمُّت، والالتزام به تخلُّف، والمناداة بتطبيقه
رجعية، ما أحوجنا إلى تقديم نموذج صالح طيب في صورة واقع عملي
وإسلام متحرِّك.
من كتاب: "خصيصة التدرج في الدعوة إلى الله (فقه التدرج)"


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين