تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم الثلاثاء 17.06.1432


vip_vip
06-29-2011, 07:30 PM
حديث اليوم الثلاثاء 17.06.1432
مرسل من عدنان الياس مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي الِاجْتِهَادِ فِي الصَّلَاةِ )
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ وَ بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ
عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ :

) صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ
حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ أَتَتَكَلَّفُ هَذَا وَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ
وَ مَا تَأَخَّرَ قَالَ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا )

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ عَائِشَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

الشــــــــــــــــروح

) بَابُ مَا جَاءَ فِي الِاجْتِهَادِ فِي الصَّلَاةِ )
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : الْجَهْدُ الطَّاقَةُ وَ الْمَشَقَّةُ ، وَ اجْهَدْ جَهْدَكَ ابْلُغْ غَايَتَكَ ،
وَ جَهَدَ كَمَنَعَ جَدَّ كَاجْتَهَدَ .

قوله : ( حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ )
وَ فِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ : حَتَّى تَوَرَّمَتْ ، وَ فِي رِوَايَةٍ لَهُ : حَتَّى تَوَرَّمَ مِنَ الْوَرَمِ ،
وَ لِلنَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : حَتَّى تَزَلَّعَ قَدَمَاهُ بِزَايٍ وَ عَيْنٍ مُهْمَلَةٍ ،
وَ قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ : قَالَتْ عَائِشَةُ : حَتَّى تَفَطَّرَ قَدَمَاهُ ، وَ الْفُطُورُ الشُّقُوقُ .
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : لَا اخْتِلَافَ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فَإِنَّهُ إِذَا حَصَلَ الِانْتِفَاخُ
أَوِ الْوَرَمُ حَصَلَ الزَّلَعُ وَ التَّشَقُّقُ ، انْتَهَى

قوله : ( أَتَتَكَلَّفُ هَذَا )
أَيْ فَالْزَمْ نَفْسَكَ بِهَذِهِ الْكُلْفَةِ وَ الْمَشَقَّةِ ،
وَ فِي رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا ( وَ قَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مَا تَأَخَّرَ )
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ : قَدْ ظَنَّ مَنْ سَأَلَ عَنْ سَبَبِ تَحَمُّلِهِ الْمَشَقَّةَ فِي الْعِبَادَةِ
أَنَّ سَبَبَهَا إِمَّا خَوْفُ الذَّنْبِ أَوْ رَجَاءُ الْمَغْفِرَةِ ، فَأَفَادَهُمْ أَنَّ لَهَا سَبَبًا آخَرَ أَتَمَّ وَ أَكْمَلَ
وَ هُوَ الشُّكْرُ عَلَى التَّأَهُّلِ لَهَا مَعَ الْمَغْفِرَةِ وَ إِجْزَالِ النِّعْمَةِ ، انْتَهَى

قوله : " أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "
أَيْ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ بِغُفْرَانِ ذُنُوبِي وَ سَائِرِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْمَكِّيُّ فِي شَرْحِ الشَّمَائِلِ :
أَيِ أَتْرُكُ تِلْكَ الْكُلْفَةَ نَظَرًا إِلَى الْمَغْفِرَةِ فَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ، لَا بَلْ أَلْزَمُهَا
وَ إِنْ غُفِرَ لِي لِأَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا ، وَ قَالَ الطِّيبِيُّ : الْفَاءُ مُسَبَّبٌ عَنْ مَحْذُوفٍ
أَيْ أَأَتْرُكُ قِيَامِي وَ تَهَجُّدِي لِمَا غُفِرَ لِي فَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ، يَعْنِي أَنَّ غُفْرَانَ اللَّهِ
إِيَّايَ سَبَبٌ لِأَنْ أَقُومَ وَ أَتَهَجَّدَ شُكْرًا لَهُ فَكَيْفَ أَتْرُكُهُ .
قَوْلُ ابْنِ بَطَّالٍ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَخْذُ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ بِالشِّدَّةِ فِي الْعِبَادَةِ
وَ إِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ ; لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ بِمَا سَبَقَ لَهُ
فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَعْلَمْ بِذَلِكَ ، فَضْلًا عَمَّنْ لَمْ يَأْمَنْ مِنْ أَنَّهُ اسْتَحَقَّ النَّارَ ، انْتَهَى ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ مَحَلُّ ذَلِكَ مَا إِذَا لَمْ يُفْضِ إِلَى الْمَلَالِ ؛
لِأَنَّ حَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ كَانَتْ أَكْمَلَ الْأَحْوَالِ فَكَانَ لَا يَمَلُّ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ
وَإِنْ أَضَرَّ ذَلِكَ بِبَدَنِهِ ، بَلْ صَحَّ أَنَّهُ قَالَ : وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ .
فَأَمَّا غَيْرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَإِذَا خَشِيَ الْمَلَالَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكْرِهَ نَفْسَهُ ،
وَ عَلَيْهِ يُحْمَلُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : خُذُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، انْتَهَى .

قَوْلُهُ : ( فِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَ عَائِشَةَ )
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَ أَمَّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ .

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَ النَّسَائِيُّ وَ ابْنُ مَاجَهْ .